صحيفة المرصد : يرى متخصصون في الشريعة ودعاة أن النقاب ليس أصلاً في الإسلام، وهو عادة وليس عبادة، فيما أكد أيضاً إمام وخطيب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي الشيخ وسيم يوسف، أن ارتداء النقاب ليس مسألة أصلية في الدين، وفيه قولان بالوجوب والاستحباب، والأخير أقوى بحكم الأدلة. وقال إنه لو كان النقاب واجباً لأثمت معظم نساء الأرض اللواتي لا يرتدين النقاب. وكانت امرأة أميركية قتلت الاثنين الماضي في مركز تجاري في أبوظبي، وأكد شهود وتسجيلات لكاميرات مراقبة، أن مرتكب الجريمة كان يرتدي نقاباً. وقال يوسف إن أكثر العلماء كما قال ابن رشد في مذاهب أبوحنيفة ومالك والشافعي، أفادوا بأن الوجه ليس عورة، مؤكداً أن الاستناد إلى المذاهب في التحريم والتحليل من دون الاستناد إلى الكتاب والسنة تنطع في الدينكما ورد بموقع الامارات اليوم. الاستناد إلى المذاهب في التحريم والتحليل من دون الاستناد إلى الكتاب والسنّة تنطّع في الدين. وأفاد مصدر أمني مسؤول بأن تغطية الوجه والكفين بالنقاب تمثل تحدياً أمام رجال الأمن، وثبت في قضايا خطرة تورطت فيها منقبات أنهن لسن مسلمات من الأساس، مثل جريمة وافي الشهيرة التي شاركت فيها امرأة أجنبية تخفت وراء النقاب، وكثير من جرائم السرقة، وكذلك ثلاث مجرمات دوليات مطلوبات من الإنتربول استخدمنه في سرقة منازل. وتفصيلاً، قال وسيم يوسف إن النقاب ليس مسألة أصلية في الدين، ومن أبرز المؤلفات في هذا كتاب جلباب المرأة المسلمة للألباني، الذي أكد عدم وجوب النقاب. وأضاف أن الرسول عليه الصلاة السلام قال لا تنتقب المحرمة، والنبي لا يأمر بكشف عورة، إذا كان الوجه كذلك، مشيراً إلى أن أدلة الاستحباب أكثر في الدين، ويقول الإمام أحمد لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على رأي. وأشار إلى أنه في تفسير الآية الكريمة ولا يبدين زينتهن، قال ابن عباس الوجه والكفين، مستدركاً هل نصدق حبر الأمة ابن عباس أم هؤلاء الذين يقولون بوجوب النقاب؟ وأوضح أن هناك عشرات من الأحاديث لنساء ظهرن بوجوههن، مثل حديث جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف...، فقامت امرأة من وسط النساء سفعاء الخدين، فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ مشيراً كيف عرف أنها سفعاء الخدين؟ وأشار إلى أن كرائم الصحابيات ظهرن بوجوههن وأيديهن، مثل أسماء بنت عميس، فعن قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه، فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين ــ أي منقوشة اليدين ــ تذب عنه وهي أسماء بنت عميس. وأوضح أن القول بوجوب النقاب إذا خيفت الفتنة قول خاطئ، لأن الرجال فتنة للنساء كذلك، وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن ينقب الرجل أيضاً، مؤكداً أن الاستناد إلى المذاهب الأربعة في التحليل والتحريم من دون الاستناد إلى الكتاب والسنة تنطع في الدين. وكان وكيل الجامع الأزهر السابق محمود عاشور، صرح قبل سنوات أن النقاب عادة وليس عبادة، وأن من أرادت أن ترتدي النقاب فمن حقها أن ترتديه بشرط ألا تفرضه على الأخريات، وإذا ذهبت إلى مكان يتطلب الدخول إليه أن ترفع النقاب عن وجهها، أو أن تخلعه فيجب عليها أن تقر بذلك. كذلك، أكد الأستاذ بكلية أصول الدين بالأزهر الدكتور أحمد عبد السايح رأي شيخ الأزهر، قائلاً: إن رأي شيخ الأزهر سليم مئة في المئة من الناحية الشرعية، أن النقاب لا يوجد له أصل لا في القرآن ولا في السنة لا من قريب ولا من بعيد، وهو عادة، بل إنه يتنافى مع ما أمر به القرآن الكريم في قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، فلو كانت المرأة منقبة كيف يغض الرجل بصره ومن أي شيء. وقال الداعية السعودي صالح المغامسي، إن تغطية الوجه ليس مجمعاً عليها من الفقهاء عبر التاريخ كله، هنا يأتي الفقه السائد في بلد معين، فإذا كانت المرأة في بلد يمكن فيه إظهار الوجه من غير تجمل، فلا يمكن إلزامها بالنقاب، وإذا كانت في بلد آخر ورأت أن تتنقب، فلها ذلك. وأضاف في تسجيل له على موقع يوتيوب، أن المرأة حسب المجتمع الذي تعيش فيه، ففي بعض الدول التي تكون فيها الفتوى سائدة بجواز إظهار الوجه فلا بأس في ذلك. إلى ذلك، ذكر مصدر أمني مسؤول أن إخفاء الوجه والكفين سواء كان بنقاب للمرأة أو قناع للرجل يمثل تحدياً أمنياً أمام رجال الشرطة، خصوصاً في المرحلة المهمة لردع المجرم أو منع الجريمة قبل وقوعها. وأضاف أن جرائم خطرة شاركت فيها نساء منقبات غير مسلمات ، أو لسن متدينات ارتدين النقاب للمشاركة في تلك الجرائم من دون التعرف إليهن، مثل جريمة مركز وافي الشهيرة، إذ كان هناك امرأة في العصابة ارتدت النقاب وقفازين حتى لا يتم التعرف إليها، وهي أجنبية غير مسلمة. وأشار إلى أن هناك عدداً كبيراً من جرائم السرقات، خصوصاً من المراكز التجارية، تنفذها نساء منقبات من جنسيات مختلفة، يدركن أن النقاب يبعد الشبهات عنهن كما يصعب التعرف إلى هوياتهن. وأوضح أن من الجرائم الكبرى التي سجلت كذلك، سرقات متعددة لمنازل في دبي ارتكبها ثلاث نساء يصنفن من جانب الإنتربول الدولي، ومدرجات في النشرة الحمراء باعتبارهن من صاحبات السوابق والمجرمات الخطرات في سرقة واقتحام المنازل، ودأبن على ارتداء النقاب للتخفي وعدم التعرف إليهن من جانب رجال الشرطة. وذكر أنه تم تعقب هؤلاء النساء فور دخولهن إلى البلاد والتدقيق على سجلهن الدولي الإجرامي وتبين أنهن مصنفات من الفئات الخطرة، ويجدن الحديث بلغات عدة من بينها العربية، ومسجل ضدهن سرقات منازل بأسلوب واحد وهو خلع الأبواب، وتم القبض عليهن رغم تخفيّهن وراء النقاب. وقال المصدر إن مأمور الجوازات بأي مطار في العالم لا يمكن أن يسمح لشخص ملثم سواء كان رجلاً أو امرأة منقبة بالمرور من دون أن يطابق صورته الموجودة في الجواز مع وجهه، ومهما اعترض الزائر لا يسمع له، لأنها في النهاية مسألة أمنية بحتة. وأكد أنه في ما يتعلق بالجانب الشرطي والأمني فإن هناك مشكلة بالتأكيد في تعقب امرأة منقبة مقارنة بأخرى يظهر وجهها، خصوصاً في دولة مثل الإمارات لديها بنية تحتية أمنية متطورة ومغطاة بالكاميرات، مثل كل البلدان المتقدمة في العالم لافتاً إلى أن التحقيق في قضايا مختلفة كشف أن رجلاً هو الذي كان يرتدي النقاب، وفي العام الماضي ضبط شاب يتسول مرتدياً النقاب.
مشاركة :