بدا أن نبيل معلول مدرب تونس تخطى أزمة غياب صانع اللعب البارز يوسف المساكني بإيجاد حلول هجومية لكنه سيكون مطالبا بمنح المزيد من الصلابة لدفاعه إذا أراد مقاومة القوة الهائلة لمهاجمي بلجيكا وإنجلترا في كأس العالم لكرة القدم هذا الشهر. وتعرضت تونس لضربة قوية بغياب المساكني، أبرز لاعبي الجيل الحالي، عن نهائيات روسيا بسبب إصابة خطيرة وتضاعفت المعاناة باستبعاد المهاجم طه ياسين الخنيسي لنفس السبب. وتحوم شكوك حول جاهزية لاعب الوسط وهبي الخزري بدنيا رغم انضمامه للتشكيلة النهائية. ورغم هذا ظهر فريق معلول بأداء هجومي مقنع في أربع مباريات ودية استعدادا لكأس العالم عبر الفوز 1-صفر على إيران وكوستاريكا والتعادل 2-2 مع البرتغال بطلة أوروبا وبنفس النتيجة مع تركيا. وجرب معلول في الخط الأمامي صابر خليفة مهاجم الأفريقي صاحب الخبرة وفخر الدين بن يوسف وأعطى مهاما هجومية للاعبي الوسط أنيس البدري ونعيم السليطي وسيف الدين الخاوي وانعكس هذا على تسجيل ستة أهداف في أربع مباريات. لكن في المقابل ظهرت مشاكل دفاعية تسببت في اهتزاز شباك “نسور قرطاج” أربع مرات في آخر مباراتين. وعوضت تونس تأخرها بهدفين إلى تعادل 2-2 مع البرتغال بينما فرطت في تقدمها 2-1 على عشرة من لاعبي تركيا لتستقبل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة. ولن تكون مهمة الدفاع سهلة بالتأكيد عند مواجهة مهاجمين من العيار الثقيل لدى إنجلترا وبلجيكا بجانب بنما في المجموعة السابعة. وعند مواجهة أسماء بحجم إيدن هازارد وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو من بلجيكا وهاري كين ورحيم سترلينج وجيمي فاردي من إنجلترا بجانب باولو جيريرو من بيرو فإن أي خطأ لن يغتفر. وأقر معلول بوجود أخطاء في الخط الخلفي وقال إنه سيسعى لمعالجتها قبل العودة للعب في النهائيات بعد غياب دام ثمانية أعوام. واعتمد المدرب على ياسين مرياح مدافع الصفاقسي ويوهان بن علوان لاعب ليستر سيتي والظهيرين أسامة الحدادي وحمدي النقاز في خط الدفاع أمام البرتغال. وفي المباراة التالية ظل مرياح ثابتا بينما شارك بجانبه صيام بن يوسف وعلي معلول وديلان برون أمام تركيا بحثا عن حلول للانسجام والتوازن الدفاعي. وقال معلول للصحفيين “لا تأتي الأهداف بدون أخطاء.. غياب التغطية من الأطراف كلفنا هدفا ساذجا في كل مباراة على الأقل (أمام البرتغال وتركيا)”. وأضاف عقب التعادل مع تركيا يوم الجمعة الماضي “أؤكد دائما للاعبين أن غياب التركيز للحظة في المباريات الكبرى يكلفنا غاليا”. وسيختبر معلول صلابة دفاعه في مواجهة أخرى من العيار الثقيل أمام إسبانيا بطلة العالم 2010 يوم السبت المقبل. وربما تبدو مهمة التأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخ تونس غاية في الصعوبة لكنها تطمح على الأقل لتحقيق أول فوز بالنهائيات منذ 40 عاما عندما فازت 3-1 على المكسيك في مشاركتها الأولى عام 1978.
مشاركة :