القاهرة (أ ف ب) - أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت اليمين الدستورية أمام البرلمان للمرة الأولى منذ 13 عاما لبدء ولاية رئاسية ثانية بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي. وشهدت مراسم الاحتفال عقب اداء السيسي للقسم اطلاق المدفعية المصرية 21 طلقة في الساحة الخارجية لمجلس النواب. وكان في استقبال السيسي رئيس البرلمان علي عبد العال وشيخ الازهر أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدد من الوزراء. وقال السيسي في كلمة القاها امام النواب بعد اداء القسم "لقد واجهنا سويا الإرهاب الغاشم الذي أراد أن ينال من وحدة وطننا الغالي وتحملنا معا مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما نجم عنها من آثار سلبية على نواحي الحياة كافة". وتابع "أنني عازم على استكمال المسيرة متجردا من أي هوى إلا هوى الوطن لا أخشى سوى الله جل في علاه". ورسمت الطائرات الحربية والمروحيات الوان علم مصر بالدخان اثناء تحليقها فوق منطقة وسط القاهرة احتفالا بوصول السيسي الذي توسطت سيارته موكبا كبيرا من الدراجات النارية حتى بوابة مجلس النواب المصري في محيط ميدان التحرير الذي شهد احتجاجات كانون الثاني/يناير 2011 التي اطاحت الرئيس الاسبق حسني مبارك. وكان مبارك آخر رئيس أدى اليمين امام المجلس في ايلول/سبتمبر 2005 عن ولاية رئاسية خامسة. وفي 2013 وبعد ان أزاح سلفه الاسلامي محمد مرسي إثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، فاز السيسي بسهولة في الانتخابات الرئاسية في العام 2014 بنسبة 96,9% من الأصوات. وأقسم السيسي اليمين في الولاية الأولى أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، لعدم وجود برلمان في ذلك الوقت. وفي الثاني من نيسان/ابريل فاز السيسي بولاية رئاسية ثانية في مصر بنسبة 97% من الاصوات الصحيحة في رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد بعدد أصوات 21,8 مليونا. وحصد خصم السيسي الوحيد موسى مصطفى موسى نسبة 2,92 في المئة من الأصوات، في حين بلغت نسبة المشاركة 41,5% من إجمالي عدد الناخبين البالغ قرابة 60 مليونا. وفي غياب منافسين حقيقيين كانت نسبة المشاركة الرهان الوحيد في هذا الاقتراع بعد استبعاد مرشحين محتملين جادين مثل رئيس أركان الجيش السابق سامي عنان الذي حُبس بتهمة مخالفة القوانين العسكرية أو آخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق الذي تراجع عقب ترحيله الى القاهرة من الإمارات. وأوضح السيسي في كلمته أن "ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة في مقدمة اهتماماتي وسيكون ذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومي والتي من شأنها الارتقاء بالإنسان المصري في كل هذه المجالات" وأكد على أن "قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغلي الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعي (..) ولن أستثنى من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف". وبالتزامن مع فترته الثانية تقوم أجهزة الأمن بحملة توقيفات جديدة شملت معارضين ومدونين وصحافيين وناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي. ويشن الجيش المصري عملية عسكرية واسعة في سيناء لمكافحة الارهاب بدأها في التاسع من شباط/فبراير الماضي أسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من 200 من الجهاديين وما يزيد على 30 جنديا، بحسب احصاءات الجيش. وتشهد البلاد فرض حالة الطوارئ التي اعلنها السيسي للمرة الأولى في تشرين الثاني/أكتوبر 2014 واقتصرت في البداية على محافظة شمال سيناء حيث يركّز الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية (ولاية سيناء) المتطرف هجماته التي اوقعت مئات القتلى في صفوف الجيش والشرطة منذ عزل مرسي في 2013. © 2018 AFP
مشاركة :