ترامب شريك لإسرائيل في قتل المُسعفة الفلسطينية رزان النجار

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

غزة / هداية الصعيدي / الأناضول نحو 3 ساعات فقط، فصلت بين استشهاد المسعفة الفلسطينية رزان النجار برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، الجمعة، وبين استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، لعرقلة صدور مشروع قرار الكويت الذي يدعو لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. ويرى محللون سياسيون إن الدعم الأمريكي غير المحدود، هو الذي يجرئ إسرائيل على ارتكاب مثل هذه الاعتداءات البشعة بحق الفلسطينيين، وآخرها إعدام الممرضة النجار، بينما كانت تقوم بدورها في إسعاف الجرحى قرب حدود غزة، مرتدية زيها الطبي الأبيض. والجمعة، قال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن "المُسفعة المتطوعة رزان النجار، استشهدت بعد تعرضها لرصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة". وكانت النجار تعمل على إسعاف المصابين بالرصاص الإسرائيلي ميدانيًا قرب حدود غزة مع إسرائيل، منذ بداية مسيرة "العودة"، في 30 مارس/آذار الماضي. وبعد نحو 3 ساعات من مقتل النجار، استخدمت الولايات المتحدة، حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، لعرقلة صدور مشروع قرار الكويت الذي يدعو لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وحصل مشروع القرار على موافقة 10 دول من إجمالي الدول الأعضاء بالمجلس البالغ عددها 15 دولة. وجاء مشروع القرار الكويتي على خلفية ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في غزة، يومي 14 و15 مايو/أيار الماضي، خلال مشاركتهم في احتجاجات، قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل. ورغم الدعم الأمريكي الكبير والتقليدي، لإسرائيل، منذ تأسيسها عام 1948، إلا أن مراقبين يعتبرون أن انحياز الإدارة الأمريكية الحالية، هو الأكبر، حيث أقدمت على الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، رغم الرفض الدولي لهذه الخطوة، ونقلت سفارتها من تل أبيب إلى المدينة المقدسة في 14 مايو/أيار الماضي. ويرى المحللون في أحاديث منفصلة مع وكالة "الأناضول"، أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، واستخدام حق النقض "الفيتو"، يجعل تل أبيب تتصرف وكأنها فوق القانون وخارج المساءلة، وترتكب ما تشاء من "جرائم". وقال المحلل السياسي الفلسطيني، أكرم عطا الله، إن "إسرائيل سترتدع قليلا عن ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين لو توقفت واشنطن عن دعمها غير المحدود". وأضاف لـ"الأناضول": "امتناع أمريكا عن استخدام الفيتو ضد الفلسطينيين، كان سيدفع إسرائيل للتقليل من جرائمها بحقهم، والحد من سلوكها الوحشي اتجاههم". واستدرك: "لو أن تل أبيب كانت تعلم أن واشنطن لن تستخدم حق النقض ضد مشروع توفير الحماية، ربما لما تصرفت بهذا الشكل، لكنها تعلم مسبقًا أن أمرًا كهذا لن يحدث، وهذا بمثابة ضوء أخضر لها في حرية التصرف المطلقة". وتابع: "إسرائيل تعلم أنها لا تحاسب أمام المجتمع الدولي، وأن مجلس الأمن لن يصدر بحقها أي إدانة، طالما أن الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته يستخدمون الفيتو لصالحها ويدعمونها". ويرى عطا الله أن الدعم الأمريكي "اللامحدود" لإسرائيل، والانحياز الكامل لها؛ يجعل الأخيرة "لا تتواني في استهداف وقتل من تشاء من الفلسطينيين، سواء طبيب أو مسعف أو صحفي أو طفل وامرأة". وأردف: "واشنطن بمثابة شركة تأمين كبيرة، تغطي على كافة جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، دون أدنى حد من الأخلاق، أو تأنيب الضمير". وينعكس هذا الدعم الأمريكي لتل أبيب، بشكل كبيرة على القضية الفلسطينية، كما يرى عطا الله. وأوضح: "طموح الفلسطينيين في تحقيق النصر لقضيتهم سيُحدّ، وربما لن يستطيعوا انتزاع أي حق من حقوقهم المسلوبة في ظل استمرار هذا الدعم الأمريكي". ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض لصالح إسرائيل. إذ استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو" أكثر من 40 مرة لصالح إسرائيل، في قضايا فلسطينية أو عربية، منذ تأسيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عام 1945. وفي عام 1972 استخدمت أمريكا الفيتو لأول مرة، لصالح إسرائيل، على مشروع قرار يتضمن شكوى بشأن عدوانها على لبنان. ومن بين الاستخدامات نحو 30 مرة ضد قرارات تخدم الفلسطينيين، آخرها مشروع قرار الكويت المطالب بحماية الفلسطينيين. وكان عام 1988 استثنائيًا، حيث استخدمت فيه أمريكا الحق 6 مرات لصالح إسرائيل. من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، وليد المدلل، إن ترامب "يدعم إسرائيل بشكل سافر ومتغطرس وواضح"، ويمنحها "الضوء الأخضر والجرأة لارتكاب ما تشاء من الجرائم بحق الفلسطينيين". وأضاف لـ"الأناضول":" الدعم الأمريكي لتل أبيب قديم ويعود لأربعينيات القرن الماضي، لكنه وصل إلى ذروته في عهد الإدارة الأمريكية الحالية". ويرى المدلل أن "الفيتو الأمريكي ضد مشروع حماية الفلسطينيين ساعد إسرائيل على الإفلات من العقاب على جرائمها بحق الفلسطينيين المتظاهرين على الحدود الشرقية للقطاع، وغيرها من الجرائم". واستدرك: "كما وفر لها شبكة أمان كبيرة مفتوحة، وجعلها خارج المساءلة، لذلك لم تشعر بالتردد لحظة لاستهداف النجار وغيرها، وأغراها بارتكاب المزيد من الجرائم". وقبيل التصويت على مشروع القرار الكويتي، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، لأعضاء المجلس إن "مشروع القرار الكويتي يشكل وجهة نظر فجة وأن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض لمنعه من الصدور". وكان المشروع الكويتي يدعو إلى "النظر في الإجراءات التي تضمن سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة". ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن يقدم إلى أعضاء المجلس تقريرًا، خلال 30 يومًا، بشأن مقترحات ووسائل توفير الحماية. وباستخدام حق النقض، عززت الولايات المتحدة لدى إسرائيل "عدم الالتزام بأي من المواثيق الدولية التي تحمي المدنيين، ومخالفة المعاهدات والاتفاقيات، ووفرت غطاءً أكبر لها للاستمرار في جرائمها"، حسب المدلل. بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية، في جامعة الأزهر بمدينة غزة، مخيمر أبو سعدة، إن ترامب، ومنذ وصوله إلى سدة الحكم، وهو "يشارك إسرائيل في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني". وتابع لـ"الأناضول": "في عهد الرئيس الأمريكي الحالي يجب عدم المراهنة على واشنطن في أن تكون راعية على عملية مفاوضات نزيهة في المستقبل بين الفلسطينيين والإسرائيليين". ورأى بأن "عدم صدور قرار حماية الفلسطينيين جراء الرفض الأمريكي له، هو بمثابة الضوء الأخضر لجرائم جديدة في المستقبل بحق الشعب الفلسطيني". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :