طمأنت السفيرة التركية لدى الكويت عائشة كويتاك المستثمرين الكويتيين في بلادها، في خصوص أزمة صرف الليرة التي تمر بها بلادها حاليا، داعية إياهم إلى الاستمرار بالاستثمار في تركيا بلا تردد، لاسيما أن مسألة انخفاض سعر صرف الليرة موقت ولن يستمر.وشددت كويتاك، في كلمة ألقتها خلال الغبقة التي أقامتها السفارة التركية مساء أول من أمس، على أن «تركيا أصبحت واحدة من أنجح الاقتصادات في العالم في السنوات الخمس عشرة الماضية، وقد أعادت هيكلة اقتصادها بما يتماشى مع متطلبات الممارسات الاقتصادية الحديثة»، معربة عن أسفها «لتضخيم بعض الدوائر عن قصد بعض المشاكل الموقتة الحالية، إلا أنها ليست مشاكل هيكلية ودائمة، فالاقتصاد التركي قوي وقادر على التعامل مع المشاكل الحالية. وليست هناك حاجة للخوف من الارتفاع الموقت في أسعار الصرف. ويمكن للكويتيين الاستمرار في الاستثمار في بلادها دون أي تردد».وقالت، خلال الغبقة التي اقامتها السفارة بالاشتراك مع الشركات التركية جنكيز وكولين وليماك التي تنفذ مشروعات كبيرة في الكويت، فضلا عن الدعم اللوجيستي الذي قدمته الخطوط الجوية التركية، إن العلاقات التركية – الكويتية وصلت إلى مستوى ممتاز في السنوات الأخيرة، والبلدان الصديقان يجمعهما تطابق في وجهات النظر تجاه العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.ولفتت إلى أن«تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ولذلك تقدم كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في مختلف البلدان المناطق»، مشيرة إلى أن بلادها تعول كثيرا على الديبلوماسية الإنسانية وتوليها أهمية كبيرة، وقد أصبحت تركيا الدولة الأكثر سخاءً في عام 2016، مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة المساعدات الإنسانية الرسمية التركية بالمقارنة بدخلها القومي في نفس العام، بالإضافة إلى أن تركيا تولي أهمية خاصة للديبلوماسية الوقائية، وعملت بنشاط من أجل التسوية السلمية للنزاعات، وقادت الكثير من محاولات الوساطة في مناطق مختلفة».وأشارت إلى أن بلادها ترى في الكويت شريكا مميزا على صعيد العمل الإنساني والوساطة في حل النزاعات الإقليمية والدولية، مثمنة جهود الوساطة الكويتية في حل النزاعات والأزمات الاقليمية. ولفتت إلى أن «حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 1.3 مليار دولار عام 2017، معربة عن ثقتها في إمكانية أن يصل إلى آفاق أكبر من ذلك، وقطاع المقاولات التركي في الخارج هو واحد من القطاعات الأكثر قدرة على المنافسة في بلادها. وحتى الآن، تم إنجاز أكثر من 9000 مشروع في 119 دولة بقيمة 350 مليار دولار أميركي».وأضافت «بهذا الأداء، يحتل هذا القطاع المرتبة الثانية بعدد 42 شركة مدرجة في القائمة السنوية لأكبر 250 مقاولًا في العالم. يساهم المقاولون الأتراك في مشاريع تطوير البنية التحتية في الكويت وهم مستعدون للقيام بالمزيد. شركات البناء التركية تحمل مشاريع كبيرة في الكويت، ونحن نستمر في تشجيع شركاتنا ورجال الأعمال الأتراك على الاستثمار في الكويت لأننا نعتبر تنمية الكويت وتطورها تطور لنا. وقطاع السياحة يعكس نجاح العلاقات الثنائية فقد زار أكثر من 250 ألف مواطن كويتي تركيا في عام 2017. مع وجود امكانية كبيرة أن تكون السياحة مجالًا واعدًا بين البلدين». بدوره قال مدير شركة كولين للإنشاءات والسياحة والصناعة تانر أوجي ان مشروعهم مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية يتم تنفيذه في جنوب المطلاع لانشاء 28 الف وحدة سكنية، لافتا إلى انهم وقعوا العقد في عام 2016، وأنهم تمكنوا من انجاز حوالي 25 في المئة متقدمين عن البرنامج السنوي بنسبة 3 في المئة وكما هو مخطط سيسلم المشروع في عام 2020 وعما ذكر من وجود ملاحظات على هذا المشروع، قال «كمرحلة أولى تقوم بها الشركتان التركية والايطالية، لا توجد أي ملاحظات ونحن متقدمون عن الجدول الزمني، والملاحظات تتعلق بالمرحلة الثانية والتي تقوم بها الشركة الصينية». ذكر أن شركتهم «قدمت عروضا للمشاركة في مشاريع كويتية أخرى ولكن أحد شروط مؤسسة الرعاية السكنية عدم إعطاء أي مشروع للشركات إلا بعد ان تكون قد انتهت من 50 في المئة من مشاريعها، ولكن لدينا حاليا مناقصتان لانشاء الطرق (242 -246) مع وزارة الأشغال الكويتية وتم فتح المظاريف للمناقصتين ونحن بانتظار نتائجهما». وعن مبنى المطار الجديد قال مدير عام شركة ليماك، كييهان بغداتلي انه أحد أكبر المشاريع التي تقوم بها شركتهم، كون لديهم خبرة كبيرة في بناء المطارات، وهذا المطار سيكون ايقونة جميلة في الكويت، مؤكدا على انهم مصرون على الانتهاء من تسليم المطار قبل سنة من الموعد المحدد للتسليم في العقد ونحن الآن وخلال سنتين نعمل شفتين ليلي ونهاري لمدة سبعة ايام اسبوعيا ونحن واثقون من قدرتنا على الوفاء بما وعدنا به. وأشار إلى أن ما يحدث من تغيرات اقتصادية في تركيا هو حالة طبيعية تسبق الانتخابات في العادة وهي حالة موقتة تكون بسبب بعض الضغوط الخارجية أيضا. وأشار إلى ان شركتهم قد استثمرت أكثر من 60 مليون دينار في الكويت ولديهم النية بالمزيد من الاستثمارات في قطاعي التعليم العالي والتكنولوجيا ونحن ندعو الشركات التركية للاستثمار في الكويت أيضاً. من الغبقة الكويت وفلسطين ... موقف مبدئيأكد مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات ناصر الهين، أن الكويت تنطلق من إيمانها المطلق وهي تمثل المجموعة العربية والإسلامية في مجلس الأمن، بأن ما قامت به تجاه القضية الفلسطينية أمر مستحق وليس بجديد عليها، مشيرا أن القضية الفلسطينية من أولويات الكويت وبالتالي مواقف الكويت تنطلق من إيمانها ومبادئها ومن القانون الدولي والمواثيق وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.وحول قرار حماية المدنيين الفلسطينيين الذي تقدمت به الكويت إلى مجلس الأمن، قال الهين في تصريح على هامش مشاركته الغبقة «لا شك أن القرار الذي تقدمت به الكويت مستحق وأتى بصيغ توافقية الهدف منه حماية الشعب الفلسطيني الأعزل».خصوصية رمضان في تركياأشارت السفيرة التركية عائشة كويتاك إلى خصوصية شهر رمضان في تركيا والذي يتميز بثقافة وإرث تاريخي ممتد على مدار قرون، لافتة إلى أن الجالية التركية في الكويت يشعرون أنهم في وطنهم الثاني نظرا لعدد من القواسم المشتركة التي تجمع الشعبين الصديقين مثل وحدة الدين والتاريخ والثقافة، موضحة أن قيم شهر رمضان فرصة مميزة لتوحيد الشعوب ونشر ثقافة السلام. حقوق المستثمرين محفوظة قال مدير شركة كولين تانر أوجي إن الوضع الاقتصادي في تركيا قوي «وبفضل السياسة الحكيمة للقيادة التركية سيتم تجاوز هذه المرحلة بسهولة إن شاء الله، فالاقتصاد التركي قوي، والحكومة التركية تضمن جميع الاستثمارات الأجنبية فيها، ولذلك فإن حقوقهم محفوظة ومضمونة».
مشاركة :