اكتشف العلماء كثبانا رملية مصنوعة من حبيبات الميثان الصلب، أسفل جبال كبيرة على بلوتو. وقام فريق دولي من علماء الجغرافيا والفزيائيين وعلماء الكواكب من جامعة بليموث وجامعة كولونيا في ألمانيا، وجامعة بريغهام يونغ في الولايات المتحدة، بتحليل سطح الكوكب باستخدام صور تفصيلية تم التقاطها في عام 2015 من قبل مركبة الفضاء التابعة لوكالة ناسا "نيو هوريزون". وتمتد الكثبان على مساحة 47 ميلا، عبر حدود سهل جليدي يطلق عليه اسم "سبوتنيك بلانيتيا"، ويمكن رؤية كثبان الميثان التي تصعد باتجاه الجبال على الكوكب المتجمد الذي تبلغ درجة حرارة سطحه 230- درجة مئوية. وعقب تحليل شكل وحجم الكثبان الرملية، وخطوط الرياح القريبة على سطح بلوتو، توصل العلماء إلى أن النيتروجين الصلب يتحول مباشرة إلى غاز، ما يؤدي إلى رفع حبيبات الميثان مباشرة إلى الغلاف الجوي، ثم حملت الرياح الخفيفة لبلوتو الحبيبات لتستقر في الجزء السفلي من سلسلة الجبال. وخلص الباحثون إلى أن الكثبان قد تكونت على الأرجح في آخر 500 ألف سنة أو أكثر. وقال مات تيلفر، المحاضر في الجغرافيا الطبيعية في جامعة بليموث، والمعد الرئيس للبحث: "كنا نعلم أن كل جسم من النظام الشمسي مع غلاف جوي وسطح صخري صلب له كثبان رملية، ولكننا لم نكن نعرف ما يوجد على بلوتو". وأضاف قائلا: "تبين أنه على الرغم من وجود غلاف جوي رقيق، ودرجة حرارة السطح التي تبلغ حوالي 230- درجة مئوية، ما تزال الكثبان الرملية تتشكل". وتابع تيلفر أن "هذا الاكتشاف يعد في غاية الأهمية لأنه يمنح نظرة جديدة لبلوتو، وإدراكا لأن العالم الموجود في النطاق الخارجي للنظام الشمسي ليس مادة صلبة متجمدة إنما عالم متحرك وفعال ما يزال يتشكل ويتغير". ويقول العالم المتخصص في الكواكب بجامعة بريغهام يانغ ، الدكتور جاني رادبو، إن اكتشاف الكثبان الرملية كان "مفاجئا للغاية" بسبب الغلاف الجوي الرقيق للكوكب، وأضاف أنه "على الرغم من أن بلوتو أبعد بنحو 30 مرة عن الأرض مما تبعده الشمس عنها، وشديد البرودة، فقد اتضح بأنه ما يزال يتمتع بخصائص شبيهة بكوكبنا، لقد ركزنا على ما هو قريب منا، ولكن هناك ثروة من المعلومات في الأجسام البعيدة للنظام الشمسي والتي تستحق الزيارة. في الكوكب مجموعة من الأشياء التي لم نتوقع رؤيتها، إنها أكثر إثارة للاهتمام بكثير مما كنا نتخيل، كما أنها تخبرنا أن هذه الأجسام البعيدة للغاية تستحق الزيارة". المصدر: إنديبندنت فادية سنداسني
مشاركة :