توقع عدد من المسؤولين والخبراء أن يصل حجم قطاع الإنشاءات في قطر إلى نحو 32 مليار دولار لعام 2014-2015 بنسبة نمو سنوي حقيقي يصل 54%. بينما توقعوا أن تفوق مشاريع البنية التحتية 70 مليار دولار خلال السبع السنوات القادمة. وكانت مجلة "ميد" الاقتصادية العالمية قد قدرت إجمالي قيمة المشاريع قيد التنفيذ أو المخطط لها في قطر بحوالي 222 مليار دولار. وأكد المتحدثون في مؤتمر فعاليات تقنيات الخرسانة المستقبلية 2014م -الذي انطلقت فعالياته بفندق جراند حياة- أن هناك تحديات تواجه قطاع الانشاءات في دول الخليج خاصة قطر، مشيرين إلى الخطوات التي قطعتها قطر حتى الآن للاستفادة من التكنولوجيا في إيجاد الحلول الممكنة لمعالجة مشاكل الإنشاءات. وناقش المؤتمرون عدداً من القضايا الاساسية التي تتمحور حول احدث التقنيات في قطاع التشييد والبناء والبنية التحتية، كما تطرق لقضايا مراقبة صحة المنشآت والممارسات المبتكرة في صيانة وتقييم وحماية تلك المنشآت وجودة الخرسانة في مشاريع الطرق السريعة، والاستخدام الذكي لمواد البناء في المشاريع العقارية الكبرى. وتوقع المهندس خالد عوض رئيس شركة خدمات تكنولوجيا الإنشاء المتطورة أن تفوق مشاريع البنية التحتية في قطر 70 مليار دولار خلال السنوات السبع القادمة، مما يتطلب اهتماما خاصا بمسائل الجودة والرقابة عليها؛ لتحقيق أطول عمر ممكن للمباني والمنشآت، لافتا إلى أن معظم المباني التي يجري تنفيذها في قطر حالياً يتطلب تنفيذها في مدة زمنية سريعة، وهنا يكون دور التكنولوجيا المطلوبة بتسريع التنفيذ وبالجودة المطلوبة. وأوضح أن معظم المشاريع في دولة قطر ليست متعلقة بأسعار النفط وبالتالي ليس هناك أي تأثير عليها من أي انخفاض في الأسعار، واصفاً المؤتمر بأنه مؤتمر علمي ويسلط الضوء على آخر التطورات في مجال الخرسانة. وأكد الدكتور خالد حسن المدير الاقليمي لشركة أبحاث الطرق البريطانية في قطر أن هناك 80 مليون طن من المخلفات الإنشائية بقطر والتي يمكن أن تُستغل في مواد البناء وعملياتها. ورأى أن هناك تحديات كبيرة تواجه قطاع الإنشاء في دول الخليج خاصة قطر؛ بسبب نقص مواد البناء؛ إضافة إلى العوامل الحيوية التي تتسبب بعملية انهيار المباني. وأوضح أن الشركة بدأت مع قطر منذ الأربع السنوات الماضية في إعادة استعمال مثل هذه المخلفات بتدويرها مرة أخرى بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات الصلة مثل "أشغال" ووزارة البيئة ونخبة كبيرة من المقاولين والموردين والمستشارين. وقال: إن مشروع إعادة استعمال مخلفات البناء حققّ نجاحات كبيرة، حيث حددنا كمية المخلفات وأنواعها وكيف يمكن استخدامها بتقليل المواد المستوردة، والذي يصل إلى 4 أضعاف المواد المحلية، موضحاً بدأنا في الاستفادة من هذه المخلفات في إنشاء طرق اختبارية ومبانٍ. وتحدث الدكتور نور الدين دعاس، الباحث والخبير بشؤون المختبرات والتقييس في "هيئة الأشغال العامة في قطر" (أشغال) عن مواصفات قطر الجديدة للعام 2015، وضرورة الالتزام بالمواصفات القياسية الخاصة بالإنشاءات، التي أصبحت ضرورة ملحة للمجتمع للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان وممتلكاته.
مشاركة :