لندن- يحذر الأطباء من مخاطر التدخين بعد الإفطار، مباشرة، على معدة خاوية وجسم مرهق. وأوضحوا أن تدخين سيجارة بعد فترة انقطاع طويلة يستثير جميع آليات الدفاع في الجسم، وهو ما لا يحدث في حال تدخين السجائر على فترات أقل. كما أن التدخين في رمضان يلحق ضررا كبيرا بجدران الأوعية الدموية أكثر من التدخين في بقية العام. ومن مخاطر التدخين بعد ساعات طويلة من الصيام، تحفيز الشعور بالعطش وجفاف الحلق والشعور بالتعب المستمر. ويؤدي إلى اضطرابات في النوم، وزيادة إفراز الأحماض بالمعدة، ما قد يتسبب في زيادة نسبة الإصابة بارتجاع المريء. ويمكن أن يتسبب التدخين عقب تناول الطعام مباشرة عند الإفطار، في التهاب المعدة الذي قد يتطور إلى قرحة. منظمة الصحة العالمية أعلنت أن عدد المدخنين في العالم يصل إلى 1.1 مليار، فيما يتسبب التدخين في وفاة 3 ملايين سنويا حذر الدكتور قاغان قولان، رئيس قسم أمراض القلب في كلية الطب بجامعة غيرسون التركية، من أن التدخين عقب الإفطار مباشرة في رمضان، يزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. وقال قولان، إن “من يدخنون السجائر مباشرة بعد الإفطار في رمضان، يتعرضون لحالة من رعشة الجسم، وبالذات ارتعاش الأرجل والأقدام، بالإضافة إلى الدوخة، حيث أن تدخين سيجارة بعد فترة انقطاع طويلة، يستثير جميع آليات الدفاع في الجسم”. وذكر أن هناك دراسات تشير إلى زيادة الوفيات المرتبطة بالقلب في رمضان، مشيرا أن التدخين يسرع من تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، كما قد يتسبب في وفيات مفاجئة. ودعا قولان إلى استغلال فرصة شهر رمضان للبدء في الإقلاع عن التدخين، والاستفادة من اعتياد الجسم على التوقف عن تعاطي التبغ خلال ساعات الصوم الطويلة. وبحسب إحدى الدراسات الأخرى، فإن المدخنين الذين يفطرون على سيجارة قبل أن يتناولوا أي طعام معرضون للإصابة بأنواع من السرطان أكثر من غيرهم، مشيرة إلى أن هؤلاء المدخنين معرضون للإصابة بسرطان الرئة والرقبة أكثر من نظرائهم. وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “السرطان” التي تصدرها جمعية السرطان الأميركية أن الأشخاص الذين يدخنون أول سيجارة لهم بعد نصف ساعة، وقبل مرور ساعة على استيقاظهم (من نوم ما قبل الإفطار) أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 30 بالمئة من المدخنين الآخرين الذين لا يتناولون أول سيجارة لهم إلا بعد مرور ساعة على استيقاظهم من النوم، حيث تزداد هذه النسبة إلى 80 بالمئة بين من يدخنون سيجارتهم الأولى خلال أقل من نصف ساعة على استيقاظهم من النوم. من مخاطر التدخين بعد ساعات طويلة من الصيام، تحفيز الشعور بالعطش وجفاف الحلق والشعور بالتعب المستمر. وتزداد نسبة الإصابة بسرطان الرقبة عند أولئك الذين يدخنون السيجارة الأولى بعد نصف ساعة وأقل من ساعة على استيقاظهم، حيث احتمالية إصابتهم تصل لـ40 بالمئة، بينما ترتفع إلى 60 بالمئة لدى الذين يدخنون سيجارتهم الأولى خلال أقل من نصف ساعة. وبحسب الدراسة، فإن الاعتماد على النيكوتين يتحكم بسلوك المدخن، فالذي يمكن تصنيفه كمدمن، يكون أكثر ميلا للتدخين خلال النصف ساعة الأولى من الاستيقاظ. يقول الباحثون إن الانقطاع المفاجئ عن التدخين في رمضان (خصوصا لدى الأشخاص المدخنين بكثرة) يؤدي إلى أعراض تسمى أعراض الانسحاب( مثل الأعراض النفسية كالاكتئاب، الأعراض العصبية كالتوتر العصبي والانفعال). وقد بينت دراسات عدة العلاقة بين الانقطاع المفاجئ عن التدخين وزيادة أعراض التوتر والعصبية في رمضان، حيث وجد أن النسبة الأعلى من الذين يعانون من العصبية في رمضان كانوا من الأشخاص المدخنين. كما أظهر عدد من العلماء أن التدخين ينشط خلايا الدم البيضاء المحددة في الرئة، والتي قد تتحرك في وقت لاحق إلى القولون، مما يصيب بالتهاب الأمعاء، ويزيد من خطر الإصابة بمرض “كرون”. وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن التدخين يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض “كرون” لكن الآلية لم تكن معروفة وفقا لصحيفة ميرور. وأجرى باحثون في جامعة “كيونغ هي” في سيول، تجربة على القوارض حيث تعرضوا إلى 20 سيجارة يوميا، لمدة 6 أيام في الأسبوع، لبضعة أسابيع، فوجدوا التهابا في الرئتين في الفئران، كما ظهرت علامات التهاب الأمعاء، وهي علامة على مرض “كرون”، ذلك بالمقارنة مع الفئران المعرضة لهواء نطيف. ووجد الباحثون مستويات متزايدة من المخاط والتهاب في القولون، والدم في البراز من الفئران المكشوفة الدخان. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن عدد المدخنين في العالم يصل إلى 1.1 مليار، فيما يتسبب التدخين في وفاة 3 ملايين سنويا.
مشاركة :