لندن- هذا ملف خاص مكرس للاحتفاء بفن الكوميكس العربي، أو فن القصص المصورة، أو الأشرطة المصورة. ينشر بالتعاون مع مجلة "الجديد" التي افردتت كامل صفحات عددها لشهر حزيران/يونيو له، ويغطي بموضوعاته مساحة واسعة عربيًّا من أعمال الكوميكس في مراحله العربية المختلفة، متقصيًّا ظواهر وعلامات من فن شبابي، غالبًا، ظل حتى وقت قريب هامشيًّا، غير معترف بقيمته، ولا بقيمه الجمالية والتعبيرية، في ثقافة عربية لطالما كانت علاقتها بالصورة وفنونها حييّة، حتى لا نقول ملتبسة في غالب الأحيان. فهي ثقافة ظلت تؤْثر الكلمة على الصورة وتميل إلى التجريد. يحتوي المختار من الملف المنشور هنا على مقالات بانورامية تتقصى الظواهر والعلامات التي برزت في فن الكوميكس إن من خلال المجلات أو من خلال الكتب المكرسة لهذا الفن، على مدار العقد الأخير خصوصًا، ولا تقصر اهتمامها على محاولة إدراك بدايات ظهور هذا الفن في المطبوعات العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وكذلك الإرهاصات الأولى المتمثلة في المحاولات المبكرة التي عبرت عن نفسها، وإنْ على مسافة قريبة من فن الكاريكاتير، كما في تجربة المصري علي رضا، الذي لم يكشف عنه النقد إلا في السنوات القليلة الماضية عندما عثر المهتمون عرضًا على أعماله المنجزة في ثلاثينات القرن الماضي، وهي الأعمال التي شكلت مفاجأة لمبدعي هذا الفن ومحبيه، واعتُبر صاحبها رائدًا من رواد فن الكوميكس الأوائل. نطوف هنا على المجلات والكتب والتجارب المختلفة التي أنجزت في القاهرة وبيروت ودمشق والخرطوم وصولاً إلى تونس والدار البيضاء وطرابلس الغرب وبغداد وغيرها من العواصم والمدن العربية المنتجة للأدب والفكر والفن. ولا نهمل السّفرَ إلى ما هو أبعد في خارطة هذا الفن التي امتدت مع المهاجرين العرب إلى أوروبا، لتضيء على تجارب فنانين عرباً أبدعوا أعمالهم في فن الكوميكس في فضاء أوروبي وغربي، وبرزوا كعلامات لافتة، نافست بإبداعاتها إبداعات بعض أشهر الرسامين الأوروبيين، واحتلت مواقع لها في المقدمة، لتتحول بفضل مناخ من الحرية والتشجيع إلى ظواهر بارزة، تتهافت عليها كبريات المجلات ودور النشر وتحصد أكبر الجوائز الأوروبية في هذا الفن.
مشاركة :