استيقظت أمس الساعة الثامنة صباحا وذهبت الى سوق الجمعية التعاونية التابعة لمنطقة قرطبة التي أسكن فيها. قمت بشراء بعض الحاجات كان منها ليتر من المياه المعدنية الطبيعية المعبأة في قنينة على شكل اسطواني طويل لها فتحة ضيقة في الاعلى وغطاء لاستخدامها. هذه القنينة تم صنعها بالكامل من النفط. قمت بدفع الثمن وهو 300 فلس. تذكرت وأنا ادفع هذا المبلغ مقالنا في الاسبوع الماضي عن برميل النفط والاتفاق الذي تم في أميركا بين المشترين والبائعين عام 1866، الذي لم يكن ناجحا وتلته تجارب اخرى استقر الرأي بعدها على أن يكون البرميل هو مقياس الصناعة النفطية في البيع والشراء. بعض الاجداد والآباء قد يظنون أن برميل النفط هو نفسه ما يسمى في ازمانهم السابقة بـ«الدرام» الذي هو اكبر حجما من البرميل النفطي. ربما يتبادر الى ذهن القارئ سؤال مهم جدا و هو ما حجم برميل النفط؟ ليس متوقعاً منا نحن شعوب هذا الجزء من العالم أن نعرف البرميل كوحدة قياس للسوائل وانه يستخدم في المبادلات التجارية، ذلك لانه ليس من تراثنا. سأحاول شرح حجم برميل النفط بأسهل ما يمكن ليتسنى للقراء الكرام التعرف على حجمه وقيمته. حتي تتعرف على حجم البرميل لا بد ان تملؤه بالماء وهذا يتطلب منك حجماً من الماء يساوي 159 قنينة فئة ليتر من المياه المعدنية الطبيعية لملأ حجم برميل واحد من النفط. أي أن حجم برميل واحد من برميل النفط يساوي 159 قنينة ماء. ثمن الماء الذي في البرميل يقارب 50 ديناراً، وإذا تم تحويل هذا المبلغ الى الدولار الاميركي يصبح الثمن 150 دولاراً. بينما قيمة برميل النفط هذا اليوم في السوق العالمية تقارب الـ65 دولاراً للبرميل الواحد. معنى ذلك انه لو قمت بشراء برميل نفط ستدفع 65 دولاراً ثم تقوم افتراضاً بتحويل الماء الى مياه معدنية طبيعية من دون تكلفة فتجني ربحاً قدره 85 دولاراً من كل برميل. تلك هي قصة البرميل النفطي، ويسعدنا في المقال المقبل أن نروي لكم قصة البرميل الذهبي، ذلك البرميل الذي يعكس القيمة الحقيقية للعائد الذي يوفره لنا برميل النفط إذا ما أحسنا استغلاله ويحلو لنا ان نسميه البرميل الذهبي. المهندس: أحمد راشد العربيد @aarbeed
مشاركة :