يحاول جيش الاحتلال «الإسرائيلي» التنصل من جريمة قتل مسعفة فلسطينية بدم بارد الجمعة الماضي، حيث نفى أي عمل متعمد من جانب جنوده في استشهاد مسعفة فلسطينية خلال تظاهرات في قطاع غزة. وأثار استشهاد المسعفة الفلسطينية رزان النجار البالغة من العمر 21 عاماً والتي أصيبت بالرصاص في صدرها فيما كانت مرتدية لباس المسعفين الأبيض، موجة استنكار واسعة. وأعلن جيش الاحتلال يومها أنه «يدرس بدقة» هذه الحالة على غرار حالات أخرى استشهد فيها مدنيون برصاص يشتبه بأنه «إسرائيلي»، على حد زعمهم، فيما أكدت العديد من المنظمات الحقوقية أن مجرمي الاحتلال يفلتون من عقابهم. وادعى الاحتلال أن «تدقيقاً أولياً في الوقائع» يشير إلى أن «عدداً محدوداً من الرصاصات قد أطلقت» خلال الأحداث التي استشهدت فيها رزان النجار، وأن «أي رصاصة لم تستهدفها عمداً أو بشكل مباشر». وأضاف أن «هذا التدقيق مستمر» موضحاً أن نتائجه ستنقل إلى المدعي العام العسكري الذي يشرف على حسن احترام القانون والقواعد في صفوف الجيش. واستشهدت رزان النجار، الجمعة في شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن النجار «أصيبت برصاصة في الصدر أثناء قيامها بدورها الإنساني في إسعاف المصابين».وتزامناً مع نفي الجيش «الإسرائيلي» جريمة قتل النجار، دعا وزير «إسرائيلي» بارز الجيش «الإسرائيلي» إلى قتل الفلسطينيين الذين يطلقون موجات من الطائرات الورقية المشتعلة من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة، حيث تسببت في إحراق مساحات من الحقول الزراعية.وقال ما يسمى وزير الأمن الداخلي «الإسرائيلي»، جلعاد أردان، أثناء وجوده في المنطقة الحدودية عند قطاع غزة «أتوقع أن يرد الجيش «الإسرائيلي» على مطلقي الطائرات الورقية تماماً مثل أي إرهابي آخر. يجب أيضاً أن ينفذ الجيش «الإسرائيلي» عمليات القتل المستهدف على مطلقي الطائرات الورقية».وكشف وزير الحرب «الإسرائيلي» افيجدور ليبرمان عن 600 هجوم بالطائرات الورقية، مضيفاً أنه تم اعتراض 400 منها باستخدام وسائل تكنولوجية، وأن هذه الطائرات الورقية تسببت في 198 حريقًا، مما أدى إلى حرق 9000 دونم. وهدد ليبرمان من الانتقام من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» رداً على الهجمات بالطائرات الورقية.وأثارت الحرائق التي تسببت بها الطائرات الورقية المحملة بمواد مشتعلة ويطلقها مواطنون من داخل حدود قطاع غزة، الذعر في أوساط «الإسرائيليين» الذين وقفوا لمشاهدة النيران وهي تقترب من مدخل كلية «سبير» بعد أن التهمت عشرات الدونمات المزروعة بالقمح. والتقط مستوطنون الصور للنيران وهي تقترب بسرعة كبيرة نحو الشارع المار بمحاذاة الكلية، بينما غطت سماء المنطقة سحب من الدخان منعت الرؤية وأثارت الهلع. ومنذ صباح أمس، تعاملت طواقم الإطفاء «الإسرائيلية» مع ثلاثة حرائق تسببت بها الطائرات المشتعلة، بينها حريق لا تزال الطواقم لا تسيطر عليه.(وكالات)
مشاركة :