"بإذن الله، لن يتكرر مشهد الإصابات الذي عشناه في كأس الأمم الإفريقية بالجابون عندما فقدنا 6 لاعبين في المباراة النهائية بسبب الإصابة".. هذا ما يؤمن به محمد أبو العلا طبيب منتخب مصر قبل انطلاق مباريات كأس العالم. وتحدث طبيب المنتخب لموقع الاتحاد المصري لكرة القدم عن كيفية تجنب المشاكل التي واجهت الفراعنة في كأس الأمم، والخطوات التي اتخذها الجهاز الطبي للاستعداد جيدا لكأس العالم. - كيف يمكن أن نتجنب تكرار الإصابات التي عانينا منها في الجابون؟ كانت تجربة مريرة دون أن يكون هناك أي أخطاء في التدريب، ودون أن تكون هناك عيوب في تكوين اللاعب المصري كما حاول البعض أن يفسر ما حدث لنا في الجابون، ولذلك كان إصراري لعمل كل شيء حتى لا يتكرر ما حدث إيمانا بإمكانات اللاعب المصري وعالمية أداء الجهاز الفني بقيادة مدرب عالمي هو مستر هيكتور كوبر. - وما الخطوات التي اتخذناها؟ ما وصلنا له الآن في المنتخب المصري أمر لأول مرة يحدث في تاريخ الكرة المصرية من استخدام الـ DNAوالتعامل بالـ GPSلقياس الأحمال، إضافة إلى أجهزة القياسات المتعددة. - هل يعاني اللاعبون المحترفون من فوارق بين أنديتهم والمنتخب؟ لم يعد اللاعب المصري المحترف في أي دولة متقدمة كرويا يشعر بوجود مسافة بين ما اعتاده في ناديه وما يجده في منتخب بلاده، تعاملنا في الجابون مع 10 لاعبين محترفين في الخارج والآن وصل العدد لـ19 لاعبا، فكان لابد من مواجهة هذه النقلة النوعية في تاريخ الكرة المصرية. - كيف تم التعاقد مع متخصيين في التغذية والإعداد البدني؟ التعاقد مع اثنين من كبار المتخصصين في العالم هما لورينت بانوك في التغذية وجون كيلي في القوة البدنية لم يكن سهلا فقد أخذ وقتا حتى توصلنا إليهما بعد مفاوضات مع عدة شركات متخصصة بمجرد التأهل لنهائيات كأس العالم، وتحولنا إلى آفاق جديدة للكرة المصرية ورغم أن الاتفاق كان على عملهما في المعسكر الأخير للإعداد لكأس العالم إلا أننا طلبنا انضمامهما في معسكر مارس الماضي للتعرف على عملهما على أرض الواقع، والحمد لله فقد تجاوبا سريعا مع طبيعة اللاعب المصري وتجاوب معهما اللاعبون سريعا أيضا، إحساسا منهم أنهما إضافة كبيرة، لا سيما الذين يعرفون منهم مقدارهما العلمي في تخصصيهما. - هل واجهت مشاكل في إقناع اتحاد الكرة بالتعاقد معهما؟ أشعر أنني محظوظ بالتعامل مع كل من المهندس هاني أبو ريدة بوصفه المشرف العام على المنتخب الوطني والمهندس إيهاب لهيطة مدير الفريق، حيث أنهما من النوعية التي تستوعب سريعا أي أفكار جديدة ويتحمسان لها، كما أن المهندس هاني أبو ريدة لا يبخل أبدا في الصرف على مثل هذه الأمور بخلفيته الدولية ويقينه بضرورة تطور العمل في المجال الكروي بمصر. - وكيف توصلت إلى أسباب المشاكل التي واجهتنا في الجابون؟ مشوار طويل امتد لأربعة أشهر ونصف من الدراسة والتفاوض حتى يصل أحد الأجهزة المعاونة وهو الجهاز الطبي في منتخب مصر لهذه الدرجة المتقدمة علميا، و فور العودة من كأس الأمم الإفريقية في فبراير 2017 أعددت مؤتمرا في مصر دعوت إليه متخصصين عالميين لدراسة أسباب الإصابات المتعددة التي لحقت بالفريق في الجابون وانتهى الخبراء إلى أن حدوث الإصابة لدينا مسألة سهلة نظرا لعدم الإعداد المتكامل للاعب في الوقت الذي يمكث فيه اللاعب مع ناديه أكثر بكثير من مكوثه مع منتخب بلاده المحدد بالأيام حسب اللوائح الدولية، كما انتهى المؤتمر المصغر إلى تقديم تسعة تخصصات يعمل أصحابها على علاج تلك المشكلات. - كيف استفدت من فترة المعايشة مع نادي بونموث؟ فترة المعايشة التي قضيتها في تلك الأثناء مع نادي بورنموث الإنجليزي توصلت بعدها إلى عدة حقائق علمية كان لابد من العمل الفوري على تلافيها، ونقلها عبر اللاعبين إلى أنديتهم خاصة المحلية وهي البرامج التي أفادت كثيرا في تطوير أداء اللاعب المصري في الوقت الذي أبعدته كثيرا عن شبح الإصابات المعتادة في الملاعب المصرية، علاوة على أن الاستعانة بـ9 متخصصين لم يكن أمرا واقعيا، حيث تم الاستقرار على تخصصين فقط يرتكز عملهما على ما يحتاجه اللاعب المصري الدولي وهما بالأساس تحسين الأداء وتقليل نسب حدوث الإصابة. - أخيرا، ما هو دورك في قيادة الجهاز الطبي؟ العالم كله يأخد بالتخصص خاصة وقد تحولت كرة القدم إلى علم وأهمية الأخذ به ترتكز في أن يتفرغ المدرب إلى عمله الفني ولا يتشتت تركيزه لأمور أخرى وعلى ذلك أرفض تماما المسمى الوظيفي برئيس الجهاز الطبي، فأنا تخصصي طبيب الفريق وكل زملائي المصريين والأجانب لديهم تخصصاتهم التي يعملون عليها بقدر عال من الخبرة والكفاءة ممثلا في الدكتور حسام الأبراشي المتخصص في العلاج الطبيعي والكابتن بدر إمام المتخصص في تأهيل اللاعبين بعد علاجهم للعودة إلى الملاعب والكابتن حسنين حمزة المتخصص في التدليك ومعه محمد محمود إضافة إلى بانوك وكيلي.
مشاركة :