قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: إن جميع الكتب السماوية تحدثت عن الجن والشيطان، مشيرًا إلى أن الجن من الغيبات وينطبق الإيمان بالجن على الإيمان بالغيبيات بشكل عام.وأشار، "الطيب" إلى أن هناك جنًا صالح وجنًا فاسق، والفاسق مهتمه بتزيين الشهوات للناس، موضحًا أن بعض المثقفين المسلمين والأزهريين يكادوا أن ينكروا الجن، ومن بينهم الإمام محمد عبده الذي يأول الجن على أنه مجرد قوة خفية فقط، مشددًا على أن إنكار الجن هو إنكار صريح لآيات القرآن الكريم الذي تتحدث عن الجن، والمفروض أن نؤمن بالجن مثلما نؤمن بالملائكة، وعدم الإيمان بالجن يُخرج من الملة لكونه يكذب القرآن الكريم، وليس لكون الإيمان بالجن أصل من أصول الإسلام.وأضاف "شيخ الأزهر" خلال حواره مع برنامج "الإمام الطيب" على قناة "أبوظبي"، اليوم الثلاثاء، أن الجن مخلوق من نار، وهو نوع خفي لكنه قد يظهر ويتمثل للإنسان، مشيرا إلى أنه ظهر بالفعل لسيدنا عيسى عليه السلام، وكان سيدنا عيسى يعلم أنه شيطان، لكن لا يمكن للإنسان أن يرى الجن بطبيعته، وقد يتشكل في صورة الأنس.وأوضح أن الماديين أو الملحدين يؤمنون بالله لكن ينكروا وجود الجن ويعتبروه خرافات، أو ينكروا البعث، وهذا الصراع بين العقل والإيمان موجود قديمًا، فالعقل أحيانا يوحى بأمور ليست صحيحة حين يتسط عليه الوهم ويتخيل أنها حقائق.وتابع "الطيب"، أن الجن طبيعة نارية وإن ظهر سوف يظهر للإنسان في شكل إنسان، ومهمته الإغواء والتضليل والتلبيس، وهو يمارس ذلك وهو غير متشكل للإنسان، فالجن أستاذ في الرغبات والإضلال ونزاعات النفس والشهوات.
مشاركة :