شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عصر أمس، خامس محاضرات مجلس سموّه في شهر رمضان المبارك، ألقاها الضابطان المتقاعدان في القوات البحرية الأميركية ورائدا الفضاء بالإدارة الوطنية للملاحة الجوية (ناسا)، التوأمان مارك وسكوت كيلي، حملت عنوان "لا حدود للفضاء : دروس قيّمة من تجربة رائدي الفضاء التوأمين كيلي". وشهد المحاضرة بجانب سموّه كل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ورئيس المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وعدد كبير من الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات. وتضمنت المحاضرة 6 محاور رئيسة، هي "التعريف بدراسة (ناسا) التي أجريت على التوأمين، عام في الفضاء : ما هي التغييرات التي طرأت على التعبير الجيني للتوأمين، هل هناك حد أقصى للمدة التي يمكن للإنسان أن يمكثها في الفضاء من الناحيتين البدنية والنفسية، ما تأثير الدراسة التي أجريت على التوأمين على بعثة الثلاث سنوات إلى المريخ، وأخيراً التجارب والدروس المستفادة من العمل الجماعي والتأقلم مع قضاء عام في الفضاء". وفي بداية المحاضرة وجّه المحاضران التهنئة للعالم الإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك، ثم تحدثا عن زيارتيهما المتعددة والكثيرة لدولة الإمارات منذ نهاية التسعينات وحتى الآن، إذ أشادا بما وصفوه بـ"التطور الهائل الذي تشهده الدولة يوماً بعد الآخر". وقال سكوت كيلي :"في الفترة ما بين عامي 2015 و2016 أجرت وكالة ناسا تجربة فريدة من نوعها عليّ وشقيقي مارك، حين أرسلتني إلى الفضاء فيما بقي توأمي على الأرض، بهدف معرفة كيفية تأثير رحلات الفضاء الطويلة الأجل على الجسم البشري، ومقارنة الفروق الوراثية بيننا، وبعد أن أمضيت سنة كاملة على متن محطة الفضاء الدولية، وعدت إلى الأرض، كانت النتائج الأولية صادمة بالنسبة للعلماء. وأضاف :" بالرغم من كوني لم أحطم الرقم القياسي في قضاء أطول مدة في الفضاء، إلا أنني أول أمريكي يقضي تلك المدة في الفضاء، وكان يرافقني في هذه الرحلة رائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنينكو، وخلال فترة مكوثي في الفضاء كنت قادرًا على رؤية أوقات شروق الشمس وغروبها في أنحاء متفرقة في العالم، وحين عدت إلى الأرض شعرت بأنني أطول بشكل ملاحظ، فقد زاد طوله حوالي 4 سنتيمترات وهو في الفضاء، وذلك لحدوث تمدد في العمود الفقري نتيجة انعدام الجاذبية، لكن سرعان ما عدت إلى طولي الطبيعي بعد هبوطي على سطح الأرض، كما أنني عدت أصغر سنًا بـ 0.01 ثانية، وذلك بسبب زيادة الوقت". وبدوره قال توأمه مارك كيلي :"الحياة في الفضاء مختلفة عن الأرض لملايين الأسباب، وعلى الرغم من أن الخضوع لتلك التجربة أمر مذهل وبديع، إلا أن هناك آثار جانبية بدنية ونفسية لا بد أن نمر بها نتيجة ذلك، منها الإصابة بتمزق عضلي والشعور بالتعب والإحساس باحتراق الجلد، وذلك بسبب ظروف انخفاض الجاذبية في الفضاء، وكذلك فقدان الكالسيوم من العظام وانخفاض كثافتها". وتحدث سكوت عن الدراسة التي أجرتها (ناسا) عليه وتوأمه، قائلاً :"على الرغم من إرسال رواد الفضاء بشكل دائم إلى الفضاء على مدى العقود الماضية، ما زالت التغيرات الجسدية والعقلية غير واضحة حتى الآن، وقد تكون نتائج هذه الدراسة حاسمة بالنسبة للبعثات طويلة الأجل، مثل رحلات المريخ المستقبلية، إذ وجد الباحثون أن أحد مكونات الحمض النووي (التيلومير)، لديّ نما بصورة أطول قياساً بتوأمي مارك الذي ظل على الأرض مدة سنة كاملة، وهو ما شكل مفاجأة صادمة لهم". وأضاف :"رصدت الدراسة وجود تغيرات في الحمض النووي لدينا نحن الاثنين، وخاصة عندي، حيث أضيفت جزيئات تسمى مجموعات الميثيل إلى الحمض النووي، ولكن هذا الاكتشاف كان أقل دهشة بالنسبة للعلماء من ذاك المتعلق بنمو الحمض النووي، ما يعني أن من يقضون فترة معينة خارج الغلاف الجوي الأرضي، قد تتأخر الشيخوخة لديهم على اعتبار أن ضياع المعلومات الجينية هو الذي يجلب عددا من أعراض التقدم في العمر، مثل التجاعيد وضعف الذاكرة".
مشاركة :