مشاريع التخرج الطلابية.. استنزاف إضافي للأسر

  • 6/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: رشا جمال اشتكى طلبة بالجامعات الخاصة من ارتفاع تكلفة مشاريع التخرج، وتباطؤ الجامعات في رد نسبة التحمل المادية المقررة لتنفيذ هذه المشاريع، أو إمدادهم بالمواد اللازمة، لافتين إلى أن ذلك يحملهم أعباء إضافية، خاصة مع ارتفاع تكاليف المواد، وضيق وقت التسليم من قبل الأساتذة.وشددوا على أن مشاريع التخرج باتت تمثل عبئاً إضافياً على الأسر، فيما اشتكى آخرون من تأخر بعض الجامعات في طرح المساق الخاص بالتخرج، مما يعرضهم لتأخير التخرج لعام دراسي كامل.«الخليج»رصدت شكاوى بعض الطلبة المتضررين على النحو الآتي: مشروع التخرج ضمن الرسوم يروي (ي.ع) طالب بكلية الهندسة مشكلته مع مشروع التخرج قائلاً: حسب نظام الجامعة التي أدرس فيها فإن تكاليف مشروع التخرج من المفترض أن تسترد من قبل الجامعة نظراً لتحصيل رسوم المشروع ضمن مصروفات المساق الدراسي الخاص بالتخرج، أو في بعض الأحوال تقرر الجامعة شراء المواد اللازمة لكل مشروع، ولكن ما يحدث غير ذلك.والدكتور المشرف على مجموعات التخرج هو الذي يقوم باختيار المشروع، ولذلك فإن تكلفة المشروع تتوقف على الفكرة، فهناك أفكار مكلفة وأخرى بسيطة، ويكون على الطالب التنفيذ في كل الأحوال لأن الأمر إجباري.وتابع: في حالتنا قام المشرف باختيار فكرة مشروعنا واشترك في تنفيذها أربعة طلاب، وبعد احتساب تكلفته وجدنا أن المشروع سيتكلف ما يقارب من 8 آلاف درهم، ووعدتنا الجامعة برد التكاليف حسب النظام المتبع ولكن بعد الانتهاء من المشروع فوجئنا بالمشرف يبلغنا بأن الميزانية المرصودة للمشروع هي أربعة آلاف درهم فقط، وهو ما كلفنا فوق طاقتنا، وأضاف أعباء إضافية لم تكن في الحسبان، خاصة وأن الجامعة حصّلت رسوماً دراسية لطرح مادة مشروع التخرج تتجاوز خمسة آلاف درهم من كل طالب، وإذا كان فريق المشروع يتضمن أربعة طلاب فإنه من المفترض أن تكون ميزانية المشروع 20 ألف درهم، ولا تحملنا الجامعة مصروفات إضافية.وحول إمكانية حل المشكلة عن طريق اختيار الطلبة لمشاريع وأفكار منخفضة التكاليف قالت(ر.أ)، الطالبة في تخصص الإعلام:«تبدأ المعاناة عند اختيار فكرة المشروع حيث يكون الأستاذ المشرف على كل مجموعة من الطلاب هو صاحب الفكرة ويقوم بتوزيعها على الطلبة حسب رؤيته، ولذلك لا تكون لدينا فرصة لاختيار مشروع بتكلفة بسيطة أو كبيرة، فالموضوع يكون حسب رؤية المشرف، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المواد المستخدمة بشكل عام سواء كانت الفكرة بسيطة أو معقدة. تهديد بعدم التخرج وذكر طالب (طلب عدم ذكر اسمه) مشكلته قائلاً: عانت أسرتي لتوفير المصروفات الدراسية لمساق التخرج والتي تتضمن بطبيعة الحال مصروفات مشروع التخرج، وبعد اختيار الفكرة والبدء في التنفيذ طلبنا من الجامعة إمدادنا بالمواد المطلوبة حسب النظام المتبع إلا أن الجامعة تباطأت في شراء المواد اللازمة لأكثر من شهر.وأضاف: أبلغنا إدارة الجامعة أكثر من مرة، وأبلغنا المشرف أيضاً لإتاحة الفرصة ومد فترة التسليم حتى توفر الجامعة المتطلبات، ولكننا فوجئنا برفض التأجيل وطلب إنجاز المشروع في الوقت المحدد، وهو ما دفع أعضاء فريق مشروعي للاتفاق على إعداد المشروع على نفقتهم الخاصة، على أن يتم توزيع المبلغ علينا بالتساوي حتى يتم رد المبالغ من قبل الجامعة.أبلغت أصدقائي بعدم قدرتي على تحمل نصيبي من مشروع التخرج وهو ما سبّب لي بالغ الحرج، وكان علي إما توفير المبلغ أو الانسحاب وتأجيل التخرج للعام التالي، ولكن في النهاية اتفق أصدقائي على دفع المبلغ عني على أن أقوم بسداده على دفعات.وحتى بعد تسليمنا مشروع التخرج لم نسترد المستحقات المالية حتى الآن، وليس لدي القدرة على تسديد المصروفات لأصدقائي. لماذا أتحمل هذا العبء المادي والنفسي وأنا قمت بسداد المصروفات مسبقاً؟ أطالب الجامعات بضرورة مراجعة تلك الآلية إما بتوفير المواد في الوقت المحدد أو خصم مبلغ مشروع التخرج من مصروفات المساق وترك الفرصة أمام الطالب لتحديد المشروع بالتكلفة التي تناسب ظروفه.وقال الطالب«س.ع»: بعد تأخر الجامعة في توفير المواد الدراسية لم يكن أمام معظم الطلاب سوى توفير المواد وإنجاز المشروع على نفقتهم الخاصة، ولكني لم أستطع توفير الجزء الخاص بي وطالبني أصدقائي إما بدفع المصروفات أو شطب اسمي من المشروع ولا أعلم مصيري حتى الآن. تكلفة كبيرة وحول متوسط تكلفة مشاريع التخرج أكد عدد من الطلاب أن تكلفة المشاريع تتراوح من 4 - 10 آلاف درهم، خاصة لطلبة التخصصات العلمية، وفي بعض الأحيان تتجاوز ذلك إذا كان هناك استعانة بأي إمكانات خارجية أخرى، لافتين إلى أن الطلبة يعانون المبالغ الهائلة التي تتكلفها تنفيذ المشروعات نظراً لشراء أدوات غالية الثمن وإجراء عدد من الأبحاث في مساحة ضيقة من الوقت.وأوضح الطلاب أن تكاليف أدوات مشروع التخرج ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لافتين إلى أن أغلب الطلاب من غير القادرين يواجهون معاناة شديدة في تنفيذ مشاريعهم، وأن بعضهم لا يستطيع تنفيذ المشروع بالدقة المرغوب بها.ومشكلات الطلبة مع الجامعات الخاصة فيما يتعلق بمشاريع التخرج لم تتوقف فقط على ارتفاع قيمة تكلفة المشروع وعدم وجود دعم مادي في بعض الجامعات، ولكنها تمتد لتشمل عدم طرح بعض الجامعات الخاصة لمساقات التخرج حتى نهاية العام الدراسي، مما يهدد الطلاب ويحرمهم من التخرج وإنهاء دراستهم في الوقت المحدد لذلك،حيث رصدت الخليج تأخر بعض الجامعات في طرح المساق الدراسي لمادة التخرج في بعض التخصصات مما يعطل تخرج الطلاب. تخصصات محدودة وحول ذلك قال الدكتور عبد الحفيظ بالعربي نائب رئيس جامعة العين: إن تأخر طرح مساقات التخرج غالباً ما يكون في التخصصات التي لا يوجد عليها إقبال كاف من الطلاب، فعلى سبيل المثال تخصص الصحافة هذا العام لم يشهد إقبالاً من الطلاب، ومن ثم لا يمكنني طرح مساق كامل لطالب واحد فقط نظراً للتكلفة المادية الكبيرة على الجامعة، ولذلك كان الانتظار لفترة حتى قيام أكبر عدد من الطلاب بالتسجيل، ثم قمنا بطرح المساق ولن يكون هناك تعطيل لتخرج أي طالب.ومن جانبه قال الدكتور عبد الرحيم الصابوني عميد كلية الإمارات للتكنولوجيا: تأخر طرح أي مساق يكون بسبب عدم اكتمال تسجيل الطلاب لمادة التخرج، ولا تستطيع أية جامعة إدراج مساق كامل من أجل طالب واحد فقط نظراً للتكلفة الكبيرة التي تتكبدها في هذه الحالة.وتعتبر حالات عدم طرح مادة التخرج قليلة للغاية، وفي جامعتنا على سبيل المثال نبحث كل عام آلية حل المشكلة في حال عدم تسجيل عدد كاف من الطلبة، ويكون ذلك في تخصصات محدودة للغاية ولكن التخصصات التي تشهد إقبال الطلبة لا يوجد بها أية مشكلة. خطوات لتقليل تكلفة مشاريع التخرج قدَّم باحثون وأكاديميون نصائح للطلاب حول كيفية إنجاز مشروع التخرج وتقليل التكاليف، إذ قال الدكتور هادي إن القدرة على تقليل الوقت والجهد في إنجاز مشاريع التخرج تكمن في الدقة، نظراً لأنها تُجنب الوقوع في الأخطاء، ما يوفر الوقت والجهد والمال الذي قد يضطر الطالب في إنفاقه لإعادة الأجزاء التي تم إنجازها بالفعل ولكن بشكل خاطئ.فيما رأى الدكتور فراس جرار،أستاذ الهندسة بجامعة خليفة أن أفضل طرق إنجاز المشاريع هي الحرص على الاستعداد للمشروع في وقت مبكر،واستغلال الإجازات في إنجاز بعض الأمور المتعلقة به، لافتاً إلى أن التعاون بين المجموعة واختيار فريق متعدد المواهب يسهم في إنجاز أكبر قدر من الأعمال وإنجاز المهام بصورة أكبر وأفضل مما يساهم في تجنب الكثير من مشاكل الأبحاث الجماعية التي يعانيها الكثير من الطلاب.ورأت الدكتور سهيلة اليماحي الحاصلة على الدكتوراة من جامعة خليفة، إن ترتيب الأفكار والتعاون بين أفراد الفريق واختيار فكرة مشروع مرنة في متطلباتها تعمل على تقليل الوقت والجهد والتكلفة المادية.

مشاركة :