--> لاخواننا في مصر مزاجية خاصة في تعاطيهم مع الأحداث ، فهم يصنعون من الحدث حدثاً اخر معاكسا له في الاتجاه ربما عكس نظرية نيوتن الشهيرة ، فالحدث المصنوع من قلب الحدث يأخذ أبعاداً أخرى ويطفو على الساحة بانتشار واسع وسريع تماماً كما حصل مع المخرج التلفزيوني أشرف غنيم الذي لقب بمذيع البيجاما مؤخراً بعد حواره السريع مع وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم وهو الظهور التلفزيوني الأول للوزير بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته يوم الأربعاء الماضي ، أيضاً تتذكرون مين الراجل اللي وراء عمر سليمان عندما كان سليمان نائباً للرئيس المصري السابق يلقي بيان التنحي الشهير لـ حسني تبقى تلك الظواهر عفوية كانت أو مبرمجة مؤشراً نحو الرغبة إلى الجنوح بعيداً عن الصراع والتأزم السائد ليظل المجتمع وفق طبيعته المهمومة بعيشها اليومي وصناعة الابتسامة للتغلب على صعوبة الحياة وظروفها التي تأزمت مع الحالة السياسية السائدة هناك. مبارك يوم 11 فبراير 2011م ؛ فقد ترك المجتمع المصري حدث تنحي رئيس الجمهورية بحجمه وأبعاده وراح الجميع يتحدثون ويبحثون عمن وراء عمر سليمان حتى غدت تلك اللقطة هي الحدث الأكبر في مصر كلها وفي عموم الإعلام العربي والعالمي أيضاً مصحوبة بالتعليقات اللاذعة والطرائف حتى ظهر أنه اللواء حسين شريف مفنداً كل ما يقال ؛ سوى ان للإعلام المصري والمجتمع هناك طبيعته ومزاجيته الخاصة ، تماماً كما حدث مع الراجل ابوجلابيه الذي ترجل في ساحة الملعب الرياضي في إحدى مباريات نادي الزمالك والافريقي وأمام حشود الجماهير فنسي المتابعون نتيجة المباراة وأحداثها وراح العالم أجمع يبحث عن هوية صاحب الجلابية البلدي وانشئت صفحات الفيس بوك المتنوعة للتعاطي مع الحدث ، فالإعلام المصري لدى كل الأطراف السياسية والاجتماعية إعلام ذكي ومؤسساته صاحبة خبرة عميقة ومراس طويل في هذا المجال ؛ فالمصريون هم من أبرز صناع الإعلام العربي ولسان حاله دائماً منذ إعلام الرئيس جمال عبدالناصر وإذاعة صوت العرب ومذيعها الشهير أحمد سعيد ويعرف إعلاميو مصر كيف توجه الاهتمامات في الرأي العام صوب حدث ما، فمصر دون سواها من المجتمعات العربية ورغم كثافة سكانها وتنوع ثقافتهم تتعاطى مع الإعلام بتأثير متبادل وهو ما يبرز قوة الإعلام هناك وتأثيره في ثقافة المجتمع وتوجيه ميوله بكل المؤثرات المتاحة ، وربما لن تكون تلك الظواهر هي الأخيرة ضمن صناعة الأحداث المواكبة للحالة السياسية الحالية في مصر وهي ما تعطي مؤشراً على ميول غالبية المجتمع هناك إلى الدعة والطرافة والبعد عن مشاكل المشهد العام ومجرياته المشحونة بالتناقض وفرز المجتمع وفق الأيدلوجيات الراهنة التي يسوق لها دعاة المصالح ودكاكين الفتنة لجر المجتمع نحو صراعات بينية ترسخ الفرقة وتعمقها في المجتمع الواحد ومكوناته، عموماً تبقى ظاهرة الأحداث الجانبية وتعميمها برؤية إعلامية وفق نظريات الاستمالة العاطفية والعقلية للجماهير ومحورة الأضواء لصناعة رموز تغذي ثقافة المجتمع بالجديد، فتبقى تلك الظواهر عفوية كانت أو مبرمجة مؤشراً نحو الرغبة إلى الجنوح بعيداً عن الصراع والتأزم السائد ليظل المجتمع وفق طبيعته المهمومة بعيشها اليومي وصناعة الابتسامة للتغلب على صعوبة الحياة وظروفها التي تأزمت مع الحالة السياسية السائدة هناك. Twitter @nahraf904 مقالات سابقة: فرحان العقيل القراءات: 1
مشاركة :