بيالكوفسكي: أوفيت بوعدي لوالدي بالانضمام إلى منتخب بولندا

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى الليالي الدافئة بشهر يوليو (تموز) بمدينة مونتريال الكندية قبل نحو 11 عاما، تألق الحارس البولندي بارتوز بيالكوفسكي وأنقذ هجمة خطيرة في الدقيقة الأخيرة من عمر مباراة المنتخب البولندي أمام نظيره الكوري الجنوبي في كأس العالم تحت 20 عاما ليضمن لمنتخب بلاده نقطة التعادل، والتي كانت كافية للتأهل من دور المجموعات لمرحلة خروج المغلوب.كانت هذه مناسبة سعيدة للاحتفال بعيد ميلاده العشرين، وعاد بيالكوفسكي إلى غرفة خلع الملابس وكأنه بطل متوج وحمله زملاؤه في الفريق على أعناقهم.وكان المنتخب البولندي قد فاز في هذه المسابقة على منتخب البرازيل، وكان لديه إيمان قوي بأنه سوف ينتصر على المنتخب الأرجنتيني أيضا في الجولة التالية. ويتذكر بيالكوفسكي ما حدث في تلك البطولة قائلا: «كنا نعتقد أنه يمكننا أن نفعل أي شيء نريده».ولم يكن من السهل أن يصل بيالكوفسكي إلى هذه المكانة، فبحلول عام 2012 لم يكن حارس المرمى الشاب يجد ناديا يلعب له، لكنه تغلب على كل الصعاب وأصبح معشوقا للجماهير في نادي إبسويتش تاون بالدرجة الثانية الإنجليزية وتلقى استدعاء للانضمام إلى المنتخب البولندي في شهر مارس (آذار) الماضي، وأصبح على وشك تحقيق حلمه باللعب في المونديال.وقال بيالكوفسكي: «لم أتخل عن هذا الحلم مطلقا، لكنني أدركت أنني سأكون قد أتممت الثلاثين أو الحادية والثلاثين من عمري في شهر يوليو ولم أكن قد لعبت ولا مباراة على المستوى الدولي، ولذا كان الأمر محبطا. وبعد ذلك، تم استدعائي لصفوف المنتخب، وقد انتابني شعور رائع ولا يصدق عندما علمت أنني سأشارك الآن في كأس العالم».شارك بيالكوفسكي بديلا للوكاس فابيانسكي في الشوط الثاني من المباراة الودية للمنتخب البولندي أمام نيجيريا، وكان بذلك قد أوفى بوعد آخر قطعه على نفسه. وفي الحقيقة، تتضاءل أي صعوبات واجهها بيالكوفسكي في مسيرته الكروية أمام وفاة والده، ماريك، في أغسطس (آب) 2015. لقد كان ماريك جنديا «يبدو صعبا وشرسا، لكنه كان طيبا للغاية من داخله»، وكان لا يتردد في تقديم أي دعم لنجله بيالكوفسكي. وعندما كان ماريك يلفظ أنفاسه الأخيرة، وعده بيالكوفسكي بأن يلعب لمنتخب بولندا.يقول بيالكوفسكي: «في محادثتي الأخيرة معه بينما كان في المستشفى، وعدته بأن ألعب لمنتخب بولندا، وقد أوفيت بهذا الوعد الآن. لم أكن متوتراً وأنا أنزل إلى أرض الملعب، لكنني كنت فخورا للغاية، وقلت لنفسي إنني أهدي هذه اللحظة لوالدي، لأننا انتظرنا لحظة استدعائي لصفوف المنتخب طويلا، لكنه للأسف لم ير هذه اللحظة».وكان انضمام بيالكوفسكي لقائمة المنتخب البولندي تعني أنه سيلعب مرة أخرى إلى جانب عدد من اللاعبين الذين لعب إلى جوارهم في بطولة كأس العالم تحت 20 عاما عام 2007، مثل غرزيغورز كريتشوفياك وفوغيتش سزيزيني اللذين كانا من بين اللاعبين الذين حملوا بيالكوفسكي على أعناقهم في كندا.يقول بيالكوفسكي عن التدريب مع نجم بايرن ميونيخ الألماني روبرت ليفاندوفسكي: «بمجرد أن دخلت إلى التدريب أدركت أنني في المكان المناسب. إنه لا يسدد الكرة بقوة، لكنه يضعها بكل هدوء في زاوية المرمى. من الواضح أنني قد بذلت قصارى جهدي وأنقذت عددا قليلا من الكرات التي سددها، لكن التدريب معه أمر لا يصدق».وكان بيالكوفسكي هو قائد المنتخب البولندي تحت 20 عاما، لكن اللاعبين كانوا يتصرفون بشكل يتناسب مع سنهم الصغيرة آنذاك، ويتذكر بيالكوفسكي وقوع حادث مؤسف لزميله في الفريق كريشواياك، قائلا: «ذهبنا لركوب قطار الملاهي ولم تسر الأمور على ما يرام بعد ذلك، وأعتقد أنه شعر بالمرض بعد ذلك وغاب عن مباراتنا أمام كوريا الجنوبية».وكان كريشواياك هو من سجل هدف الفوز أمام البرازيل، لكن المنتخب البولندي تعرض لهزيمة قاسية بعد ذلك أمام الولايات المتحدة بستة أهداف مقابل هدف وحيد. وتجاوزت بولندا دور المجموعات، لكنها خرجت من دور الستة عشر بعد الهزيمة أمام الأرجنتين بقيادة سيرجيو أغويرو وأنخيل دي ماريا.وكان بيالكوسكي قد تعافى من إصابة بليغة وشارك مع ساوثهامبتون في ثماني مباريات في دوري الدرجة الأولى في موسم 2006 / 2007، وبدا أنه يسير في المسار الصحيح، على الرغم من أنه كان يسلك طريقاً مختلفاً قبل عامين من ذلك التوقيت عندما كان في السابعة عشرة من عمره وجاءته فرصة العمر، لكنه لم يستغلها.قال بيالكوفسكي: «تلقيت عرضا من إنتر ميلان الإيطالي للعب للفريق لمدة خمسة مواسم، لكن كان يتعين علي أن أوقع مع وكيل أعمال إيطالي لكي يكمل الصفقة، وكان لدي بالفعل وكيل أعمال كبير يتمثل في شركة (أي إم جي). طلبت مني الشركة عدم التوقيع لأي ناد لأن لديها عروضا أخرى لي من أندية مثل آرسنال ومانشستر يونايتد، وبالتالي لم أوقع لإنتر ميلان، ولم تأت العروض التي تحدثوا عنها. ذهبت لقضاء فترة اختبار في ويغان الإنجليزي ورينجرز الاسكوتلندي، لكن لم يحدث أي شيء، وانتهى عقدي مع نادي غورنيك البولندي. كانت هناك توقعات بأن أكون أحد المواهب البارزة في بولندا، وانتهى بي المطاف بأن أكون بلا ناد ألعب له».خضع بيالكوفسكي لفترة معايشة مع نادي «هارت أوف ميدلوثيان» الاسكوتلندي ووقع على عقد للانضمام للفريق الذي كان يقوده آنذاك جورج بيرلي، ومدرب حراس المرمى مالكولم ويبستر. وبعد ذلك، انضم بيالكوفسكي مع بيرلي وويبستر إلى نادي ساوثهامبتون، وبدأت الأمور تسير بشكل جيد، لكن الحارس البولندي تعرض للإصابة ولم يتمكن من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق على حساب كلفن ديفيس.وقال بيالكوفسكي: «فكرت في الرحيل إلى ناد آخر حتى أتمكن من اللعب باستمرار. كنت أتناول الطعام بكميات كبيرة وشعرت براحة تامة، ولم أكن أشارك في المباريات وبالتالي لم أكن أتدرب بقوة. ولحسن الحظ، أدركت خطورة الموقف في الوقت المناسب، وفقدت بعض الوزن وقررت الاستعداد لفصل الصيف».انتقل بيالكوفسكي إلى نادي نوتس كاونتي ولعب له موسمين رائعين في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، ثم نصح وبستر، الذي يعمل الآن في إيبسويتش تاون، ميك مكارثي بالتوقيع معه في عام 2014. وخلال أربع سنوات لعبها مع إيبسويتش تاون، حصل بيالكوفسكي على جائزة أفضل لاعب في الموسم بتصويت الجمهور ثلاث مرات، كما قدم موسما رائعا العام الماضي جعله معشوق الجماهير في إيبسويتش تاون، لكن مكارثي رحل عن النادي بنهاية الموسم الماضي.يقول بيالكوفسكي عن الأجواء التي كانت محيطة بالنادي بعد الخسارة بثلاثية نظيفة أمام هال سيتي في مارس الماضي: «لم يكن الأمر سهلاً، وكانت الأجواء صعبة للغاية. لا أعتقد أن مكارثي يستحق مثل هذا الانتقاد، لأنه قام بعمل جيد بالفعل، لكني أدرك أن المشجعين يريدون أن يستمتعوا وأن يلعب الفريق بشكل جيد. لم أشعر أبداً بأننا في حالة سيئة مثلما شعرت بعد مباراتنا أمام هال سيتي. لقد كان شيئا لم نره من قبل في حياتنا».وبعد إقالة مكارثي، تعاقد النادي مع المدير الفني بول هيرست، لكن بيالكوفسكي لديه عروض من أندية تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويقول عن ذلك: «لو تلقيت عرضا مناسبا لي وللنادي، فسأناقش ذلك مع عائلتي».وكان نادي كريستال بالاس حريصا على التعاقد مع بيالكوفسكي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، كما هناك أندية أخرى تسعى للحصول على خدماته. ويتنافس بيالكوفسكي مع لوكاس سكوروبسكي حارس مرمى نادي روما على حجز المكان الأخير في مركز حراسة المرمى في قائمة منتخب بولندا المشاركة في كأس العالم. وإذا كان البعض يعتقد أن سكوروبسكي لديه فرص أكبر لأنه يلعب في الدوري الإيطالي، فيجب الإشارة إلى أنه لم يلعب سوى 90 دقيقة فقط مع روما خلال الموسم الماضي. يقول بيالكوفسكي: «لقد قطعت شوطاً طويلاً لكي أصل إلى ما أنا عليه الآن. قبل بضع سنوات، لم أكن أتخيل أن أصل إلى هذا الموقف، لذا يجب علي أن أبذل كل ما في وسعي.»

مشاركة :