باريس- (أ ف ب): أعلنت فرنسا انها اخذت علما بالحكم على الفرنسية ميلينا بوغدير بالسجن المؤبد في العراق أمس الأحد لانضمامها إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مؤكدة احترامها «سيادة الهيئات القضائية العراقية». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس «نشير إلى ان الالية القضائية لم تنته وستواصل سياقها... ان فرنسا ستستمر في احترام سيادة الهيئات القضائية العراقية والمسار المستقل للآليات القضائية». وأضافت ان فرنسا «في حوار منتظم مع السلطات العراقية بهدف ابلاغها خصوصا، كما فعلت على الدوام، بمعارضتها تنفيذ عقوبة الاعدام وبضرورة احترام المعاهدات الدولية التي تحظر خصوصا أساليب التعامل اللا إنسانية أو تلك التي تحط من قدر الانسان». وأصدرت المحكمة الجنائية العراقية أمس الاحد حكما بالسجن المؤبد على الجهادية الفرنسية البالغة من العمر 27 عاما بعد إدانتها بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، فيما اتهم محاموها فرنسا بالسعي لمنع مواطنيها الذين تحولوا إلى جهاديين من العودة إلى بلدهم. وبوغدير أم لأربعة اطفال اعيد ثلاثة منهم إلى فرنسا فيما لا تزال الرابعة وهي طفلة مع والدتها، اوقفت صيف 2017 في الموصل «عاصمة» التنظيم الجهادي في العراق حينذاك، فيما يعتقد ان زوجها الذي كان عنصرا في التنظيم الجهادي لقي حتفه. وأوضحت الوزارة ان باريس تعتبر ان «المحكمة جرت في ظروف مرضية من وجهة نظر الحماية القنصلية»، مشيرة إلى ان «ممثلي الادارة القنصلية حضروا كل جلسات المحاكمة ووضعوا في تصرف المحكمة مترجما فوريا متخصصا». وأضافت ان «المحاكمة ارجئت شهرا لإتاحة المجال امام محاميها الجديد العراقي للاطلاع على الملف من مستشاريه الفرنسيين وتحضير دفاعه». وتابعت إن «وكلاء الدفاع الفرنسيين الثلاثة عن بوغدير وهم المحامون بوردون وبراديل وبرنغارث الذين كانوا حاضرين في المكان سُمح لهم بالمشاركة في جلسات المحكمة إلى جانب محاميها العراقي وبطرح اسئلة على بوغدير». وفي مرافعته بذل وكيل الدفاع عن بوغدير المحامي العراقي ناصر الدين عبدالاحد جهودا في لائحة دفاع مطولة مطالبا بالإفراج عنها واسقاط التهم كونها تعرضت للخداع من قبل زوجها ومن ثم الاكراه للانتقال إلى مناطق نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية. وقال وليام بوردون، أحد محامي بوغدير الفرنسيين الثلاثة لمراسل فرانس برس في بغداد اثر النطق بالحكم ان «هناك تساؤلات كبيرة بشأن الضغوط التي مارستها فرنسا لإجراء محاكمة جديدة». وأضاف أن هناك «تناقضا غير مسبوق بين السلطة السياسية الفرنسية والقضاء»، مشيرًا إلى انه وجّه رسالة إلى بوردون مع زميليه مارتان براديل وفنسان برينغارث. وفي الرسالة التي اطّلعت عليها فرانس برس، يدين المحامون الثلاثة وجود «رغبة في عدم عودة موكلتهم بأي ثمن وخلافا للمبادئ الاساسية»، معتبرين انه «تدخّل غير مسبوق». وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان صرح الخميس ان بوغدير «إرهابية من داعش قاتلت ضد العراق» وبالتالي يجب أن تحاكم في هذا البلد.
مشاركة :