بيدرو سانشيز رجل الإصرار والمثابرة

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد (أ ف ب) - نجح الاشتراكي بيدرو سانشيز الذي مني بهزيمة في الانتخابات الأخيرة، ثم فُصل من حزبه قبل ان يمسك مجددا بزمام الامور، في مغامرته الأخيرة في الوصول الى سدة الحكم في اسبانيا وأدى اليمين الدستورية السبت رئيسا للحكومة. لا بد أن الاستاذ السابق لمادة الاقتصاد البالغ من العمر 46 عاما والذي يحمل لقب "الرجل الوسيم" (غوابو) في اسبانيا آمن أنه على موعد مع التاريخ هذه المرة، فتصدر الساحة فور إدانة الحزب الشعبي بزعامة رئيس الحكومة ماريانو راخوي في قضية فساد كبرى. "اليوم، نكتب صفحة جديدة في تاريخ الديموقراطية في بلادنا"، قال سانشيز صباح الجمعة مرتدياً بزة قاتمة أنيقة كعادته، قبل ان يتبنى البرلمان مذكرة حجب الثقة عن راخوي ويمنحه ثقته لقيادة الحكومة. وقال فرناندو فالسبين، استاذ العلوم السياسية في جامعة مدريد المستقلة، "لقد شاءت الصدف أن يحظى بفرصة للقيام بدور أساسي"، بعد أن خاض "رهاناً محفوفاً بالمخاطر". وأضاف أن ما قام به سانشيز كان "ضربة اليائس الأخيرة" بعد أن كان الحزب الاشتراكي في حالة تراجع وفي "الخطوط الخلفية" بعيدا عن الخطوط السياسية الأولى التي يشغلها الحزب الشعبي وليبيراليو سيودادانوس وحزب بوديموس اليساري الراديكالي. - عاد من الباب العريض - لقد اضطر سانشيز الذي لم يعد نائبا وبالتالي لا يمكنه اعتلاء منبر البرلمان، ولا يشغل حزبه سوى 84 مقعدا، للتحالف مع بوديموس والانفصاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين، لاطاحة ماريانو راخوي. وهي أكثرية قد تكون هشة وتختصر مدة وجوده في قصر مونكلوا. وقال انطونيو باروسو، المحلل في مكتب "تينيو انتليجنس" ان الزعيم الاشتراكي ينوي دفع النواب إلى تبني تدابير اجتماعية بسرعة "من اجل تعزيز شعبية الحزب الاشتراكي العامل في اسبانيا"، وبهذه الطريقة خوض الانتخابات المبكرة المقبلة من موقع أفضل علما أن استطلاعات الرأي تشير الى تصدر سيودادانوس. ورأى فرناندو فالسبين ان "سانشيز سياسي جريء لكن قرارته لا تنم عن تفكير متأن وهو يفكر على المدى القصير". نشأ سانشيز المولود في 29 شباط/فبراير 1972 في مدريد في عائلة ميسورة، فوالده رجل أعمال وأمه موظفة رسمية. درس الاقتصاد في العاصمة الاسبانية ثم حصل على الاجازة في الاقتصاد السياسي من جامعة بروكسل الحرة. أصبح سانشيز الذي انتخب عضوا في مجلس بلدية مدريد من 2004 الى 2009، نائبا في 2009 بعد استقالة العضو الذي كان يشغل المنصب، ثم عرف صعودا مدويا. وفي 2014، وصل الى رئاسة الحزب الاشتراكي الذي أضعفته أول انتخابات تمهيدية في تاريخه، وحل وراء راخوي في انتخابات كانون الاول/ديسمبر 2015. وفي سياق الشلل السياسي الذي تلا ذلك، حاول من دون نجاح تشكيل حكومة بدعم من سيودادانوس وبوديموس. أجريت انتخابات جديدة في حزيران/يونيو 2016، وتراجع الحزب الاشتراكي من جديد، مسجلا أسوأ نتيجة منذ إحلال الديموقراطية في 1977. عندئذ فصلت قيادة الحزب سانشيز وحملته مسؤولية الفشل. لكنه عاد من الباب العريض في ايار/مايو 2017، بعدما قام بحملة بالسيارة في كل انحاء اسبانيا لرص صفوف الناشطين الذين سيصوتون من أجل إعادته الى رئاسة الحزب. - "يهوذا" بالنسبة لليمين - بعد تقربه من راخوي في الأشهر الاخيرة حول مسألة استقلال كاتالونيا، سيبقى سانشيز في نظر الحزب الشعبي الشخص الذي أسقط رئيس حكومة صمد أمام أزمات كثيرة. وقال فرناندو مارتينيز-مايو، منسق الحزب المحافظ، ان "بيدرو سانشيز سيذكره التاريخ بصفته يهوذا السياسة الاسبانية"، إذ وصفه راخوي بأنه "مستعد من أجل تلبية طموحه الشخصي ... للتحالف مع أي كان مهما كان الثمن".ماتيو غورس © 2018 AFP

مشاركة :