قال رئيس جمعية علوم العمران في الأحساء المهندس عبدالله الشايب إن الأحسائيون استطاعوا عبر التاريخ إيجاد نماذج متنوعة ناجحة لبناء مشهد ثقافي عضوي متطور ومثال استثنائي لتفاعل الإنسان مع البيئة وقدرته على الصمود وتطوير أدواته لمواجهة التحديات وصناعة الفرص والعناية بالموروث، ما كون ذاكرة جمعية احتفالية شكلت عبر التاريخ وجوداً ثرياً يستشعر البيئة الحضرية لأكبر واحة مروية في العالم وتمتلك إرثاً تاريخياً ومقومات طبيعية حولتها إلى أعجوبة من عجائب الطبيعة في العالم. وأشار الشايب خلال أمسية رمضانية مفتوحة بعنوان «رسوخ الهوية وتعزيز التنمية.. الأحساء نموذجاً»، نّظمتها لجنة تسويق هوية الأحساء في الغرفة التجارية الصناعية في الأحساء مساء أمس (السبت)، بحضور أعضاء مجلس إدارة الغرفة ورجال الأعمال والإعلاميين، ، الى أن العمارة الأحسائية هي جزء أصيل وأساسي من الهوية الثقافة المادية لمجتمعات المنطقة عبر التاريخ، والمقوم الأساسي لتراثها وتشكيلاتها عبر العصور، وخلاصة ما خلفته الأجيال السالفة للأجيال اللاحقة، كي ينهلوا منها ويُضيفوا إليها جيلاً بعد آخر من خبرات حياتهم. ولفت إلى أن المعمار في الأحساء انسجم في روح عمله مع العمارة الإسلامية، لكنه استطاع أن يعطيها صبغته الاحترافية وابداعية كبيرة، مستفيداً من انعكاس بيئته، مثل النخلة وتموج الكثبان وأمواج البحر، لتؤكد ذوقيته العالية وتحديد النسب بين الدائرة والمربع، وملء الأسطح المختلفة. وطالب الشايب بضرورة إيجاد حلول حضرية وعمرانية، توائم متطلبات عصرنة الحياة، وألا تقود إلى انهيار القيم العمرانية الراسخة بأي حال من الأحوال تحت وطأة التغيير والتطور والحداثة، خصوصاً أن بعض الممارسات الثقافية شكلت حال نمطية من رفض الموروث الحضري واعتباره حال متخلفة أمام مفاهيم العولمة. وأبان خلال الأمسية أن هذه الحال ستظل حال صراعية تشكّل تحدياً متجدداً لما يعرف بردم الفجوة بين الأجيال، وحتى يصبح جيل الشباب على معرفة بخلفيته الحضرية، مؤكداً أن تسجيل مدينة الهفوف في قائمة التراث العالمي لدى «يونيسكو» سيكون رافداً سياحياً واقتصادياً وإبقاء الذاكرة التاريخية حية في مدينة لها عمق تاريخي، إلا أن الأمر سيكون معقداً، لأنه ملف كبير وتحدٍ ضخم، نظراً لمساحة الواحة وتنوع تضاريسها وثراء تاريخها وكثرة معالمها، ما يتطلب تكاتف كل الجهات المعنية في الأحساء والمجتمع المحلي في هذا الجانب، موضحاً أن الحرف والصناعات اليدوية تمثل إرثاً وطنياً يعكس الهوية الثقافية والأصالة الوطنية للمنتجات اليدوية. وتناول المهندس الشايب خلال عرضه في الأمسية محاور عدة، منها: مفهوم العولمة وتأثيرها الحضاري، وأهمية الموروث، والموروث ودلالات الهوية (مثال العمارة الأحسائية)، والتكامل لتعزيز الهوية وتأكيد رسوخ هوية الأحساء المتقدمة، مبيناً أن تنامي الوعي لدى الأحسائيين منذ وقت مبكر ساعد في إيجاد مقاربة معرفية وذوقية لمفردات ومكونات دعم مفهوم الهوية الأحسائية والحفاظ عليها، مؤكداً أن البناء التاريخي والحضاري يعزز الشعور بالمكان وأهميته. وثمن الأمين العام للغرفة عبدالله النشوان نشاط وحيوية لجنة تسويق هوية الأحساء في الغرفة وخطة فعالياتها وبرامجها التي تتواءم مع منطلقات ومحاور «رؤية المملكة 2030»، داعياً الجميع إلى العمل معا من أجل إبراز العناصر والمفردات الأحسائية من موروث وبيئة وقيم ومنتجات أحسائية بهدف تعزيز هويتها داخلياً وخارجياً وترويج وتسويق مزاياها وميزها التنافسية. من جهته، قال رئيس لجنة تسويق هوية الأحساء في الغرفة عماد الغدير، إن الأمسية تأتي ضمن مبادرات وبرامج اللجنة الهادفة إلى تأكيد أهمية ودور هوية الأحساء وضرورة دعم وتعزيز حضورها من خلال إبراز ما تختزنه أرض الأحساء من معالم وامكانات وما تمتلكه من إرث حضاري عريق، يتطلب الاهتمام والعناية به من كافة جهات وقطاعات المجتمع والجهات مقدماً شكره الجزيل لضيف الأمسية الكبير على تلبية الدعوة وجهوده المتنوعة في مجال إعادة إحياء تراث الأحساء وتعزيز حضورها للواجهة. شارك المقال
مشاركة :