أوصى الباحث والمستشار الشرعي، عبدالله العمار، المسلمين، بالاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، "ففيها ليلة مباركة وهي تاج ليالي الدهر". وطالب الباحث الشرعي، في تصريحات لـ"عاجل"، بالاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم- والجد في العشر الأواخر؛ لأن "النبي كان يشد فيها المئزر ويوقظ أهله، كناية على الجد واعتزال النساء والاجتهاد بالعبادة والدعاء ". وأضاف العمار، أن "العشر الأواخر فيها ليلة القدر كثيرة البركات، عزيزة الساعات، القليل من العمل فيها كثير"، مطالبًا الشباب بترك السهر على ما لا ينفع، والحفاظ على تلك الليلة العظيمة التي تقدر فيها أقدار الخلائق". وحول سبب تسميتها بذلك الاسم، قال الباحث والمستشار الشرعي، إن "هذه الليلة العظيمة تقدر فيها أقدار الخلائق، وفيها التقدير السنوي الذي جاء في سورة الدخان؛ حيث قال تعالى (....فيها يُفرق كلُّ أمرٍ حكيم) وهي ليلة القدر ينزل فيها ما قدر الله في تلك السنة كلها. فهذا التقدير يقدر الله فيه أرزاق العباد من الفقر والغنى والصحة والضعف والموت، وغير ذلك. وأوصى العمار، المسلمين باغتنام تلك الليلة "التي ينزل فيها من الملائكة ما الله به عليم، وينزل معهم جبريل"، مؤكدًا أن "القائم في تلك الليلة مغفور له -بإذن الله-، لقول المصطفى من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ففيها تفتح أبواب الجنان". وقال إن الدعاء المستحب في تلك الليلة، هو "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، فهذه الليلة العظيمة تعادل حوالي 83 سنة، العمل فيها يعادل 83 سنة". وحول تحديد تلك الليلة، فقال الباحث الشرعي، إننا يجب أن نتحراها في العشر الأواخر، لقول الرسول: "التمسوها في العشر الأواخر"، والتمسوها في في كل وتر .وأحراها ليلة الـ27 من رمضان. وأضاف أن ليلة القدر تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، إلا أنه استدرك قائلًا، إن آراء العلماء اختلفت في تحديدها، فذهب بعضهم إلى أنها ليلة الـ27 من رمضان وهو قول جماعة من الصحابة. وتابع، أن الصحابي "أبي بن كعب" جزم بل حلف على ذلك، قائلًا: إني لأعلم أي ليلة وهي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها وهي ليلة الـ27 من رمضان"، والذي ترجح أن ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر من رمضان، وأنها تتنقل أي كل سنة قد تكون في 21 أو23 أو 25 أو 27، أو29 وتواترت الروايات عن أنها ليلة الـ27. وقال أكثر السلف الصالح، وجمع من الفقهاء إن ليلة القدر تتنقل كل عام في أوتر العشر الأواخر، مطالبًا بـ"الاجتهاد منذ أن تغرب الشمس ". وحول علامات ليلة القدر، قال إن هناك علامات صحيحة لها وأخرى غير صحيحة، فالصحيحة 4 من أدركها فقد أدرك ليلة القدر، وهي: "تكثر فيها الملائكة، ليس فيها شهب، ليلة هادئة لطيفة لا حر ولا برد، معتدلة، ساكنة، فيها روحانية، فيها راحة بال، فيها هدوء، فيها استقرار، فيها أريحية للصلاة، ذات أنوار، مضيئة، الشمس تكون صبيحة تلك الليلة ليس فيها شعاع". واستدل العمار على ذلك بحديث عبادة بن الصامت عن النبي محمد أنه قال، إن "أمارة ليلة القدر، أنها صافية، بلجة، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة، ساجية لا برد فيها ولا حر، ولا يحل الكوكب أن يرمي به فيها حتى تصبح". وأضاف أن هناك علامة قد تؤكد ليلة القدر، وهي أن ننظر إلى القمر، فإذا رأيناه نصف صحن منير في العشر الأواخر، فهذا يثبت أنها الليلة المنشودة، لما رواه مسلم في صحيحه، قائلًا: "تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله، نتكلم فيها، فقال النبي من يذكر حين طلع القمر مثل شق جفنة، أي نصف صحن منير". ووجه رسالة لمن يريد أن يتحرى ليلة القدر، قائلًا: "انظر إلى القمر بعد صلاة التراويح فإذا رآه نصف صحن مضيء فهي ليلة القدر". وحول العلامات الغير صحيحة، قال الباحث والمستشار الشرعي، إن هناك علامات غير صحيحة عن ليلة القدر وهي: أن يكون البحر هادئًا، والأشجار والأغصان تنحني، ليس فيها نباح كلاب ولا نهيق حمير، الملائكة تسلم على الناس في الطرقات، أو هناك مد وجزر في البحر".
مشاركة :