«الرئيس مفقود»... هو عنوان رواية تشويقية جديدة شارك الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في تأليفها جنباً إلى جنب مع الكاتب والروائي الأميركي اللامع جيمس باترسون صاحب المؤلفات الأكثر مبيعاً منذ منتصف الثمانينات.«الراي» تابعت و رصدت تسريبات ترويجية من رواية «الرئيس مفقود» التي تتألف من 500 صفحة من القطع المتوسط، وتدور وقائع أحداثها التخيلية في غضون أيام قليلة في زمن رئيس أميركي مُفترض يدعى جوناثان لينكولن دانكان (من الواضح أنه إسقاط روائي يشير إلى بيل كلينتون ذاته)، حيث يسابق ذلك الرئيس الوقت كي يمنع وقوع كارثة سيبرانية مروعة يخطط لتنفيذها قرصان الكتروني إرهابي يدعى «سليمان سندروك» بهدف إلحاق أضرار مدمرة بالولايات المتحدة على وجه الخصوص.فذلك الإرهابي السيبراني يسعى من خلال شبكة الانترنت العنكبوتية العالمية إلى تنشيط فيروس كمبيوتري مدمر صممته حسناء انفصالية من جمهورية ابخازيا، وهي الحسناء التي تصفها الرواية بأنها «ذات قوام متماسك ورشيق، ولديها شهية جشعة للاستكشاف سواء في عالم الحروب السيبرانية أو في غرف النوم». وفي سياق الرواية، تصل مهمة الرئيس دانكان إلى ذروة التشويق والتحدي عندما يتأكد من أن ذلك الفيروس السيبراني قد نجح فعلياً في التسلل إلى جميع خوادم شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة وبات كامناً داخلها في انتظار أن يتلقى الإشارة ليضرب ضربته القاضية لجميع المنظومات الالكترونية المتصلة بالإنترنت في أميركا.التحدي المثير الذي يواجهه الرئيس دانكان يتمثل في أن عليه أن يتوصل إلى اتفاق مع الإرهابيين السيبرانيين كي يوافقوا على كبح جماح الفيروس الالكتروني الكامن وسحبه قبل أن يشن هجومه الشامل المدمر ويتسبب في شل ومسح جميع بيانات السجلات العسكرية والمالية والقانونية والطبية وغيرها من البيانات الفائقة الأهمية والحساسية، ناهيك عن تعطيل شبكات توزيع الطاقة وتسيير خطوط الطيران والنقل في سائر أرجاء أميركا.وبينما يسعى الرئيس جاهداً إلى إنقاذ الولايات المتحدة من ذلك الهجوم السيبراني المدمر مستعيناً بمجموعة سرية من خبراء مكافحة القرصنة المغمورين، فإنه يواجه مشكلة سياسية تتمثل في أنه لا يستطيع الإفصاح عن تفاصيل مفاوضاته السرية مع الإرهابيين السيبرانيين بينما يضغط أعضاء في الكونغرس عليه مطالبين إياه بأن يفصح عن جميع تفاصيل ذلك التهديد المحدق، موجهين إليه اتهامات عدة من بينها أنه يختلق خطراً غير موجود أصلاً أو ينفرد باتخاذ قرارات في أمر من المفترض أنه فائق الخطورة ويمس الأمن القومي الأميركي.ومما ينطوي على دلالات، هناك ثمة تشابهات لا يمكن أن تخطئها العين بين بطل الرواية (الرئيس الافتراضي جوناثان لينكولن دانكان) وبين بيل كلينتون. فكلاهما فقد والده وأصبح يتيماً وهو طفل ثم نشأ وسط ظروف اجتماعية صعبة لكنه كافح إلى أن أصبح حاكماً لإحدى الولايات الأميركية ومن ثم أصبح رئيساً للدولة. كما أن كليهما التقى زوجته المستقبلية للمرة الأولى خلال سنوات دراستهما الجامعية في كلية الحقوق ولم ينجبا سوى ابنة واحدة. يشار إلى أن رواية «الرئيس مفقود» ليست أول عمل أدبي حمل اسم رئيس أميركي. ففي العام 2003، نُشرت رواية من تأليف الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر وحملت العنوان «عش الدبابير»، علاوة على أن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب سبق له أن قام بتأليف ونشر قصص وروايات «إيروتيك» مثيرة للرغبة الحميمية. ويقول ناشرو «الرئيس مفقود» إنها «أول رواية على الإطلاق تسرد قصة محبوكة بتفاصيل من الدائرة الداخلية للبيت الأبيض ولا يمكن أن يسردها إلا رئيس».لكن الأمر المؤكد هو أنه بوسع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) أن تطمئن ويرتاح بالها، إذ ان رواية «الرئيس مفقود» لا تكشف النقاب عن أي سر حقيقي من الأسرار الحكومية التي من شأن الكشف عنها أن يمس الأمن القومي الأميركي.
مشاركة :