واصلت الأمم المتحدة مناقشة مسودة الاتفاق العالمي حول هجرة آمنة ومنظمة وشرعية، وبدأت في نيويورك جولة المباحثات الخامسة بمشاركة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا. وتحدث في مداخلته عن تعلم المجتمع الدولي من الخبرة أن هجرة آمنة ومنظمة وشرعية تقوم على الحق السيادي للدول في تحديد سياسات الهجرة من جهة، وعلى سياسات محورها الشخص البشري تعزز كرامة كل مهاجر وحقوقه الإنسانية من جهة أخرى.وأضاف المراقب الدائم أن مسودة الاتفاق أثبتت أن هذين المبدأين ليسا في تناقض فيما بينهما بل هما متكاملان ويشكلان على الصعيد الدولي الأساس لسياسة هجرة فعالة.وتابع رئيس الأساقفة مشِيدا بالجهود من أجل التوصل إلى نص للمسودة يعكس كون الاتفاق العالمي غير ملزِّم قانونيا، وفي الوقت نفسه ضرورة وضع إطار قانوني شامل لأفضل التطبيقات وسياسات الهجرة.وأعرب عن تقدير بعثة الكرسي الرسولي للجهود الساعية إلى تقليص الفجوة في مسودة الاتفاق السابقة فيما يتعلق بحماية المهاجرين، وحيا بشكل خاص إضافة مبدأ عدم الإعادة القسرية للمهاجرين، وتبني حلول عملية لمواجهة حركة الانتقال الناتجة عن كوارث مفاجئة، وأيضا إدراج قائمة واضحة بالخدمات التي على الدول توفيرها، إضافة إلى عدد من الإشارات المحددة إلى خير الأطفال ووحدة العائلات، وإلى عمل المنظمات القائمة على مبادئ دينية وحماية المهاجرين الأكثر ضعفا. ومن الخطوات الإيجابية الأخرى التي أشار إليها مراقب الكرسي الرسولي الدائم توصل نص المسودة إلى التوازن المنشود في اللغة المستخدمة خلال الحديث عن إعادة المهاجرين أو إيقافهم وعن التعاون الدولي.ولفت رئيس الأساقفة أوزا إلى عدد من القضايا التي تثير مخاوف بعثة الكرسي الرسولي، فتحدث عن مطلب كرره منذ انطلاق المباحثات وهو عدم إدراج وثائق غير متفَّق عليها دوليا ولا تحظى بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مثل إطار منظمة الصحة العالمية الخاص بالأولويات والمبادئ الموجِّهة لتعزيز صحة اللاجئين والمهاجرين. وأضاف المراقب الدائم أن غياب تأمل دولي حول هذه الوثيقة أسفر عن تضمنها اقتراحات مثيرة للنقاش، وكرر بالتالي الدعوة إلى عدم إدراج وثائق غير متفَّق عليها عالميا في مسودة الاتفاق العالمي حول الهجرة، خاصة وأن المسودة تحتوي على بنود تستبعد عمليا ما تدعو إليه بعض هذه الوثائق.وشدد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحد على مواصلة العمل البنّاء من أجل التوصل إلى نص متفَّق عليه، يستجيب لمخاوف الوفود ويعزز كرامة جميع المهاجرين بغض النظر عن وضعهم القانوني.
مشاركة :