نيويورك - استخدمت الولايات المتحدة الجمعة حق النقض ضد مشروع قرار أممي قدمته الكويت باسم الدول العربية يدعو إلى حماية الفلسطينيين، كما رفض مجلس الأمن في وقت لاحق مشروع قرار صاغته واشنطن يدين حركة حماس الفلسطينية على خلفية أعمال العنف الأخيرة في غزة. وقتل أكثر من مئة فلسطيني بنيران القوات الإسرائيلية خلال احتجاجات عند الحدود بين غزة واسرائيل. وحظي مشروع القرار الكويتي بتأييد عشر دول بينها الصين وفرنسا وروسيا، بينما امتنعت بريطانيا واثيوبيا وهولندا وبولندا عن التصويت. ويحتاج أي مشروع قرار في مجلس الأمن لموافقة تسعة من أعضائه وعدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية (بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين) لحق النقض "الفيتو". وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الجمعة "من الواضح الآن أن الأمم المتحدة متحيزة ضد إسرائيل"، معتبرة ان أعضاء مجلس الأمن "مستعدون لإلقاء اللوم على إسرائيل، لكنهم غير راغبين في إلقاء اللوم على حماس". وأضافت إن مشروع القرار الكويتي بإدانته اسرائيل في اعمال العنف "يتضمن توصيفا على قدر كبير من عدم الدقة للأحداث الأخيرة في غزة". وكانت هايلي اعتبرت الخميس أن النص الذي قدمته الكويت يعتمد "نهجا منحازا مفلسا أخلاقيا ولن يؤدي سوى إلى تقويض الجهود الجارية نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". ووجهت تحذيرا واضحا إلى الدول الأوروبية والدول الأعضاء الأخرى في المجلس، موضحة أن اختيار "التصويت لمصلحة مشروع القرار هذا سيكشف افتقادها إلى القدرة على المشاركة في أي مفاوضات تتمتع بالصدقية بين الطرفين". وقال السفير الكويتي منصور العتيبي إن الفيتو الأميركي "سيزيد من الشعور باليأس بين الفلسطينيين" ويزيد من العنف و"يغذي مشاعر الكراهية والتطرف". Kuwait Mission to the UN 🇰🇼 @KuwaitMissionUN المندوب الدائم السفير منصور العتيبي يعرب عن الأسف لعدم تمكن #مجلس_الأمن من اعتماد مشروع القرار الذي ينص على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. 1:52 AM - Jun 2, 2018 107 86 people are talking about this Twitter Ads info and privacy وقال دبلوماسيون إن الفلسطينيين قد يلجأون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد استخدام واشنطن الفيتو لتعطيل مشروع القرار الكويتي في مجلس الأمن. ويدعو مشروع القرار الكويتي في نسخته النهائية إلى "النظر في اتخاذ تدابير تضمن أمن وحماية" المدنيين الفلسطينيين، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم تقرير حول إمكانية وضع "آلية لحماية دولية". وقبيل التصويت في مجلس الأمن الجمعة قُتلت مسعفة فلسطينية وأصيب نحو مئة شخص برصاص وقنابل الغاز التي أطلقها الجيش الاسرائيلي في الجمعة العاشرة للاحتجاجات ضمن مسيرات "العودة" قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وهي المرة الثانية التي تلجأ فيها هايلي لاستخدام الفيتو ضد إجراء أممي يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. رفض مشروع قرار أميركي رفض مشروع قرار أميركي وقد لجأت إلى حق النقض في ديسمبر ضد نص يرفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس. في المقابل رفض مجلس الأمن الدولي الجمعة مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يدين حركة حماس على خلفية أعمال العنف الأخيرة في غزة. وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت لصالح مشروع القرار هذا. وامتنعت إحدى عشرة دولة عن التصويت بينما عارضت مشروع القرار كل من بوليفيا والكويت وروسيا. وطرحت الولايات المتحدة مسودتها الخاصة لمشروع القرار وتحمّل فيه حماس مسؤولية أعمال العنف الأخيرة في غزة وتطالب بأن توقف حركتا حماس والجهاد الإسلامي "كل الأنشطة العنيفة والأعمال الاستفزازية بما في ذلك على طول السياج الحدودي". ويواجه مجلس الأمن منذ أسابيع مأزقا بشأن طريقة معالجة أعمال العنف في قطاع غزة. والاربعاء حذر منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن أعمال العنف الأخيرة بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تضع غزة على حافة الحرب. وشهد القطاع خلال الاسبوع الجاري أسوأ مواجهة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ حرب 2014. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء انه ضرب 65 موقعا عسكريا لحماس في غزة ردا على إطلاق نحو مئة صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل اعترضت أنظمة الدفاع الجوي بعضها الثلاثاء وليل الثلاثاء الأربعاء. وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014 يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع.
مشاركة :