أبوظبي: «سلام أبوشهاب»شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة التي ألقاها مساء أمس التوأمان مارك كيلي وسكوت كيلي، الضابطان المتقاعدان في القوات البحرية الأمريكية ورائدا الفضاء بالإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء «ناسا» بعنوان «لا حدود للفضاء: دروس قيمة من تجربة رائدي الفضاء التوأمين كيلي» وذلك بمجلس سموه بقصر البطين في أبوظبي. وحضر المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، و الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في العين، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، و سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.بدأ التوأمان حديثهما بتوجيه التهاني إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإلى الحضور بمناسبة شهر رمضان المبارك، مُعربين عن سعادتهما بدعوتهما للحديث في مجلس سموه واستعراض تجاربهما في مجال رحلات الفضاء. وأعرب المحاضران عن سعادتهما بزيارة مركز محمد بن راشد للفضاء في الإمارات أول أمس، والاطّلاع على آلية وعملية اختيار رواد الفضاء في الإمارات، حيث سيكون هناك رائد فضاء إماراتي سيذهب قريباً إلى محطة الفضاء الدولية.وقال مارك كيلي: آمل أن أرى في القريب رواد فضاء إماراتيين جدداً في محطة الفضاء الدولية وفي رحلات فضائية مختلفة في ظل الاهتمام المتنامي من قبل الإمارات بسبر الفضاء والوصول إلى المريخ. وقال سكوت كيلي أنا وأخي مارك زرنا الإمارات في الماضي عدة مرات وكانت أول زيارة لي إلى الإمارات في العام 1990، بينما كانت أول زيارة لشقيقي مارك في العام 1999، واليوم شاهدنا نمواً كبيراً وتطوراً غير مسبوق في مختلف القطاعات ونقلة نوعية في الإمارات، وحقيقة نشعر بالفخر ونتشرف بزيارة الإمارات. وأضاف كم هي جميلة منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عندما كنت أنظر إليها من المركبة الفضائية، فكانت ألوان الصحراء والمياه تشكل لوحة جمالية أتطلع إليها صباح كل يوم.سبر الفضاءوأكد مارك كيلي، أهمية سبر الفضاء واستخدام الأقمار الاصطناعية لتحقيق مزيد من الاكتشافات التي تعود بالفائدة على البشرية وتعزز مسيرة التنمية والتطور الصناعي والاقتصادي، وإجراء الأبحاث والدراسات التي ساعدت في الوصول إلى عقاقير ومركبات لعلاج سرطان العظام موضحاً أن الفضاء هو تقنية الغد والمستقبل، مشيراً إلى أنه شارك في 8 رحلات فضائية مع شقيقة سكوت وذهبا معاً إلى محطة الفضاء الدولية عدة مرات، وأن شقيقة سكوت كان أول أمريكي يقضي عاماً كاملاً في محطة الفضاء الدولية مع زميل له من روسيا، وهو أمر لم يحدث من قبل حيث عادة يمكث رائد الفضاء في المحطة الدولية نحو ستة أشهر متواصلة كحد أعلى. وتحدث عن مراحل تطور المركبات الفضائيات في بدايات رحلاتها إلى الفضاء قائلاً، اليوم الهواتف الذكية تعتبر أكثر تطوراً عدة مرات من بعض المركبات الفضائية في المراحل الأولى من غزو الفضاء.المركبات الفضائيةوقال مارك إنه سافر في أول رحلة للفضاء في العام 2001، وتولى قيادة مجموعة في إحدى مركبات الفضاء في العام 2011، موضحاً أنه في تلك الفترة كانت المركبات الفضائية قد شهدت تطوراً، مقارنة مع المركبات الفضائية الأخرى التي يكان فيها بعض التعقيدات والتي تتطلب دوراً أكبر من رائد الفضاء في قيادة المركبة، إنه شيء ممتع وأنت تشاهد الكرة الأرضية من الفضاء، وكنا نشاهد الشروق والغروب كل 45 دقيقة. وقال سكوت، أتذكر عندما تم اختياري للمشاركة في رحلة للفضاء تم تدريبي على سنتين كاملتين قبل الرحلة، وعندما ذهبت في الرحلة الأولى كان تركيزي خلال العشرين دقيقة الأولى العمل مع طاقم المركبة ولم يتسن لي النظر إلى خارج المركبة إلا بعد مرور 20 دقيقة على بدء الرحلة، وقد شاهدت شروق الشمس وكان أجمل منظر أشاهده من الفضاء وذلك في العام 1999، وقد شاركت في 3 رحلات فضائية، وأمضيت 340 يوماً في مركبة الفضاء الدولية مع رائد فضاء روسي في العام 2015.المحطة الدوليةوأضاف محطة الفضاء الدولية معقدة وتبلغ تكلفتها نحو 150 مليار دولار، وتبلغ مساحتها ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم، وشارك في بناء المحطة الفضائية 16 رائد فضاء وشريكاً عالمياً، وهي بذلك تعتبر برنامجاً رائعاً لإجراء الدراسات والأبحاث المشتركة التي تعود بالفائدة على البشرية.وأوضح مارك أنه يمكن أن يكون هناك فندق في محطة الفضاء الدولية يذهب إليه الناس، وشركة فيرجن تستعد لهذه المهمة حيث من المتوقع خلال 12 شهراً تبدأ في نقل مسافرين إلى الفندق في المحطة.المكوك الفضائيكما تحدث عن رحلة الانطلاق إلى الفضاء على متن المكوك الفض ائي ومتن المركبة الفضائية الروسية «سويوز» والعودة إلى الأرض.إشعاعات الفضاءوأوضح مارك كيلي أن الأبحاث أظهرت أن الإشعاعات في الفضاء تكون أعلى عشر مرات مقارنة مع نسبتها على الأرض وبالتالي هذه الإشعاعات، ممكن أن تدمر جسم الإنسان إذا لم يتم الحماية منها بشكل جيد. وقال سكوت كيلي، إن مكوثه عاماً في محطة الفضاء الدولية أثر على جيناته بسبب الإشعاعات، وقد يكون الأمر جيداً، أو عكس ذلك، كما تبين وجود تأثير أيضاً على الكروموسومات التي تصبح أقصر، إلى جانب وجود تأثير على الناقلات العصبية. وأشار مارك كيلي إلى أن العمر في الفضاء يكون أسرع، نتيجة السفر بسرعة كبيرة، وبالتالي اليوم الواحد على الأرض يساوي 5 أيام في الفضاء.التوأمان: برنامج الإمارات للفضاء محفز للشبابأشاد التوامان سكوت ومارك، بجهود دولة الإمارات في مجال غزو الفضاء، وقالا إنه من المثير أن تستعد الإمارات لبناء محطة فضاء والوصول إلى المريخ بجهود كوادر إماراتية، وهذا شيء جميل يعود بالفائدة على التنمية الاقتصادية، إلى جانب أن هذه الجهود تحفز الشباب لدراسة العلوم والرياضيات وعلوم الفضاء، و أن برنامج الإمارات للفضاء محفز للتعليم ويحث جيل الشباب بشكل أكبر وأكثر للتعلم والحصول على أعلى الدرجات العلمية. وقالا رداً على أسئلة الحضور، إن جهود الإمارات في هذا الجانب أمر مهم، وإن تعاون الدول فيما بينها لإرسال أشخاص إلى الكواكب الأخرى يحقق نتائج أفضل، وإن الاستثمار في مجال غزو الفضاء يحقق مزيداً من المكاسب في كافة المجالات.
مشاركة :