إذا تعاملنا مع المنتخب كفريق عمل واحد، هذا يعني ألا نفتش في الأسماء بقدر معرفة المهام، كل المنتخبات الاثنين والثلاثين التي ستشارك في المونديال المقبل "روسيا 2018"، أسقطت من قائمتها النهائية أسماء شاركت في تأهيل منتخبها للمونديال، قد تكون مهمتها انتهت أو أنه لا يمكن الاستثمار فيها خلال المونديال أو حال دونها عارض مثل ظرف شخصي أو إصابة. المنتخب السعودي كان أبرز من فقدت قائمته النهائية نواف العابد، لكن ذلك لم يكن بالأمر المفاجئ؛ فاللاعب انقطع عن ممارسة الكرة لدواعي الإصابة نحو الأربعة أشهر، فيما لا ضرورة لاستمرار الحارس عساف القرني بوجود الثلاثي المسيليم والعويس والمعيوف، كذلك الحال ينطبق على سعيد المولد وجحفلي والكويكبي هناك من يؤدي نفس أدوارهم والنظام لا يسمح بضم أكثر من ثلاثة وعشرين لاعبًا. سبعة مدافعين وثمانية لاعبي وسط وخمسة في الهجوم تعني أن المدرب أنطونيو خَوَّان بيتزي ستكون معركته في الثلث الثاني من ملعبه سيحاول إفساد كل عمليات الخصم التحضيرية لمهاجمته، خاصة أنه في أكثر من تجربة ودية كان لا يجد ساترًا دفاعيًّا على رأس قوس خط الـ 18، واستقبلت الشباك أكثر من هدف لسهولة التسديد من هذه المناطق، كذلك فهو لا يجد بوفرة التنوع في التوليفة في هذا الخط، الذي يضمن للفريق الكفاءة الدفاعية من خلال الرقابة والجهد البدني وافتكاك الكرة وتنظيم اللعب وصناعة الهجمات. يحاول بيتزي التغلب على ذلك بضم ثمانية من لاعبي الوسط ما بين جهد دفاعي ورقابة مثل الخيبري عبدالملك وعبدالله وتنظيم وربط خطوط مثل عطيف وتيسير والمقهوي، وصناعة من خلال كنو الفرج والشهري وخمسة في الهجوم في الطرفين باهبري وسالم والمولد ورأسي حربة تقليديين مهند والسهلاوي، كل منتخب بإمكانه تسمية قائمته وافتراض مراكزها، وما يمكن أن تخدم به الطريقة والخطة، لكن من ينجح فعلاً في تحقيق ذلك؟ إن معرفة القدرات الذاتية دون انتقاص أو مبالغة وتقدير إمكانات الخصم دون تجاهل أو تضخيم والإحاطة بطبيعة المناسبة، تمكن من خوض تجربة ناجحة مهما كانت النتائج، والنجاح في لعبة تنافسية فيها الفوز والخسارة له أكثر من وجه يمكن التعرف عليه، ومن المهم معرفة أين يمكن استثمار هذا النجاح، إذ ليس شرطًا أن يكون في مناسبة "ما" نحن نريدها لكن من الضروري عند الفشل، ألا نفرط في كل ما بذل بحيث نبدده ونعود في كل مرة البدء من الصفر!
مشاركة :