أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مساء أمس (الإثنين) وقوفه مع الشعب الأردني وتقديره حجم الضغوط المعيشية على المواطنين.وأكد الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه مع عدد من رجال الإعلام الأردنيين، أن البلاد تواجه تحديات تتطلب التعامل معها بحكمة ومسؤولية، معتبراً أن على مؤسسات الدولة تبني أسلوب عمل يعتمد على الشفافية والمساءلة. وقال: «إن المواطن معه كل الحق، ولن أقبل أن يعاني الأردنيون».وأعرب الملك عبدالله، عن فخره بما شاهده من تعبير حضاري من الشباب الأردني في الأيام الماضية، الذي يعكس حرصهم على تحقيق مستقبل أفضل لهم. وشدد على أن «كل الأردنيين يعملون من أجل مستقبل أفضل لوطنهم وكيف نمضي إلى الأمام بثقة وعزيمة». وقال العاهل الأردني: «اضطررت في الفترة الماضية أن أعمل عمل الحكومة. وهذا ليس دوري، أنا دوري أن أكون ضامناً للدستور، وضامناً للتوازن بين السلطات، لكن على كل سلطة ومسؤول أن يكونوا على قدر المسؤولية، والذي لا يستطيع القيام بمهامه عليه ترك الموقع لمن لديه القدرة على ذلك».فيما أعلن مصدر رسمي أردني أن رئيس الوزراء هاني الملقي قدم استقالته خلال اجتماع مع الملك عبدالله الثاني أمس (الإثنين) لتهدئة الغضب من سياسات اقتصادية فجرت أكبر احتجاجات منذ سنوات، علمت «عكاظ» من مصادر موثوقة أن العاهل الأردني أقال الملقي على خلفية تفاقم الاحتجاجات. وقال مصدر وزاري إن الملك عبد الله كلف عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة.وكان الملك عبد الله استدعى الملقي إلى قصره أمس بعد أن خرج آلاف الأردنيين إلى الشوارع في عمان وبلدات رئيسية أخرى لمدة 5 أيام متواصلة احتجاجا على رفع الأسعار وفرض ضريبة على الدخل. وفي إشارة إلى احتمال إلغاء الزيادات الضريبية، أعلنت وكالة الأنباء الأردنية أمس، أن مجلس النواب سيقوم باستئذان الملك عبدالله لعقد دورة استثنائية في أقرب وقت لبحث الزيادات المقررة التي يريد معظم النواب أن تتراجع عنها الحكومة. ونقلت عن رئيس المجلس عاطف الطراونة قوله «لدى المجلس رغبة كبيرة برد تعديلات قانون الضريبة». واعتبر أنه في رد القانون نزع لفتيل الاحتجاجات التي تشهدها بعض المناطق جراء استعجال الحكومة في إرسال التعديلات قبيل إجراء حوار شامل عليها. ولليوم الخامس على التوالي، تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في عمان والعديد من المحافظات، رفضا للسياسة الاقتصادية الحكومية والمطالبة برحيل الحكومة وسحب مشروع قانون ضريبة الدخل.ورغم استقالة الحكومة، أعلن رئيس مجلس النقباء الدكتور علي العبوس، أن إضراب غد (الأربعاء) مستمر حتى لو رحلت الحكومة، مبيناً أن المجلس يريد تغيير النهج الاقتصادي وليس الأشخاص.