سوري يفتح أول ملجأ للقطط متحديا الحرب في حلب

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حلب (سوريا) – يمسك المواطن السوري محمد علاء الجليل هرّة توشك على الولادة ليجري لها فحص التصوير الصوتي في قرية كفر ناها في ريف حلب، فهذا الشاب السوري الشغوف بالحيوانات منذ صغره أنشأ في هذه المنطقة المتمردة شمال سوريا أول مركز لرعاية القطط. ويستقبل علاء الجليل، منذ العام 2017، في عيادته البيطرية في كفر ناها المئات من القطط، وغيرها من الحيوانات أيضا. وقال إن “أراد المرء أن يكون رحيما مع الناس، عليه أولا أن يكون رحيما مع تلك الحيوانات التي لا تستطيع أن تقول أنا جائعة”. وأطلق علاء الجليل البالغ من العمر 43 عاما على مركزه اسم “إرنستو” على اسم الهرّ المفضّل عنده. ونشأ علاء الجليل في حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وكان يعمل كهربائيا قبل أن يندلع النزاع، ويروي أنه كان يذهب كل يوم إلى الجزارين لجمع بقايا اللحم وتوزيعها على القطط في الحيّ. ومع تحوّل الاحتجاجات إلى حرب مدمّرة، أصبح علاء الجليل سائق سيارة إسعاف، لكن هذا العمل أيضا لم يثنه عن مواصلة الاهتمام بالقطط. ولما اشتدّت الحرب في حلب وغادرها الكثير من سكانها، زاد عدد القطط التي لا تجد من يهتمّ بها، فزادت مسؤولياته. وسرعان ما اكتسب علاء الجليل لقب “رجل القطط في حلب”، وصار يعتني بمئة وسبعين هرّا، وتلقى تبرعات لإنشاء أول مركز للعناية بالقطط. لكن قصف القوات السورية النظامية اشتدّ على الأحياء المتمردة في المدينة أواخر العام 2016، قبل أن تبسط سيطرتها على هذه الأحياء بالكامل. ويروي علاء الجليل “كنّا نفرّ من حيّ إلى آخر، ثم اضطررنا إلى الخروج من المدينة”. اهتمام بالقطط رغم هول الحرب اهتمام بالقطط رغم هول الحرب لكنه قرّر ألا يترك القطط وراءه، ونجح بمساعدة بعض الرفاق والمهتمين في إخراج 22 هرا. وقد أطلق على هذه القطط أسماء، بعضها مستوحى من واقع الحال، مثل “سوخوي” على اسم الطائرات الحربية الروسية التي تساند قوات الرئيس بشار الأسد. ويصف القطّ ساخرا إنه “مثل طائرات سوخوي، يتسلل ويسرق طعام الآخرين”. وقد أوقعت الحرب السورية منذ 2011 أكثر من 350 ألف قتيل، وأسفرت عن تهجير نصف السكان. ولم تفلت الحيوانات من دوامة العنف. ونزح علاء الجليل في العام 2017 إلى قرية كفر ناها في الريف الحلبي، وأنشأ هناك مركز القطط، حيث يقدم لهذه الحيوانات الطعام والعناية الطبية اللازمة بإشراف طبيب بيطري. ولا يقتصر نشاط هذا المركز على القطط، موضحا، بل “نحن نعالج مجانا أي نوع من الحيوانات، من الخيول والبقر إلى الدجاج”. وتستفيد العيادة من حملة تمويل تشاركي، وقد قدمت حتى الآن سبعة آلاف خدمة طبية مجانية في أقلّ من سنة. وغالبا ما يفاجأ قاصدو العيادة من مستواها الطبي. ومن هؤلاء محمد وتار الذي جاء ليعالج هرّه المصاب بتسمم غذائي. قائلا “أنا مندهش لوجود هذا المشروع في ظلّ الحرب، رأيتهم يعالجون شتّى أنواع الحيوانات، إنه أمر مذهل”. ويعالج المركز أيضا الحيوانات المصابة بإطلاق النار أو جرّاء القصف، رغم ما تعانيه المنطقة من نقص في المواد الطبية. لكن ما يميّز المركز حقّا هو تجهيزاته للتصوير الصوتي للقطط. وصرح الطبيب “من خلال الفحص نعرف عدد الأجنّة وتاريخ الولادة، ونستعد للولادات الجديدة”.

مشاركة :