بيروت – أماط التيار الوطني الحر الأحد اللثام عن لقاء جمع مؤخرا رئيسه جبران باسيل بالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في ما بدا رسالة تفيد بأن العلاقة بين الجانبين لا تزال قوية وأن ما حصل خلال الأشهر الأخيرة لم يؤثر على التفاهم بينهما الذي كرسه اتفاق مار ميخايل قبل سنوات. وذكرت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر، في بيان أن “اجتماعا مطولا عقد ليل الجمعة بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار جبران باسيل، في حضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا”. وأشار البيان إلى أنه “تم الاتفاق على تصور أولي مشترك لموضوع محاربة الفساد وعلى كيفية اعتماد آلية مشتركة لاحقة لذلك، وكذلك بحث موضوع تأليف الحكومة وأهمية تشكيلها بالسرعة اللازمة بما يتطابق مع المعايير الميثاقية والدستورية والديمقراطية والمنسجمة مع نتائج الانتخابات الأخيرة”. وهذا اللقاء الأول بين نصرالله وباسيل بعد الانتخابات التي جرت في مايو الماضي وحقق فيها الطرفان أغلبية برلمانية. وسبقت اللقاء مساع من رئيس التيار الوطني الحر لترطيب الأجواء بينه وبين رئيس حركة أمل نبيه بري الذي يعتبر الحليف الاستراتيجي لحزب الله في لبنان، بعد توتر لأشهر بلغ أقصاه خلال الحملة الانتخابية. وتقول أوساط سياسية إن هذه اللقاء يحمل دلالة مهمة لجهة توقيته حيث يأتي في ظل حالة استعصاء لتأليف الحكومة، وفي ظل سعي من قبل باسيل لمحاصرة حزب القوات اللبنانية وتحجيمها في التشكيل الحكومي. وتطالب القوات بحصة توازي حجم حصة التيار الوطني الحر وهو ما يرفضه الأخير الذي يحاول لعب دور الوصي في ما يتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية المخصصة للطائفة المسيحية، ويصر على الحفاظ على حصة رئيس الجمهورية من التشكيلة الحكومية. ويعول باسيل على دعم وإسناد حزب الله الذي يعتبر هو الآخر أن حصول القوات على حصة وازنة في الحكومة لا يصب في صالحه لجهة موقفها الرافض لسياساته وسلاحه الذي يتعارض مع منطق الدولة. ويقول مراقبون إن استهداف باسيل للقوات، من شأنه أن يطيل أمد تشكيل الحكومة وهذا سيضعه وحزب الله في موقف محرج في الداخل وأمام المجتمع الدولي الذي يطالب بتسريع تأليف الحكومة في ظل الاستحقاقات الداهمة خاصة على الصعيد الاقتصادي.
مشاركة :