قال نجم كرة القدم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني: "متى نذهب أنا وميسي؟ مبابي، أسينسيو وراشفورد. هناك لاعبون متميزون للغاية". وتأتي هذه الأسماء التي ذكرها رونالدو بين مجموعة من اللاعبين الذين يتوقع أن يسطعوا بشكل هائل في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. ولا يرتقي هؤلاء اللاعبون لمرتبة نجوم مثل البرازيلي نيمار أو الفرنسي أنطوان جريزمان الذين اعتادوا قيادة أنديتهم وتحملوا المسؤولية في منتخبات بلادهم، ولكنهم من اللاعبين الشبان الذين يتمتعون بإمكانيات هائلة تجعلهم نجوم المستقبل القريب. ويبدو أن ترشيحات رونالدو تبدو صحيحة؛ حيث سطع نجم كيليان مبابي مع باريس سان جيرمان منذ أن انتقل إليه على سبيل الإعارة من موناكو مع إمكانية انتقاله بشكل نهائي مقابل 180 مليون يورو (221 مليون دولار)، ليكون أحد أغلى اللاعبين في العالم. وأصبح مبابي -الذي احتفل بعيد ميلاده التاسع عشر في ديسمبر الماضي- أول لاعب دون العشرين عامًا يسجل هدفين لمنتخب فرنسا في مباراة واحدة منذ الحرب العالمية الثانية. وسجّل مبابي الهدفين في مرمى المنتخب الروسي خلال مباراة الفريقين الودية بمدينة سان بطرسبرج الروسية. وقال مبابي: "كأس العالم في عقلي.. إنني في عجلة للمشاركة بالبطولة"، في إشارة لأمله في قيادة الهجوم السريع للمنتخب الفرنسي بالمونديال الروسي. وقال ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي عن مبابي: "إمكاناته تفوق كل الحدود". وقد يكون لاعب الوسط الإسباني الشاب ماركو أسينسيو، زميل رونالدو في الريال، هو اللاعب الوحيد الذي يمتلك إمكانيات مشابهة لمبابي المشهور في باريس سان جيرمان بلقب "دوناتيلو" وهو اسم أحد أفراد "سلاحف النينجا" في المسلسل الكرتوني الشهير. وفرض أسينسيو نفسه كنجم بارز في منتخبات إسبانيا للشباب وتوج مع الفريق بلقبي كأس أوروبا للشباب (تحت 19 عامًا) في 2015 و(تحت 21 عامًا) في 2017. ويأمل أسينسيو (22 عامًا) أن يفرض نفسه بقوة كأحد نجوم المنتخب الإسباني في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وقال أسينسيو -في نفس اليوم الذي مدد فيه العقد مع الريال حتى يونيو 2023-: "حتى الآن، هناك مزيد من اللاعبين الكبار.. أود الحصول على فرصتي خطوة بخطوة". وقال جولين لوبيتجي المدير الفني للمنتخب الإسباني: "نشعر بالسعادة لعقليته.. أسينسيو ينافس بشكل رائع مع ريال مدريد". ويأتي خلف مبابي وأسينسيو لاعبون شبان آخرون يستعدون ليكونوا نجوم المستقبل، وأحد هؤلاء هو ماركوس راشفورد /21 عامًا/ مهاجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، والذي يمكنه اللعب في أي مركز بخط الهجوم. وبالقرب منه في مانشستر، يسطع المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس في صفوف مانشستر سيتي تحت قيادة المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا. ويحمل جابرييل جيسوس /21 عامًا/ مسؤولية هائلة؛ حيث يقود مع صديقه الحميم نيمار دا سيلفا هجوم المنتخب البرازيلي. وأعرب المدرب تيتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي عن ثقته الرائعة باللاعب قائلًا: "جابرييل لاعب حقيقي". ولا يجب نسيان النجمين الصاعدين اللذين يعتزم المنتخب الألماني (مانشافت) الدفع بهما في رحلة الدفاع عن لقبه العالمي في المونديال الروسي، وهما ليروا ساني (اللاعب السنغالي الأصل) الذي تألق بجوار جابرييل جيسوس في مانشستر سيتي، وتيمو فيرنر مهاجم لايبزج الألماني، والذي ترغب أكبر الأندية الأوروبية في التعاقد معه. وخاض كل من ساني /22 عامًا/ وفيرنر /22 عامًا/ آخر مباراة ودية خاضها المانشافت، والتي انتهت بهزيمته أمام المنتخب البرازيلي في آذار/ مارس الماضي بالعاصمة الألمانية برلين. وكان المنتخب البرازيلي قد حسم هذه المباراة بهدف نظيف سجله جابرييل جيسوس نفسه. ولم يذكر كريستيانو رونالدو اسم ألكسندر جولوفين لاعب وسط سيسكا موسكو الروسي، والذي يحتفل بعيد ميلاده الثاني والعشرين في 30 أيار/ مايو الحالي، وينتظر أن يتألق مع المنتخب الروسي في المونديال. ويستطيع جولوفين اللعب في أي مركز بوسط الملعب، بما في هذا الجناحين. ولعب جولوفين دورًا بارزًا في المسيرة الرائعة لسيسكا موسكو بمسابقة الدوري الأوروبي في الموسم المنقضي. كما ينتظر أن يسطع اللاعب الشاب هيرفنج لوزانو /22 عامًا/ مع المنتخب المكسيكي، بعدما تألق مع فريق آيندهوفن الهولندي الذي كان من قبل منصة انطلاق لنجمين برازيليين رائعين، هما رونالدو وروماريو. ومن النجوم الصاعدة أيضًا، يبرز لاعب الوسط المدافع الأوروجوياني لوكاس سيباستيان تورييرا /22 عامًا/ الذي يرى مدربه في سامبدوريا الإيطالي، أنه قد يساوي 100 مليون يورو لطول قامته (80ر1 متر). كما يرغب المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز /20 عامًا/ الذي يتألق حاليًا في صفوف ريسينج أفيلانيدا، في أن يكون ضمن قائمة النجوم المنتظر سطوعهم في المونديال الروسي. إنهم ليسوا ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو، كما أنهم ليسوا إيدن هازارد أو جريزمان أو نيمار. ولكنهم نجوم المستقبل. وكأس العالم سيمنحهم فرصة فريدة ليس فقط للسطوع، وإنما أيضًا لصناعة التاريخ.