قدرت شركة «سنترال دانون»، الفرع المغربي لمجموعة «دانون جيرفي» الفرنسية، خسائرها بسبب حملة المقاطعة التي تضرب منتجاتها في المغرب منذ يوم 20 أبريل (نيسان) الماضي بنحو 150 مليون درهم (16 مليون دولار).وأفادت الشركة في بيان لها أمس بأنها لاحظت تراجع نشاطها بنحو 50 في المائة منذ انطلاق حملة مقاطعة منتجاتها الحليبية في 20 أبريل. وأضافت الشركة، التي أصدرت بيانا تحذيريا حول نتائجها نظرا لكونها مدرجة في البورصة، إلى أن رقم معاملاتها خلال الأشهر الستة الأولى من العام سيتراجع جراء ذلك بنسبة 20 في المائة، فيما توقعت أن تختم حساباتها النصف سنوية بخسارة جامدة بقيمة 150 مليون درهم (16 مليون دولار) مقابل أرباح صافية بقيمة 56 مليون درهم (5.96 مليون دولار) خلال نفس الفترة من السنة الماضية.وأشارت الشركة إلى أنها اتخذت عدة إجراءات للتخفيف من وقع المقاطعة، ذكرت منها قرار تخفيض تزودها بالحليب الطازج من عند 120 ألف فلاح مغربي، إضافة إلى إنهاء عقود تشغيل مئات العمال المؤقتين.ورغم أن «سنترال دانون» مدرجة في بورصة الدار البيضاء، إلا أن مجموعة «دانون جيرفي» الفرنسية تمتلك حصة 99.68 في المائة من رأسمالها، وذلك لاعتبارات تاريخية. فمنذ 2014 اشترت «دانون جيرفي» حصص مجموعة «الشركة الوطنية للاستثمار» المغربية في شركة «سنترال للحليب»، وحولت اسمها إلى «سنترال دانون». واستكملت المجموعة الفرنسية الاستحواذ على 99 في المائة من رأسمال شركة الحليب المغربية على إثر عرض عمومي للشراء في بورصة الدار البيضاء، والذي يلزمها به القانون المغربي بعد تغير المساهم المرجعي في رأسمال الشركة.غير أن امتلاك هذه الحصة يضع المجموعة الفرنسية أمام خيار بين سحب الشركة المغربية من البورصة أو طرح حصة من الأسهم تناهز 20 في المائة من رأسمالها للبيع للعموم. إلا أن ظروف الشركة التي عرفت انخفاضا في مبيعاتها منذ استحواذ المجموعة الفرنسية عليها، إضافة إلى ضعف أداء السوق المالية المغربية في السنوات الأخيرة جعل مجموعة دانون تنتظر ظروفا أفضل للقيام بعملية العرض العمومي لبيع أسهم «سنترال دانون». وفي كل مرة كانت تتلقى فيها إنذارا من الهيئة المغربية لسوق الرساميل من أجل تسوية وضعية فرعها في البورصة كانت المجموعة الفرنسية تطلب مهلة إضافية.ونظرا للحصة التي تستحوذ عليها المجموعة الفرنسية في رأسمال الشركة المغربية فإن سعر أسهم هذه الأخيرة في البورصة لم يتأثر جراء المقاطعة. فخلال شهر مايو (أيار) ارتفع سعر أسهم «سنترال دانون» في البورصة بنحو 15 في المائة رغم المقاطعة.وللإشارة فإن حملة المقاطعة انطلقت في المغرب يوم 20 مايو عبر دعوات على شبكة التواصل الاجتماعي، واستهدفت منتجات ثلاث شركات، وهي «أفريقيا» لتوزيع الوقود و«سيدي علي» للماء المعدني و«سنترال دانون» للحليب ومشتقاته. وبرر النشطاء هذه الحملة بالغلاء، وسرعان ما انتشرت وتجاوزت الفضاء الافتراضي لتفرض نفسها على نقاشات البرلمان وأشغال مجالس الحكومة المغربية.
مشاركة :