قِصر الفصل الثالث يربك الطلبة وينعش سوق الدروس الخصوصية

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شكا ذوو طلبة من ضيق الوقت في الفصل الدراسي الثالث للانتهاء من المناهج الدراسية، ما أربكهم ودفعهم إلى اللجوء للدروس الخصوصية التي تشهد حالياً انتعاشاً في ظل اقتراب امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري، التي حددت وزارة التربية والتعليم موعد بدءها في 20 يونيو الجاري. جداول الامتحانات اعتمدت وزارة التربية والتعليم، أول من أمس، جداول امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري في المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق المنهاج الوزاري على مستوى الدولة، للصفوف من الأول حتى الـ12. وتبدأ الامتحانات لجميع الصفوف في 20 من الشهر الجاري، وتنتهي في 26 من الشهر ذاته للصفوف الـ10 والـ11 والـ12 للمسار العام، أما لطلبة الـ12 المسار المتقدم فستنتهي 27 من الشهر ذاته، فيما تبدأ اختبارات الصفوف من الأول حتى التاسع للمسار التخصصي في 25 من الشهر ذاته، أما مسار النخبة للصف التاسع فستنتهي امتحاناتهم في 27 الشهر الجاري. وأشارت الوزارة إلى أن نتائج الامتحانات لجميع الصفوف وإعلان النتائج وإصدار البطاقة سيكون خلال الفترة من الأول من يوليو حتى الخامس من الشهر ذاته. وأوضح جدول الامتحانات الذي اعتمدته الوزارة أن زمن بدء الامتحانات للصفوف من الاول حتى 11 عند الساعة 8:30 صباحاً وحتى 9:30 صباحاً، أما امتحانات الـ12 فستبدأ عند الساعة 12 ظهراً وحتى الواحدة بعد الظهر. - طالب: المدارس تلزمنا بعد تأدية الامتحانات النهائية بإكمال اليوم الدراسي. - ذوو طلبة: اضطررنا إلى الاستعانة بمدرسين خصوصيين لإنجاز المناهج. وأكدوا أن تزامن الانتهاء من المناهج والاستعداد للامتحانات مع شهر رمضان الفضيل، بما له من خصوصية اجتماعية ودينية، أثر بشكل كبير على إنجاز المناهج المقررة، كما أثر على التحصيل العلمي للطلبة داخل المدارس، داعين وزارة التربية والتعليم إلى مراعاة كل هذه العوامل في امتحانات نهاية العام حتى لا تتراجع درجات الطلبة. وتفصيلاً، قال الطالب حميد الكتبي، في الصف الحادي عشر بمدرسة الذيد الثانوية للبنين بالشارقة، إن إدارات المدارس تلزمنا بعد تأديتنا للامتحانات النهائية بإكمال اليوم الدراسي وحضور الحصص الدراسية، ما يصيبنا بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز مع المعلم أثناء شرح الدروس، فضلاً عن أن تخصيص الامتحانات في أيام متفرقة جعلنا نتكاسل عن حضور الدوام المدرسي في أيام الدراسة العادية التي لا يكون فيها امتحانات، وذلك بسبب الصيام وارتفاع درجات حرارة الجو، متوقعا أن درجاته في الامتحانات الفصلية آخر العام الدراسي ستكون أقل من درجات الفصل الأول. وأيده الرأي عيسى الحمادي، الطالب بالصف العاشر في إحدى مدارس الشارقة الحكومية، وذكر أن قصر فترة الفصل الدراسي الثالث مع وجود مناهج دراسية لم يتم الانتهاء منها قبل الامتحانات النهائية آخر العام الدراسي، سبب إرباكاً وتشتتاً في تنظيم وقت المذاكرة، لا سيما أن المواد التي تمت دراستها في الفصل الثاني ستدخل ضمن الامتحان النهائي لآخر العام، وهذه المواد لم يتمكن معلمونا من مراجعتها معنا بسبب عدم توافر وقت إضافي. من جانبها، قالت حصة عبدالله، وهي والدة ثلاث طلبة في مراحل تعليمية مختلفة: «نظام الامتحانات والتقييم أثقل كاهلنا، وأجبرنا على منع الزيارات للأهل والأقارب فترة طويلة بحجة المذاكرة للامتحانات، كما أصبح التدريس أكره مهمة بحياتنا اليومية». وأضافت: «لسنا ضد تطوير التعليم، ولكن الكم كبير جداً، والوقت لا يسعف المدرس للانتهاء من المناهج، ولا يسعف أولياء الأمور للانتهاء من المراجعة مع أبنائهم، كما أن الطالب لا يتمكن من الدراسة، فيبدأ يومه من صلاة الفجر إلى الثالثة أو الثالثة والنصف عصراً، وبعد العودة إلى البيت يكون وقت الغداء ربع ساعة، ثم يبدأ المشوار الثاني، وهو حل الواجبات، وإعداد التقارير والبحوث والمشروعات، إلى أن يحين وقت النوم، فيخلد إلى النوم منهكاً، ويبدأ اليوم التالي من جديد، فضلاً عن أنه في إجازة نهاية الأسبوع نعاود معهم مذاكرة الامتحانات المقبلة، لأن الكم كبير والمعلومات دسمة تحتاج لتثبيتها تكرار المذاكرة مرتين أو ثلاثة، هذا لطالب واحد لمادة واحدة، والأمر يكون أكثر انهاكاً بالنسبة لأم لديها ثلاثة أبناء وكل صف 6 أو 7 مواد». وتابعت «مع هذه المناهج الدسمة والكم الكبير راجت سوق الدروس الخصوصية، وأحضرنا مدرسين لأبنائنا، ولذلك نتكبد تكاليف دفع المبالغ الكبيرة التي نضطر أحياناً للاقتراض حتى نفي بها». فيما قالت رئيس وحدة شؤون طلبة بإحدى مدارس الشارقة الحكومية، فضلت عدم نشر اسمها: «يواجه معظم الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة، وتحديداً خلال امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث، تحديات عدة أهمها عدم الانتهاء من المناهج الدراسية المقررة خلال الفترة المخصصة لها في الفصل الدراسي الثالث، نتيجة قصر مدة هذا الفصل مقارنة بالفصلين الأول والثاني، وكذلك تقليص وقت الحصص الدراسية وتقليل أيام الدراسة نظراً للإرهاق الذي يصيب الطلبة بسبب الصيام خلال شهر رمضان الكريم وارتفاع درجة حرارة الجو، علاوة على ان إدارات المدارس تفرض على جميع الطلبة مواصلة اليوم الدراسي وحضور الحصص الدراسية للمناهج المقررة بعد تأديتهم للامتحانات النهائية ما يشتت تركيزهم خلال شرح المعلمين في الفصل». وذكر أن «الطلبة في جميع المراحل الدراسية المختلفة بداية من الصف الأول الابتدائي حتى الثاني عشر بقسميه المتقدم والعام مطالبين خلال الفترة الحالية بتقديم امتحانات فصلية ووزارية ونهائية خلال الفصل الدراسي الثالث، الأمر الذي يشكل عبئاً كبيراً عليهم وعلى أسرهم، الذين يضطرون إلى توفير معلمين خصوصيين لأبنائهم بغية استكمال المناهج الدراسية المقررة التي ستدخل ضمن نطاق الامتحان النهائي ورغبة منهم في رفع التحصيل العلمي لأبنائهم للحصول على نتائج مرضية». وأضافت «نظراً لتطبيق وزارة التربية والتعليم نظاماً جديداً خلال العام الجاري وهو عدم تقديم الطلبة من الصف الرابع الابتدائي حتى الصف الثاني عشر للامتحانات الوزارية للفصل الدراسي الثاني بخلاف ما هو متبع في العام الماضي والأعوام السابقة، لذا فإن الطلبة أصبحوا ملزمين بتقديم امتحان نهائي لآخر العام الدراسي لمقرر الدروس في الفصلين الثاني والثالث، ما زاد كمية الدروس التي ستدخل في الامتحان». وأشارت إلى أنه لضيق الوقت لم يتسنّ لمعلمي المواد الدراسية مراجعة دروس الفصلين الدراسيين الثاني والثالث قبل تقديم امتحانات آخر العام الدراسي، ما شتت تركيز الطلبة حين المذاكرة للامتحانات النهائية، وجعلهم يتوجهون للحصول على دروس خصوصية بسبب تخوف ذويهم من عدم قدرتهم على الإلمام بمواد المقرر للامتحان وتجنباً لتدني مستوياتهم الدراسية. وأكملت «لم يقتصر العبء على الطلبة فقط، بل إن المعلمين والمعلمات التابعين للجان المختصة للامتحانات يعانون ضغط عمل غير مسبوق تمثل في كونهم مطالبين بسرعة رصد الدرجات لجميع امتحانات المواد الخاصة بجميع الفصول الدراسية في مدارسهم، فور انتهاء الطلبة من الامتحان في اليوم نفسه الذي يقدمونه فيه، ما يستهلك وقتهم وطاقتهم، خصوصاً في المدارس التي يكون فيها عدد أعضاء لجان الامتحان قليلاً، فيستدعي الأمر بقاءهم في المدارس حتى بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي، إلى جانب توليهم تجهيز نسخ بأعداد محددة من الامتحان في الصباح الباكر قبل وقت الامتحان». من جانبها، قالت المعلمة سماح أحمد، إن «نظام الفصول الدراسية الثلاثة مرهق، وفي الوقت نفسه فإن المدة الزمنية لكل فصل تختلف عن الآخر، وعلى الرغم من أن الفصل الدراسي الثالث أطول نسبياً من الفصل الدراسي الثاني، إلا أنه لا يكفي للانتهاء من تدريس المناهج المقررة، لأنها يتزامن، على الأقل منذ سنتين، مع شهر رمضان المبارك، ومع مطلع فصل الصيف، ومن ثم يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الطلبة المتغيبين عن الحضور إلى المدرسة، ولذلك لا يستطيع المعلم أن ينتهي من المنهج لعدم تواجد الطلبة». وأشارت إلى أن نسب الغياب وصلت في بعض الأيام إلى 60%، خصوصاً في مدارس البنين، إذ أدى الطلبة امتحانات المرحلة الأولى للفصل الدراسي الثالث، ومن ثم اتخذوا من ذلك مبرراً للغياب، حتى يستعدوا للامتحانات النهائية التي ستبدأ في 20 يونيو المقبل. من جانبه، قال المدير العام للمدارس الأهلية الخيرية بالدولة، الدكتور كمال محمد فرحات، إن «نظام الامتحانات النهائية (المجزءة) التي يقدمها الطلبة على أيام متفرقة دفع بعض الطلبة إلى الغياب، كما أخذ جزءاً من وقت الحصص الدراسية، ووقت المعلمين أيضاً في التصحيح ورصد الدرجات، ما سبب التأخر في إنهاء بعض المناهج الدراسية وإرباك الطلبة وذويهم، وشكل ضغطاً كبيراً على معلمي المواد الدراسية الذين شعروا بأنهم في سباق لإنهاء هذه المناهج في الوقت المحدد، وتاليا أثر سلباً على جودة أدائهم». ودعا وزارة التربية والتعليم إلى تجريب القرارات الجديدة على عينة عشوائية من الطلبة لتقييمها ورصد سلبياتها وإيجابياتها قبل اعتماد تطبيقها على جميع الطلبة. إلى ذلك، تواصلت «الإمارات اليوم» مع وزارة التربية والتعليم للاستفسار عن الإجراءات التي ستتخذها حيال شكوى أولياء أمور الطلبة ومديري بعض المدارس، حول غياب الطلبة في الفترة الأخيرة، ما يؤدي إلى عدم تمكن المعلمين من الانتهاء من استكمال تدريس مناهج الفصل الدراسي الثالث، وكان الرد على استفسار الصحيفة: «هناك طرق رسمية لدى الوزارة لاستقبال الشكاوى».

مشاركة :