أقام نادي جدة الأدبي الثقافي ضمن فعاليات الايوان الثقافي الرمضاني بالتعاون مع هئية الثقافة مساء أمس ندوة بعنوان رمضان في ذاكرة التاريخ للأديب محمد على قدس والدكتور يوسف العارف وأدارها الأعلامي عبدالعزيز قزان. واستهل الأديب محمد على قدس ورقه بعنوان رمضان في الذاكرة وتجربة الدراما وقال ما أبهى الليالي الرمضانية،وما أجمل المسامرات واللقاءات فيها. وقال تربطني برمضان علاقة حميمة منذ صغري وقد صمته طفلا وفي قيظ يشبه هذه الأعوام،كانت أمي تتعجب لأنه من شدة حبي فيه، حيث تحلو لي القراءة وسماع الإذاعة التي لها طقوسها وبرامجها الدرامية في رمضان،كرهت قدوم العيد حيث أنه بإعلان ثبوته لاله فذلك يعني رحيل شهر رمضان،هكذا أحببت رمضان حتى أني كتبت أول نص قصصي حين كنت طالبا في الصف الأول الثانوي،ليحمل الأجواء الرمضانية فقد كان عنوانه (بائعة القطائف)في مجلة الإذاعة التي توقفت عام 1393هـ. وقال ولشدة تعلقي بالإذاعة وبرامجها الدرامية وقد تابعت تمثيليات وبرامج إذاعات جدة والقاهرة وصوت العرب،أصبحت لدي القدرة والمهارة في كتابة الدراما الإذاعية وهو نوع من كتابة الحكايات المذاعة والمتلفزة،لذلك دخلت مجال الكتابة الدرامية للإذاعة بثقة حين كنت طالبا في جامعة الملك عبدالعزيز بمسلسل درامي اجتماعي كان عنوانه (عندما يعود الحب) أبطاله مشاهير الدراما أمثال الفنان محمد حمزه والإعلامية الفنانة مريم الغامدي،والفنان الكبير محمد بخش. وقال لم يكن أول مسلسل درامي لي رمضاني، ولكنه كان البداية لأن رمضان كان موسما مثريا لي دراميا وملهما في كثير من المواقف والحكايات،كنا ككتاب للدراما الإذاعية على قلة الموجودين بعد رحيل الكثير وقال قدس وفي العادة أنهي كتابتي للأعمال الدرامية قبل قدوم الشهر ويتم تسجيلها في نصف شعبان وتسليمها للإذاعة،ويأتي رمضان لأستلهم منه مواقف وشخصيات ومظاهر جديدة تثري أعمالي الدرامية القادمة. بعدها قدم الشاعر الدكتور يوسف العارف ورقة بعنوان في الشعر السعودي المعاصر قال فيها الشعر السعودي المعاصر ليبرهن للجمهور المثقف أن الشعر السعودي الحديث والمعاصر يتعاطى مع المناسبات الدينية ومنها شهر رمضان بشكل فعال ومتميز: وقف الناقد عند ثلاث من الشاعرات السعوديات وهن: الشاعرة الدكتورة فاطمة القرني. والشاعرة نجاة الماجد. والشاعرة هند النزاري. ومن خلال تحليل قصائدهن الرمضانية وجدنا المعالجة التصويرية والوجدانية لعلاقة المرأة/ الشاعرة مع رمضان فمن الشاعرات من تداخلت مع رمضان عبر الحالة الاجتماعية السلبية حيث تحول شهر الطاعات والمغفرة إلى شهر التسوق والأطعمة، وقيام الليل بالصلوات والتراويح إلى السهر مع المسابقات والتمثيليات. ومن الشاعرات من وقف مع الجانب التاريخي في رمضان حيث غزوة بدر الكبرى والانتصارات الإسلامية. وآخر الشاعرات وقفت مع الأيام الأخيرة من رمضان حيث الوداع والحزن على الفراق وتصوير آخر ليلة في الشهر حيث ختم القرآن في المسجد الحرام وانثيال الدموع بكاءً وحزناً. أما الشعراء الرجال فهم: الشاعر صالح بن سعيد العمري. والشاعر الدكتور يحيى الزبيدي. و الشاعر ماهر الرحيلي. ومن خلال تحليل قصائدهم وجدنا وقفاتهم الترحيبية بهلال رمضان وقدوم الشهر الكريم، ووجدنا الدموع والحزن على فراق الشهر المبارك ووصف لما بين القدوم والمغادرة من مظاهر إيمانية ومشاعر روحية. وكل ذلك يأتي في قوالب شعرية وصيغ لغوية وتصاوير بلاغية. ووصل الناقد الدكتور العارف إلى استنتاج ختامي: إن لرمضان – في مدونة الشعر السعودي المعاصر – تموضعه الشعري، وبنيته الثقافية، وسماته اللغوية الخاصة وصوره البلاغية التي تجلي الروح الإيمانية التي تصدر عنها هذه النفثات الإبداعية وليس هذا غريباً على شعراء وشاعرات هذا الوطن السعودي، مهبط الوحي والرسالة وموئل الدين والإيمان. بعدها كرم رئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي والدكتور عبدالمحسن القحطاني ضيوف ومقدم الندوة بدرع تذكاري .
مشاركة :