دير مار يوسف بالعراق يحتفل بذكرى تتويج العذراء ملكة الكون

  • 6/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

احتفلت رهبانية بنات مريم الكلدانيات بتتويج مريم العذراء ملكة الكون، وذلك تحت رعاية رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية، بالعراق، المطران بشار متي وردة، حيث استهل الإحتفال بصلاة مسبحة الوردية وتأمل الشهر المريمي، ومن ثم طلبة العذراء مريم.وترأس المطران بشار وردة الاحتفال بالقداس الإلهي واشترك معه لفيف من الكهنة، بحضور طلبة معهد شمعون الصفا الكهنوتي والشمامسة الإنجيليين القادمين من أبرشية مار توما الكلدانية في ميشيغن؛ وراهبات من مختلف الرهبانيات وجمع غفير من الشعب.وفي عظتة بعنوان: "مريم مُعلّمة الإيمان"، قال المطران: "بدءُ الإيمان هو من عند الله، في كلمتهِ: "في البدء كان الكلمة، والكلمةُ عند الله، وكان الكلمة الله. هو في البدءِ كان عند الله، به كان كلُّ شيءٍ، وبغيره ما كانَ شيءٌ مما كان. وإيمانُ أمنا مريم كان جوابًا لدعوةِ الله لها، وتحقق هذا الجواب عمليا ًفي حياتها من خلال: الإصغاء للكلمة وحفظها ثم عيش هذه الكلمة والشهادة لها في حياتها مهما كانت تبعاتها، فلا يُمكن الحديث عن أمنا مريم إلا إنطلاقًا من مُبادرة الله المُحبة تجاه الإنسان؛ تجاهنا.الله الآب يُريد قلب الإنسان، لذا يُبادِر إليه مثلما يُبادِر المُحِب تجاه مَن يُحبهُ فيسألهُ الشِركة، ويُبادِر تجاههُ بالعهدِ، فالله الآب هو المُبادِر وهو صاحبُ الخطوة الأولى. من هنا نفهم سلامَ الملاك لمريم: "السلام عليك يا مُمتلئة نعمة". فمريم لم تملء نفسها من النعمةِ، الله الآب هو الذي أنعمَ عليها، والله يُعطي ما هو عليه، المحبّة. إلهنا وهبَ لأمنّا مريم المحبة، وهذه المحبة قادرةٌ على تغيير المحبوب فتجعلهُ إنسانا مُحبًا، تخلقهُ من جديد. محبة الزوجين لبعضهما تخلقُ إنسانًا وتغيّرهما من زوج وزوجة إلى أب وأم، ومحبتهم كأبٍ وكامٍ تغيّر الطفلَ إلى إنسانٍ ينمو في القامة والحكمة أمام الله والناس. حيثما تأتي المحبّة تهبُ لمَن يقبلها هويّة جديدة وتغيّره ليكون هو مُحبًا، فصارت أمنّا مريم بنعمةِ الله: والدتهُ، أمةُ الربِ، خادمتهُ.مسيرة إيمان مريم جعلها تقف إلى جانب إبنها على الصليب فاختارها يسوع لتكون أمًا للكنيسة التي تمثلّت بالتلميذ الحبيب الواقف إلى جانب صليب يسوع، واختارها الله لتكون مَن يُرافق الرُسل (الكنيسة). إلهنا اختارها لتكون المرافقة المُصلية.اليوم، ونحن نحتفل بتتويج العذراء مريم ملكةً للكون، تدعونا أمنا مريم الملكة لأن نسمح لها بأن تدخل بيوتنا، قلوبنا لتكون ملكةً عليها. لندعوها مريم لتدخل بيوتنا وتعلّمنا كيف نعيش إيماننا المسيحي اليوم. فهي بنتُ جنسنا الإنساني ووضعت حياتها تحت تصرّف الله، فنالت الخلاص بل القداسة، وملئها الله بالنعمةِ، وهي تدعونا اليوم قائلة: "سلمّوا حياتكم بيد الله ولا تخافوا، فهو معكم: عمانوئيل، فاعملوا بكل ما يقولهُ لكم".

مشاركة :