يجري وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في واشنطن، يوم الاثنين، محادثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، ليبحث معه الملف السوري، وخاصة الوضع في مدينة منبج بمحافظة حلب السورية. وأفادت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأحد، أن جاويش أوغلو سيبحث مع بومبيو "مسائل تتعلق بسوريا، بما في ذلك خارطة الطريق حول منبج، وكذلك العلاقات الثنائية وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وتشهد العلاقات الأمريكية التركية أزمة بسبب الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية" في سوريا. وتعتبر أنقرة "الوحدات" تنظيما إرهابيا مرتبطا بـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا، فيما تبرر واشنطن موقفها بضرورة مكافحة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أهمية دور المقاتلين الأكراد في هذا المجال. وتتهم تركيا الولايات المتحدة بأنها لم تف بتعهداتها بإخراج أفراد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد، التي تشكل "وحدات حماية الشعب" مكونها الرئيس) من منبج، (التي طرد المقاتلون الأكراد "الدواعش" منها في يونيو 2016)، مطالبة بإجلاء عناصرها إلى شرق نهر الفرات. وكان الوزير التركي صرح سابقا بأنه يتوقع من محادثاته مع بومبيو تنسيق "خارطة الطريق" حول منبج (والتي قد تم بحثها من قبل فريق عمل مشترك تركي أمريكي في أنقرة، في 25 مايو. وذكر جاويش أوغلو أن هذه الخطة تتضمن خطوات عملية مرتبطة بجدول معين. وتصر تركيا على انسحاب المقاتلين الأكراد من منبج، قبل أن تقرر، مع الولايات المتحدة، من سيشارك في إدارة المنطقة وتشكيل قوات أمنية فيها عوضا عن "وحدات حماية الشعب"، وضمان "أن لا يحل إرهابيون آخرون محلهم". وترى أنقرة ضرورة أن يكون التعامل التركي الأمريكي حول منبج نموذجا قابلا للتطبيق في مناطق سورية أخرى. وبحسب وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، قد تنسحب "وحدات حماية الشعب" من منبج خلال 30 يوما في حال تسوية هذه المسألة بين الجانبين التركي والأمريكي بصورة نهائية. موضوع صواريخ "إس-400" الروسية كما يمكن أن يتناول الوزيران أيضا مسألة شائكة أخرى بين البلدين، ألا وهي موضوع توريد منظومات الصواريخ المضادة للجو الروسية من طراز "إس-400" إلى تركيا. وكان بومبيو أعلن سابقا أن الولايات المتحدة "تعمل" على عدم اقتناء أنقرة لمنظومات "إس-400"، وتأمل واشنطن بأن ذلك لن يحصل. من جهته، صرح جاويش أوغلو أن بلاده لا تقبل "لغة العقوبات" في شأن هذه المنظومات التي وقعت تركيا وروسيا، في ديسمبر 2017، اتفاق قرض حول توريدها لأنقرة. وبموجب الاتفاق، ستشتري تركيا بطاريتين من هذه المنظومات، على أن تستخدمها أطقم تركية. وانتقدت الولايات المتحدة مرارا هذه الصفقة التي قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ويس ميتشل إنها قد تؤثر سلبا على توريد مقاتلات أمريكية من الجيل الخامس F-35 لتركيا. وكانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي طرحت مشروع قانون حول وقف توريد هذه الطائرات لأنقرة. من جهته، لوح جاويش أوغلو باتخاذ خطوات جوابية إزاء واشنطن في حال حجب توريد المقاتلات المستحدثة، مشيرا إلى إمكانية لجوء بلاده إلى التعاون مع روسيا في هذا المجال. المصدر: نوفوستي
مشاركة :