أثبتت الدبلوماسية القطرية نجاعتها الكبيرة خلال الحصار الذي فرضه جيرانها عليها في يونيو الماضي، وظهر ذلك جلياً في إعادة 4 دول من المقاطعين لها العلاقات، الأمر الذي أكد فشل السعودية وحلفائها خلال عام من الأزمة الخليجية في الضغط على الدوحة، بل إن قطر استغلتها في التحليق على الصعد كافة؛ السياسية والدبلوماسية والاقتصادية. كما أبت دول أخرى الركوب في سفينة دول الحصار، رغم الإغراءات المالية والضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية عليها، مثل تونس والسودان والصومال.1 - السنغال في 21 أغسطس الماضي، تراجعت السنغال عن موقفها المؤيد لدول الحصار، لتقرر إعادة سفيرها إلى الدوحة، الذي تم استدعاؤه للتشاور في بداية الأزمة الخليجية. أعلنت السنغال أنها على استعداد للمساهمة في كل الجهود التي تصب في اتجاه حل الأزمة بين قطر ودول الحصار. وأضافت أنها تشجع استمرار جميع المبادرات الجارية في سبيل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة انطلاقاً من روح التضامن الإسلامي. وكانت خطوة السنغال بمثابة فرط لعقد الدول الداعمة لحصار قطر، التي بدأت تعيد حساباتها تجاه الأزمة الخليجية. 2 - تشاد في 20 فبراير الماضي، استأنفت تشاد العلاقات مع قطر بزيارة لشريف محمد زيني وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتعاون الدولي إلى الدوحة. ووقّع الوزير التشادي مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مذكرة تفاهم بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكانت تشاد من بين عدد قليل من الدول التي قطعت العلاقات مع قطر، العام الماضي، إلى جانب المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، البحرين، ومصر. 3 - جيبوتي أظهرت جيبوتي موقفاً متراجعاً تجاه تأييد حصار قطر؛ حيث طالبت وزارة خارجيتها في بيان لها بـ «حل الخلاف القائم عن طريق الحوار وعبر تكاتف الدول العربية»، مؤكدة تمسّكها بالحفاظ على العلاقات الطيبة مع جميع الدول العربية. 4 -الأردن أيضاً بدأت الأردن -التي خفّضت التمثيل الدبلوماسي مع قطر بعد أزمة الخليج- تعيد العلاقات والزيارات المتبادلة مع الدوحة، بعد دعوة نواب أردنيون تحت قبة البرلمان، حكومة بلادهم إلى إعادة السفير القطري إلى عمّان، بندر بن محمد العطية، مشددين في الوقت ذاته على أن العلاقات التي تجمع بين الأردن وقطر هي أكبر من كل الخلافات. ومؤخراً، زار وزير التعليم العالي الأردني الدوحة؛ لحضور ندوة حول التعليم في معهد الدوحة للدراسات العليا -وهي أول زيارة لمسؤول أردني منذ الأزمة-، فيما زارت وفود أمنية واقتصادية قطرية الأردن لزيادة التنسيق الأمني والتجاري بين البلدين. وأكدت مصادر دبلوماسية أن العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين قطر وجيبوتي والأردن ستعود قريباً بشكل رسمي، الأمر الذي يزيد من عزلة دول الحصار وفشل مخططاتها للنيل من قطر. مواقف نبيلة كشفت الأزمة الخليجية عن مواقف نبيلة ومشرّفة من دولة تونس، التي رفضت الضغوط الإعلامية والسياسية من قِبل دولة الإمارات لمقاطعة الدوحة؛ وكذلك من دولة الصومال التي لم تخضع للضغوط الإماراتية والإغراءات المالية السعودية التي رفضها الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، ومن دولة السودان التي تمسّكت بعلاقاتها مع قطر، رغم تقديم عروض استثمارية من دولتي الإمارات والسعودية لها بهدف الانضمام إلى المحاصِرين للدوحة.;
مشاركة :