بوزالو (إيطاليا) (أ ف ب) - حذر ماتيو سالفيني زعيم اليمين المتطرف الذي اصبح وزير داخلية ايطاليا، الأحد من ان ايطاليا لا يمكنها ان تصبح "مخيم لاجئين لاوروبا" واعدا في المقابل ب"الحكمة" تفاديا لحوادث الغرق والحد من وصول المهاجرين. وقال زعيم الرابطة الذي يزور صقلية لحشد الدعم لمرشحي حزبه في الانتخابات البلدية المقررة لاحقا هذا الشهر، في إطار جهد اكبر لتعزيز وجود الرابطة في جنوب البلاد "لا يمكن لايطاليا وصقلية ان يصبحا مخيم لاجئين لاوروبا". واعلن السبت "الاوقات الطيبة انتهت بالنسبة الى المهاجرين السريين : استعدوا لحزم حقائبكم". واضاف الاحد وسط مناصريه وايضا متظاهرين معارضين من اليسار "لن نعتمد خطا متشددا لكن نهجا حكيما". وامام مركز استقبال في بوزالو كاد يدور اشتباك بالايدي بين المعسكرين. وردد مناصرو الوزير الجديد "كنا نحن ايضا مهاجرين في اميركا لكننا لم نسبب كل هذه الفوضى هناك" و"لم يعد هذا استقبال في هذه المرحلة انه استيطان" و"لو كنت اعرق فهذا من عرق جبيني". وتابع سالفيني"لا احد سيقنعني بان الهجرة السرية ليست وظيفة مربحة (...) ومشاهدة افراد يجمعون المال على ظهر اطفال يموتون يغضبني" بعد ان تبلغ بوفاة 50 مهاجرا قبالة سواحل تونس وتسعة اخرين بينهم ستة اطفال قبالة سواحل تركيا ومهاجر قبالة اسبانيا. واضاف "بالتالي اعتقد انه من الافضل انفاق الاموال في البلد الاصلي. الان، ان كان هناك منظمات غير حكومية ترغب في القيام بعملها مجانا فهذا جيد". - "خلل واضح في التوازن" - وإلى مرفأ بوزالو تنقل سفن الإغاثة والجيش مئات اللاجئين الذين تنقذهم من خطر الغرق في البحر المتوسط. ووصل اكثر من 700 ألف مهاجر إلى ايطاليا منذ العام 2013. لكن اعداد الوافدين تراجعت منذ الصيف الفائت اثر اتفاق مثير للجدل بين حكومة يسار الوسط السابقة في ايطاليا من جهة والسلطات وبعض الميليشيات في ليبيا من جهة اخرى. ومنذ بداية العام الجاري سجلت السلطات الإيطالية وصول أكثر من 13 الف مهاجر. ومركز الاستقبال اقيم في ايطاليا في 2015 بناء على طلب الاتحاد الاوروبي للتحقق من ان الوافدين الجدد تسجلوا في ايطاليا وبالتالي لا يمكنهم تقديم طلب لجوء في بلد اوروبي آخر. وسيبحث وزراء الداخلية الاوروبيون في مراجعة هذه القاعدة خلال اجتماع الثلاثاء في لوكسمبورغ لكن سالفيني اعلن انه سيكون في البرلمان الايطالي للتصويت على الثقة بحكومة الوحدة مع حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات. لكنه اعلن انه سيعارض "الاصلاح" الجاري الذي "يحكم" على دول المتوسط. وعن فكرة روما انزال المهاجرين الذين تتم اغاثتهم في البحر في بلد غير ايطاليا، قال "ليس هدفي نقلهم الى مكان اخر في اوروبا بل خفض عمليات الرحيل" مشيرا الى "خلل واضح في الادارة والاعداد والتكاليف". وللإسراع في عمليات الترحيل، التي بلغ عددها 6,500 فقط العام 2017، سيتعين على سالفيني زيادة عدد مراكز الاحتجاز والتوقيع على اتفاقيات مع دول المهاجرين التي لا يرغب الكثير منها في إعادة استقبال مواطنيها أساسا. وفي محاولة للحصول على تمويل، يبدي سالفيني اهتماما بمليارات اليورو التي يتم تخصيصها كل عام للتعامل مع متطلبات طالبي اللجوء. وفي العام 2017، أعلنت الحكومة السابقة موازنة تضمنت تخصيص 4,2 مليارات يورو للاجئين، يذهب 18 بالمئة منها لعمليات الإنقاذ في البحر، و13 بالمئة للرعاية الصحية، و65 بالمئة لمراكز الاستقبال التي تستضيف 170 الف شخص. وتثير هذه المراكز على وجه الخصوص غضب سالفيني. © 2018 AFP
مشاركة :