في كل فصل دراسي تقوم جامعة الكويت بفصل عدد من الطلاب والطالبات بسبب انخفاض المعدل، وكثيرا ما يلقي الطلبة المفصولون اللوم على مكاتب التوجيه والارشاد في الكليات، معللين ذلك بأنهم لم يهتموا بوضعهم الدراسي ولم يتواصلوا معهم لمعالجته منذ الإنذار الأول، كما أنهم لا يعرفون بدور هذه المكاتب إلا بعد الفصل أو مع تلقيهم للإنذار الثالث.«الراي» لامست هذا الجانب المهم لدى عدد من طلبة الجامعة من جهة، وتابعت مكاتب التوجيه و الارشاد لمعرفة دورها في أروقة الكليات، إضافة إلى تسليط الضوء على دور عمادة شؤون الطلبة ومساهمتها بمعالجة أوضاع الطلبة المنذرين ووقف نزيف التسرب الطلابي من مقاعد الدراسة الجامعية، حيث اتضح أن المكاتب تلعب دورا فاعلا في متابعة الطلبة، لكن قلة عدد الموظفين لديها تسببت بعدم الوصول إلى شريحة الطلاب المستهدفين في الوقت المناسب لرسم خطة دراسية تساهم في تخطي الطالب للإنذارات وتضمن دخوله المجال الآمن للمعدل في سنوات الدراسة وخاصة الأخيرة منها.ويقول العميد المساعد للأنشطة الطلابية في عمادة شؤون الطلبة بجامعة الكويت الدكتور ثقل العجمي، إن العمادة تهتم بقضية فصل الطلبة بسبب انخفاض المعدل، وبالطلبة المنذرين بشكل كبير جدا، من خلال مجموعة آليات عملية لإثبات إخطارهم بوضعهم الدراسي، حتى يتدارك الطالب هذه الإنذارات باكرا ويجتهد لرفع معدله الدراسي، مضيفا أن «العمادة عملت مع إدارة نظم المعلومات في الجامعة على استحداث نافذة صغيرة تبين للطالب الإنذار عندما يدخل إلى الموقع الالكتروني لتسجيل المواد، ولا يمكن للطالب التسجيل إلا بالضغط على هذه النافذة».وتابع: أن «العمادة ممثلة بعميد شؤون الطلبة الدكتور علي النامي والعمداء المساعدين عقدت اجتماعات عدة مع الكليات عبر مكاتب التوجيه والارشاد الموجودة لديها، بهدف تزويد العمادة دوريا بإحصائيات تبين الحالة العلمية للطلاب الحاصلين على إنذارات معدل و تزودها بملفاتهم لمعالجتها»، لافتا إلى أن «(شؤون الطلبة) نظمت حملة توعوية بالمادة رقم 13 الخاصة بالإنذارات و المنذرين، لتعريف الطلبة بنص هذه المادة»، موضحا أن «الحملة شملت جميع الكليات وتخللها تخصيص بوثات، كما لاقت قبولا طلابيا واسعا، إضافة إلى الإعلانات الدورية التي تقوم بها العمادة في المواقع الطلابية وغيرها».من جانبها، قالت العميدة المساعدة لشؤون الطلبة في كلية العلوم بجامعة الكويت الدكتورة أديبة الحربان، إن «مكتب التوجيه والارشاد غير مقصر مع الطلبة رغم الكثافة الطلابية، ويقوم بدور فعال في متابعتهم، كما أنه مستمر في مقابلة الطلبة المنذرين ومنخفضي المعدلات لمساعدتهم وحل مشاكلهم الأكاديمية»، مضيفة أن «نسبة الطلبة المنذرين في كلية العلوم انخفضت جدا، بفضل جهود المكتب، بحيث لاتوجد أي مشاكل حاليا»، لافتة إلى «حاجة المكتب لعدد من المتطلبات ليستطيع القيام بدور أكبر وعلى رأسها زيادة عدد الموظفين لديه»، مشيرة إلى أن«متابعة الطلبة المنذرين تتم بإرسال رسائل على الموقع الإلكتروني وإرسال رسائل نصية لهم عبر هواتفهم، كما يتم التواصل معهم من قبل المرشدين، وهنا لا يخفى على أحد أننا نبحث عن الطالب في كل مكان، ولكن عدد من الطلبة غير مهتمين».من جهته، بين العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية العلوم الإدارية الدكتور نايف الشمري، أن «عدد الطلبة المفصولين بسبب انخفاض المعدل في الكلية لا يتجاوز الـ 5 طلاب في الفصل الدراسي»، مبينا أن «مكتب التوجيه يقوم مع بداية كل فصل دراسي بعمل لقاء تنويري للطلبة، إضافة إلى عمل لقاء إرشادي للمنذرين منهم بشكل منفصل، ولكن عدد الحضور لا يتجاوز الـ 50 في المئة من الطلبة المتعثرين»، مضيفا أن «عددا من اللقاءات مع الطلبة المنذرين تتم عن طريق الأقسام العلمية، أو الاتصال بهم هاتفيا أو من خلال مواقع التواصل».وأوضح أن «الطالب استغنى عن دور التوجيه و الارشاد ليستعين بجهات أخرى غير متخصصة تدهور حالته بسبب الافتاءات التي تتسبب في تدهور مستواه الأكاديمي».في المقابل، قال مدير إدارة الارشاد الأكاديمي في عمادة شؤون الطلبة جابر دشتي، إن عدد الطلبة المنذرين بلغ الآلاف وفقا للاحصائيات، مضيفا أن «عملية التوجيه و الارشاد مشتركة بين الطالب نفسه والعمادة وعمادة القبول والتسجيل والمكتب في الكليات والأقسام العلمية»، مبينا أن «دور المكتب توعوي يبدأ قبل المرحلة الجامعية من خلال زيارة الطلبة المتوقع تخرجهم من الثانوية العامة لتعريفهم بكافة اللوائح و شرحها، كنوع من الدور الوقائي للطالب»، لافتا إلى أن «الدور الثاني المنوط به هو توعية الطلبة المنذرين إنذارا أول و ثانيا و ثالثا داخل الجامعة».بدوره، قال منسق قائمة التغيير في كلية الشريعة حسين الرويحل، إن «مكتب التوجيه والإرشاد منوط به توعية الطلبة بالقوانين الجامعية من خلال إعلان اللوائح والنظم الجامعية في الكليات وتوزيع دليل الطالب الذي يحتوي على جميع المعلومات التي تخص النظام الجامعي، إضافة إلى عمل اللقاءات التنويرية لجميع الطلبة من المستجدين والمستمرين بشكل دوري بالتعاون مع العميد المساعد»، مضيفا «هناك قصور من قبل بعض مكاتب التوجيه مما جعل موضوع إنذار المعدل يكاد أن يكون ظاهرة في الجامعة».وبين الرويحل أن المتسبب في الإنذارات هو الطالب نفسه لأسباب عديدة منها، التقصير والإهمال في التحصيل العلمي، أو أن الطلبة المنذرين وأصحاب المعدلات المنخفضة تكون مواعيدهم الأخيرة في (النظام)، فلا يستطيعون تسجيل المواد التي تتناسب مع أوضاعهم ومقدرتهم، كما لا يمكنهم التسجيل، مؤكدا أن «الحل يكمن بتشكيل لجنة منذرين رسمية بالتعاون بين مكتب التوجيه ومكتب العميد المساعد ورؤساء الأقسام وبعض الطلبة المتميزين بالكلية، لتكون المتابعة دورية لحالات المنذرين وليكون هناك تسجيل خاص لمواد كل فصل حتى يتخطوا خطر الإنذار، كما يجب تنبيه كل طالب عند قبوله في الجامعة أن يقتني كتاب دليل الطالب منذ البداية ويقرأه حتى يكون مرجعه القانوني خلال فترة دراسته».
مشاركة :