أكد الدكتور هشام عبدالعزيز، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، أن صلة الرحم من أعظم أسباب الثواب وزيادة الحسنات، ففي بداية نزول الوحي على رسول الله (صل الله عليه وسلم) جاء مرتجفا، فقالت له أم المؤمنين خديجة: "فَواللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ".وأشار عبد العزيز خلال كلمته في ملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف، إلى أن الإسلام له فلسفة خاصة تتجلى في مقاصد سامية، وغايات عالية، فلابد أن تدور أفعال المؤمنين مع هذه المقاصد، وأن الله (عز وجل) أمر ببر وصلة الأرحام وخاصة في شهر رمضان، فقد سأل رسول الله (صل الله عليه وسلم): "مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ".وشدد الصحابة ضربوا أروع وأعلى الأمثلة في البر والصلة، فكَانَ أَبُو طَلْحَةَ- رضي الله عنه- أكْثَرَ الأنْصَار بالمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْل، وَكَانَ أَحَبُّ أمْوالِهِ إِلَيْه بَيْرَحَاء، وَكَانتْ مُسْتَقْبلَةَ المَسْجِدِ وَكَانَ رَسُول الله(صلى الله عليه وسلم) يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّب، قَالَ أنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيةُ:" لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " قام أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إنَّ الله تَعَالَى أنْزَلَ عَلَيْكَ:لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، وَإنَّ أَحَبَّ مَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَاءُ، وَإنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ تَعَالَى، أرْجُو بِرَّهَا، وَذُخْرَهَا عِنْدَ الله تَعَالَى، فَضَعْهَا يَا رَسُول الله حَيْثُ أرَاكَ الله، فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عليه وسلم): "بَخ! ذلِكَ مَالٌ رَابحٌ، ذلِكَ مَالٌ رَابحٌ، وقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَهَا في الأقْرَبينَ"، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أفْعَلُ يَا رَسُول الله، فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ في أقَارِبِهِ، وبَنِي عَمِّهِ.
مشاركة :