كشفت دراسة أكاديمية (تحتفظ «الحياة» بنسخة منها) عن تصدر السعودية النسبة الأعلى عالمياً بمعدل 58 في المئة بتجاوز الرقابة الشبكية على الإنترنت، وذلك باستخدامهم للتطبيقات التي تتيح الدخول إلى المواقع المحجوبة وتجاوز الحجب، مشيرة إلى أن عدد المستخدمين الذين نجحوا في تجاوز الاختراق بلغ أكثر من 3 ملايين شخص. وأوضح معد الدراسة أستاذ تقنية المعلومات والأكاديمي الدكتور ناصر البقمي لـ«الحياة» أن التطبيقات الحديثة التي تتيحها الهواتف النقالة أسهمت في شكل كبير عالمياً في تجاوز الرقابة على الشبكات والإنترنت، والدخول إلى المواقع المحجوبة، والمعروفة باستخدام «البروكسي»، لافتاً إلى أن مستخدمي الإنترنت في السعودية تخطوا حاجز الاستخدام لتلك التطبيقات، والدخول إلى المواقع المحجوبة. وأضاف أن الدراسة أظهرت محاولة 58 في المئة من مستخدمي الإنترنت في السعودية اختراق المواقع المحجوبة، وذلك للوصول إلى محتوى غير «مفلتر»، مشيراً إلى أن نسبة الناجحين في الاختراق والاطلاع على تلك المواقع بلغت 31 في المئة، أي 3 ملايين مستخدم. واعتبر أن الأهداف التي تأتي نتيجة لتجاوز الحجب تأتي للوسائل الترفيهية في المقام الأول، إضافة إلى الدخول إلى بعض المواقع غير الأخلاقية، لافتاً إلى أنه من الصعب الحكم على تلك الممارسات وزيادة المؤشر بقلة الوازع الديني أو الأخلاقي، إذ عزاها إلى الفضول والترفيه، وقلة الوعي بالأضرار. وتابع: «ظاهرة استخدام التطبيقات والبرامج التي تخفي الهوية وتتيح الدخول إلى المواقع المحجوبة تعتبر في تزايد عالمياً، إذ إن البعض يهدف إلى إخفاء هويته عند الدخول إلى تلك المواقع، والسعوديون تأثروا أيضاً كبقية دول العالم بتلك الزيادة، وذلك بسبب سهولة استخدامها من غير المتخصصين ووجودها في الهواتف النقالة التي تقع في متناول الجميع، والتي تتم بربط المستخدم بأحد السيرفرات في الدول الأخرى». وأشار البقمي إلى أن الدول العالمية الأكثر انفتاحاً في شبكات الإنترنت أدركت أن الاستخدام غير المنضبط للإنترنت في تزايد مستمر، ولمواجهة ذلك التزايد والاستخدام غير الشرعي، اتخذت برامج جديدة تعرف بالمواطنة الرقمية، مضيفاً: «تهدف المواطنة الرقمية إلى زيادة التوعية عند استخدام الإنترنت والتقنية في شكل عام، إذ تتيح للمستخدم معرفة حقوقه عند استخدام الإنترنت وواجباته، وتجب إعادة النظر في تلك التطبيقات والبرمجيات التي تمكن المستخدمين من تجاوز الحجب». ودعا إلى ضرورة إيجاد مبادرة وطنية لتوعية المستخدمين للإنترنت في السعودية، والتحذير من أضرار الاستخدام السيئ لتلك السلوكيات التي تزيد من الأضرار على المستخدمين، وتزيد من الإشاعات، مشدداً على أن المبادرة الوطنية تكفل للمستخدمين معرفة العقوبات، والأضرار المترتبة بعد تجاوز الحجب في المواقع.
مشاركة :