أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إن قطر أصبحت اليوم أقوى مما كانت عليه منذ عام، مشيراً إلى أنه بمرونة لا مثيل لها أظهرها الشعب القطري، وبحكمة قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تمكنّا من مواجهة هذه العاصفة (الحصار) وخرجنا منها أقوى من قبل.قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، في كلمة له بحوار شانغريلا الـ 17 الذي ينظمه المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة، ونشرتها مجلة «الطلائع» أمس، إن دولة قطر استيقظت منذ سنة وشعبها ليجدوا أنفسهم ضحية حصار غير عادل وغير قانوني. وأضاف: «خلال أولِ أيامِ أكثرِ شهورِنا قداسةً (شهر رمضان) تم حرماننا من مصادر الطعام والدواء، وتُركنا لنواجه مصيرنا»، لافتاً إلى أن هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي -بما في ذلك مبادئ عدم التدخل وحل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بحماية واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة الإنسانية- يعبّر عن شراسة الإجراءات المتخذة ضد دولة قطر. وأشار العطية إلى أن دول الحصار استمرت بتسخير كل الوسائل المتاحة لها، من بينها سياسيون وشعراء ورجال دين وممثلون ومغنيون وكتّاب، كلهم تم تجييشهم في الهجوم على دولة قطر، ولم يتوقفوا عند هذا الحد، فقد أصدرت دول الحصار قرارات بمنع مواطنيها من التعبير عن أي نوع من التعاطف تجاه قطر، وحددت عقوبات بالحبس مدداً تتراوح من 3 إلى 5 سنوات وغرامات مالية تصل إلى 150 ألف دولار، وكان الهدف من هذه العراقيل إضعاف موقفنا الاقتصادي واختراق نسيجنا الاجتماعي. وأوضح نائب رئيس الوزراء أنه وبمرونة لا مثيل لها أظهرها الشعب القطري، وبحكمة قيادة صاحب السمو الأمير المفدى، فقد تمكنّا من مواجهة هذه العاصفة وخرجنا منها أقوى من قبل، لافتاً إلى أنه في عام الحصار تضاعف إنتاجنا من المنتجات المحلية، بما في ذلك الدواء والغذاء أضعافاً كثيرة. وقال سعادته: «بنينا على علاقاتنا الثنائية، ودخلنا في شراكات جديدة وواعدة للنمو والتطور نحو رؤيتنا الوطنية للتطور والرخاء الاجتماعي، ونحن اليوم أقوى مما كنا عليه منذ عام. ونحن نقترب من إكمال الذكرى الأولى للحصار، عام من المرونة والقوة، عام من الحسم والشجاعة، فإن علينا أن نتقدم بالشكر إلى الدول التي وقفت معنا ضد هذا الاعتداء، ومع سيادة القانون ومبادئ القانون الدولي». مؤكداً أن تلك الدول حددت أهمية التمسك بقوة القانون عوضاً عن فرض قانون القوة. وحول حوار شانغريلا والتحديات الأمنية الإقليمية، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية: «بدأ حوار شانغريلا كمؤتمر بارز للأمن الإقليمي، يخلق أرضية صلبة تمكّن صانعي القرار الأمني والدفاعي من التقارب ومشاركة الأفكار وتبادل الرؤى حول أهم التحديات الأمنية التي تواجه منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وما هو أبعد من ذلك». وبشأن جهود مكافحة الإرهاب، شدد العطية على أن دولة قطر كانت ولا تزال في الخط الأمامي لهذه المعركة لسنوات عديدة، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ «سرطان الإرهاب» إذا تُرك دون معالجة، فسيستمر في التكاثر والانتشار في جسم العالم، مدمراً كل خلية سليمة في طريقه، ولافتاً إلى أن منطقة الشرق الأوسط أصابتها هذه الظاهرة الخبيثة منذ عقود، ونتج عنها تراجع النمو الاقتصادي، وعرقلة التقدم الاجتماعي والسياسي، وتدهور سياسات التطوير. وأكد سعادته ضرورة تطور طرق مواجهة الإرهاب كما يتطور الإرهاب نفسه، ليس فقط لتقوية حدودنا، بل لتقوية عقولنا وعقول شبابنا، قائلاً: «إننا بحاجة لتبني سياسات شمولية وإصلاحات اقتصادية لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا.. مستقبل يملؤه الأمل.. أمل بحياة أفضل من النمو والسلام والأمن». وأشار إلى أن دولة قطر انضمت لأصدقائها وحلفائها في المعركة الدولية ضد الإرهاب، وسخّرت كل إمكانياتها المادية والتقنية ومواردها اللوجستية في سبيل منع التطرف العنيف وقطع تمويل الإرهابيين، وبصفتها عضواً في الأمم المتحدة، فقد نفّذت دولة قطر كل قرارات مجلس الأمن والعقوبات الخاصة بالإرهابيين وتمويل الإرهاب. وأضاف: «قمنا بوضع قوانيننا بطريقة تسمح لنا بتطويرها وإصلاحها باستمرار، بحيث نبقى سابقين لأي نشاطات إجرامية أو إرهابية»، وتابع: «كما أن قطر تظل أيضاً عضواً ناشطاً في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وتساهم بشكل كبير في القتال لتفكيك وتدمير هذا التنظيم». كما أشار نائب رئيس الوزراء إلى أن الإرهاب له عدة أسباب، منها الشعور بالنبذ، والصعوبات الاقتصادية، والفروقات الاجتماعية والإقصاء السياسي، قد أثبتت جميعها أنها دوافع تستغل لتجنيد الإرهابيين وزيادة الهجمات الإرهابية، مؤكداً ضرورة مواجهة المجتمع الدولي لهذه المخاوف بشكل جماعي. ونوه العطية بجهود دولة قطر لإنشاء صندوق عالمي للتدخل والمرونة المجتمعية، ويركز على تعزيز المرونة ضد برامج العنف المتطرف عبر التعاون مع الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص لدعم الاستراتيجيات الوطنية الهادفة لمعالجة أسباب التطرف العنيف، لافتاً إلى أن هذا الصندوق نشط الآن في دول مثل ميانمار، ومالي، وبنجلاديش. يذكر أن «حوار شانغريلا» السنوي أكبر منتدى أمني إقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وينظم المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية الدولية هذا الحوار بشكل سنوي، ويشارك فيه رؤساء الدول ووزراء الدفاع ومسؤولون عسكريون رفيعو المستوى لبحث القضايا الأمنية الإقليمية الراهنة. قطر تنحاز لمبادئ السلام أكد الدكتور خالد بن محمد العطية أن دولة قطر انحازت بفخر وبإصرار لمبادئ السلام العادل، والتعاون الدولي وحقوق الإنسان، وكانت سباقة لدعم المحرومين والمضطهدين، وعملت مع شركائها الدوليين وبالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الإغاثة المادية والإنسانية أينما دعت إليها الحاجة. .. ونقلت المعركة ضد التطرف أكد وزير الدولة لشؤون الدفاع أن دولة قطر نقلت المعركة ضد التطرف من ساحة الحرب إلى داخل غرفة الصف، عبر منظمات مثل «التعليم فوق الجميع» و«علّم طفلاً»، قائلاً: «تمكنّا من توفير التعليم الأساسي لأكثر من 10 ملايين طفل خارج المدارس حول العالم. مما سيساعد على حمايتهم من الوقوع فريسة للجماعات والأيديولوجيات المتطرفة». وأضاف أن صندوق قطر للتنمية وقّع مؤخراً مذكرة تفاهم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بقيمة 50 مليون دولار، خصصت لضمان حصول أبناء اللاجئين الفلسطينيين على التعليم في الضفة الغربية وغزة والأردن وسوريا ولبنان.;
مشاركة :