{ يبني العديد من الذين يسمّون أنفسهم اليوم بـ(المفكرين) في الشأن الديني والإسلامي منطلقات خاطئة ليلبسوا على الناس أفكارهم (اللا دينية)! يبني هؤلاء الكثير من تحليلاتهم من منطلق (أن الأديان أخذت من الحضارات القديمة)! متجاهلين عن عمد أن (الكتاب والحكمة) والدين جاء من الله للبشرية، بعد خلق آدم، (الذي علمه الله الأسماء كلها) أو العلوم والمعارف كلها، وأنه بعد آدم أرسل الله آلاف الرسل عبر التاريخ، وذكر القرآن (25 نبيا) منهم فقط، ولذلك فإن (الكتاب والحكمة أو دين الله هو واحد منذ خلق آدم) وهو ما أسماه «الإسلام» على لسان نبي الله إبراهيم وفيه هدى ورحمة للعالمين. { المصدر الأصل إذن للحكمة والمعرفة البشرية (الأخلاقية والإنسانية والدينية) هو «المصدر الإلهي»، وحيث كل الحضارات الإنسانية القديمة في المنطقة، وهي الحضارات الأقدم، جاءت بعد آدم (الذي تعلم الأسماء كلها) وليس قبله! فآدم هو أبو البشرية وليس العكس! وهنا ينبع السؤال الذي يدحض الكثير من استنتاجات ومنطلقات هؤلاء (المتفاكرين أو المتفذلكين) بأن الأديان هي التي أخذت من الحضارات في التعاليم والأحداث والطقوس أو تأثرت بها أو نقلتها! وعلى هذا يبنون (نظرية اللا دينية)! التي يتبعهم فيها الكثير من الشباب (الملحدين) اليوم، والذين (ليست لهم قراءة عميقة في علم الأديان وعلم الحضارات)! وهكذا هم يضعون العربة قبل الحصان، ويعتقدون أنهم يأتون بالكشف العظيم! { الله الذي خلق الكون وخلق الإنسان وأنزل الرسل والأنبياء وعلم الإنسان ما لم يعلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) سورة العلق. جاء العلم الحديث ليثبت مؤخرا الكثير من الثغرات في «نظرية داروين» التي يستند عليها هؤلاء، وخصوصا بما يتعلق (بالتطور العقلي والإنساني والأخلاقي المفاجئ أو المذهل الذي ترافق مع الإنسان الجديد)، أو مع الطفرة التي حدثت منذ مجيء هذا الإنسان الذي هو آدم بعد أن خلقه الله بصفات أخرى عما سبقه! ونفخ فيه من روحه، وبما يعني أن علومه والتطورات (الخُلقية -بضم الخاء- والخَلقية -بفتح الخاء) إنما هي صنعة إلهية كما أخبرنا الله في دينه، وفي الكتاب والحكمة المذكورين في القرآن والتوراة والإنجيل. { كل الحضارات المعروفة بكل تفاصيلها (نشأت بعد خلق آدم) وكل العلوم والإنسانيات والأخلاقيات تلاحقت بعد ظهوره! ولذلك فإن كل التأثيرات جاءت في الإنسان الجديد، الذي خلقه الله وعلمه الأسماء كلها، وليس العكس! أي أن الحضارات هي نتاج المعرفة الإنسانية (بعد آدم) وليس العكس! وفي هذا يطول الحديث لمعرفة حقيقة الحضارات التي كانت نصوصها الأصلية وعبر الترجمة الدقيقة، تدل على (وحدانيتها وعبادتها لله) وليس كما صور المستشرقون في ترجمة الألواح وخاصة السومرية بتعدد الآلهة أو أنها ابتكرت الطوفان كمثال في النص السومري مما يدل على حقيقة حدث الطوفان وليس على أن القرآن أخذ الحكاية! ومخاطبتهم الخالق بأسمائه كمثال آخر، يدل على أن نصوصهم التي تأثرت بتعاليم الرسل (الذين لا نعرف أسماءهم قبل الأديان السماوية المعروفة) وليس العكس! وقد شذّت الحضارات والأمم القديمة في بعض عباداتها لتصبح (شِركية -بكسر الشين) وكما أخبرنا الله أيضا في القرآن كخاتم الديانات وضرب الله بها الأمثال وكيف كان عقابهم! وحتى في زمن ما سُمي بالجاهلية كان هناك (الحنفاء) الذين هم من (الموحدين على الفطرة، وعلى تعاليم من سبق من رسل) ويربط بعض المفكرين (بخبث) بين التشابه في أفكار هؤلاء وبين الإسلام أن خاتم الأنبياء أخذ من كلامهم! رغم أن الإسلام أو (دين الله) جاء منذ خلق آدم! فمن أخذ من الآخر؟! هل تأثر الحنفاء بما سبق من رسل وهو المنطقي! ودين الرسول الأعظم «محمد» امتداد لدين الله منذ آدم، أم أن الدين هو الذين أخذ منهم؟! { وهذا ينطبق أيضا على من «يتفذلك» على تشابه الطقوس الدينية قبل الإسلام (رسالة محمد الرسول الأعظم) وكأنهم لا يعلمون أن القرآن أخبر مثلا وفي أكثر من مكان، بأن نبي الله إبراهيم رفع القواعد من البيت العتيق، وأسس للطقوس فيه! بل إن هذا البيت (الذي ببكة) تم بناؤه منذ آدم عليه السلام! والعلم في ذلك عند الله. ونحن ندرك اليوم أن هناك الكثير من الأخطاء في قراءة وتفسير الحضارات القديمة، وتاريخ الأديان الذي تم اعتباره (نقلا عن المستشرقين) أنه جاء كتاريخ أو كدين بعد الحضارات وليس قبلها كما هي الحقيقة مما نعتبره سذاجة فكرية أو مغالطات تاريخية وتأويلية عقلية وفي المنطق أكثر من أي شيء آخر! وفي هذا أيضا يطول الحديث! ونكتفي بهذا.
مشاركة :