مشاركون في ندوة «العقل» يرفضون نظرية تآمر الغرب على العرب

  • 12/5/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الصخيرات عبدالوهاب العريض أثارت مداخلة المستشار الأسبق للسفراء الأمريكيين لدى العراق، علي الخضيري، الحضور في ندوة «العقل العربي ونظرية المؤامرة»، عندما رفض وجود فكرة المؤامرة في العقل الغربي، واعتبرها «مصالح مشتركة»، قائلاً إن هناك دولاً تعمل لأجل مصالحها. وتمنى الخضيري من المواطن العربي أن ينسى فكرة المؤامرة واستبدالها بالمصالح المشتركة، مدافعاً عن أمريكا، بقوله إنها لم تُوجد مؤامرة تجاه العراق، بل كان هناك عدم فهم لطبيعة وثقافة بلده، مستشهداً بعدد الجنود الأمريكان الذين قتلوا في العراق وتجاوز عددهم خمسة آلاف قتيل. وأقيمت الندوة ضمن فعاليات مؤتمر «فكر13»، الذي تختتم فعالياته اليوم في مدينة الصخيرات المغربية، وتنظمه مؤسسة الفكر العربي تحت عنوان «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم». وشارك في الندوة كل من سعيد المغربي، عبدالحميد الأنصاري، مراد زوين، ومسعود الضاهر، وحاورتهم الإعلامية إيمان لحراش. وقال المغربي خلال مشاركته في الندوة، إن المؤامرة تبدأ من المدينة، ثم البلد والجبهات الإقليمية، مضيفاً أن غياب الحرية يبرر وجود نظرية المؤامرة، وأن هناك عدداً من جماعات الضغط تستطيع أن تؤثر على أصحاب القرار من خلال الحملات الإعلانية المضادة. وختم حديثه قائلاً إن التنمية الشاملة والديمقراطية يمكنها أن تقف في وجه نظرية المؤامرة، والمغالاة في صنع تفاعلاتها. فيما تحدث الأنصاري عن الرؤية التاريخية لنظرية المؤامرة ووجود العامل النفسي لدى الضعفاء لاستخدام هذه النظرية تجاه الآخر، وقال إن تاريخ اليهود في التآمر ضد الدين الإسلامي في بداياته يجعل المسلمين يميلون بطبيعتهم إلى إلصاق كل الأحداث بالتاريخ. وقال إن الإسلام السياسي رسَّخ فكرة المؤامرة الغربية ضد العرب والمسلمين، مشدداً على أن ذلك أكسب بعض الجماعات الدينية تعاطفاً جماهيرياً، مشدداً على أهمية الابتعاد عن نظرية المؤامرة، وعدم اتخاذها «شماعة لتبرئة الذات». وتساءل الأنصاري: «هل نحن من الأهمية التي تجعل العالم يتجه إلينا بكل صراعاته وأطماعه؟»، مطالباً بضرورة أن يثق المواطن العربي في نفسه بما يسمح له بالتواصل مع الآخر، وأن يكون هناك نقد ومراجعة ورفع لسقف الحريات. من جانبه، طالب زوين بتحديد المفاهيم لأنها مفتاح تحديد الأمور. وقال إن المؤامرة مصطلح جديد في الخطاب السياسي، وهناك في التراث الحيلة والخداع، لافتاً إلى أن التعلق بـ«المؤامرة» يعد تبريراً للإخفاقات الداخلية وتحميلها للآخر كيفما كان. وأشار زوين إلى أهمية فك عقدة نظرية المؤامرة بين الدول العربية، مبيناً أن ذلك أمر غير ممكن إلا بتحقيق أربع ثورات، أي بالانتقال من لحظة إلى أخرى، ثورة سياسية واقتصادية وثقافية، معتبراً أن «الربيع العربي» بداية لهذه الثورات. أما مسعود الضاهر، فقال: نتحدث عن المؤامرة دون تحديد الرقعة الجغرافية لذلك، مشيراً إلى أن هناك مؤامرة على الشعب الفلسطيني، وهنا يصح استعمال نظرية المؤامرة، كما تصح في قضية الأرمن، حسب قوله. وتساءل: ماذا أعد العرب لمواجهة الغرب؟، وأجاب بقوله: بعيداً عن الرد العاطفي، نحن في تحد علمي، الغرب استوعب ثقافة العرب وصار أكثر سبقاً، ولأعطي مثالاً اليابان قُصفت بقنبلتين نوويتين، لكنها في 15 سنة، ردت بتحدٍ حضاري وتفوقت، وفي أمريكا اللاتينية، استخدمت بلدانها إستراتيجية لفك التبعية لأمريكا، ويكفي التذكير هنا بأن موقف هذه البلدان كان تجاه الرد على الحرب الأخيرة على غزة أفضل من الرد العربي. وأضاف قائلاً: نحن في مرحلة ظلام كما سماها جابرييل جارسيا ماركيز «لحظة ظلام لا تعني الإصابة بالعمى».. العرب يملكون كل الإمكانات لبناء قاعدة حضارية للرد على التقدم الغربي، مستقبل العرب ليس وراءهم، بل إلى الأمام عبر الدخول إلى عصر العولمة كفاعل وليس مفعول به، كدول تقيم التوازن بين الأصالة والمعاصرة، الأصالة لا تستطيع لوحدها بناء الدول، خاتماً حديثه بقوله إن «الكلام الدائم حول مؤامرة غربية غير نافع، وذلك لوجود قوى مختلفة في الغرب». جلسات اليوم الأول من جانب آخر، شهد اليوم الأول (أمس الأول) للمؤتمر «فكر13»، عقد أربع جلسات متوازية، ناقشت مفهوم التكامل العربي من النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية، فضلاً عن جلسة عامة ناقشت تقرير صادر عن منظمة «الإسكوا» حول «التكامل العربي سبيلاً لنهضة إنسانية»، تعاقب على الحديث فيها كلٌ من: أبو يعرب المرزوقي، أحمد توبة، نعيمة توكاني ومصطفى الحسوني، وأدارها الدكتور عبدالله الدردري. وأوضح المرزوقي أن التقرير يشرح علل التكامل الاقتصادي، أي الانتقال من التكامل الاقتصادي الخالص إلى ما سُمي في التقرير التكامل الحضاري، ويطرح مسائل عدة أهمها: الإطار المفهومي للتقرير، الوعي لشروط تجاوز التبعية باستعمال أداتي القوة المادية والقوة الاقتصادية أي الاقتصاد والثقافة. وأشار إلى أن التقرير كُتب في سياقين: الأول غلب عليه التفاؤل في بداية الربيع العربي، والثاني غلب عليه التشاؤم. وأضاف: كما يركز التقرير على طبيعة الأزمة الثقافية العربية، التي تحول دون تحقيق شروط التكامل الحضاري ببعديه المادي الاقتصادي والرمزي والثقافي، وشروط الخروج من صدام الحضارات الداخلي في الحضارة العربية نفسها، أي العائق الأساس للتكامل الحضاري، ببعديه المادي والرمزي. واعتبر أحمد توبة أن حلم النهضة العربية أصبح قريباً من خلال ما عرضه التقرير، من خطوات تدريجية لتحقيق التكامل العربي. وسأل: هل بعد ما يسمّى بالربيع العربي، نتقدم أم نراوح مكاننا، أم نتأخر في ظل ما وقع ويقع في البلدان العربية؟. وقال إن الواقع العربي محكوم بالتجزيء والتفتيت، وأن لا حلم ممكناً للمساهمة في نهضة إنسانية دون الحديث عن القيم الكونية، والبدء في البرامج التعليمية، مشدداً على أنه لا خلاص للعرب إلا بالتكامل، وأن هذه العبارة هي جدة التقرير، ولا بد أن تواكب الفكر العربي، بالقبض على هذا المفهوم والتنظير له وتنزيله على أرض الواقع. وركز نعيم توكاني في مداخلته على بعض المشكلات التي عرضها التقرير، وتتعلق بأزمة التعليم في العالم العربي، خصوصاً في المغرب العربي. وأشار إلى أن المشكلة التعليمية في المغرب، لا تتعلق فقط بتقديم البرامج والنصوص والأنشطة غير الجذابة، وإنما يتعدى ذلك إلى الدور اللغوي، فالمغرب العربي يتبنى في التعليم لغة المستعمر الفرنسية. وختم مصطفى الحسوني بالتشديد على أن ما يمكن استخلاصه من تقرير «الإسكوا»، هو أن هناك محاولة تجاوز للوضع السابق، الذي أدى إلى الراهن العربي، لافتاً إلى أن هذا التجاوز يتمثل أساساً عند قراءة هذا التقرير، أن الوضع السابق من خلال كلمة «حلم»، دائماً كان يجعلنا نعيش في واقع ومخيلتنا في واقع آخر. وبيَّن أنه عندما تحدث التقرير عن الاقتصاد، فإنه يتحدث عن أهداف الاقتصاد دون تجاوز الوسائل التي ستؤدي إلى تحقيق هذا الهدف، مشدداً على أن التجاوز يكمن من خلال تجنّب الحديث عن الأهداف، التي أصبحت هنا ثانوية، والحديث عن الوسائل والأدوات التي تمكّن من الوصول إلى هذه الأهداف.

مشاركة :