بيروت- كشفت مصادر سياسية لبنانية مطلعة أن حزب الله يكثف اتصالاته مع كافة القوى السياسية اللبنانية، لا سيما تلك التي تسبب مطالبها عقدا أمام تأليف الحكومة من أجل الإسراع في تشكيلها. وتضيف المصادر أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة ضد إيران والعقوبات التي أقرتها واشنطن ضد حزب الله والتحولات الجارية لترتيب الوضع السوري تقلق الحزب وتدفعه إلى تسريع عملية تشكيل حكومة جامعة يكون الحزب جزءا أساسيا وفاعلا داخلها. ونقل عن مصادر قريبة من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن بيروت تراقب بقلق التحركات داخل الكونغرس الأميركي والتي باتت تطالب بمراجعة المساعدات للبنان، لا سيما إلى الجيش، على ضوء نتائج الانتخابات النيابية والتي منحت الحزب وحلفاءه أغلبية داخل البرلمان اللبناني. وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز قد نجح في إدخال تعديل على تفويض مجلس الشيوخ يطلب من وزارتي الدفاع والخارجية التحقق من استيفاء الجيش اللبناني للشروط التي تبرر المساعدات الأميركية له. وتقول المصادر إن بعض الاتصالات التي يقوم بها الحزب تجري على مستوى أمينه العام حسن نصرالله الذي التقى منذ تكليف الحريري بتشكيل الحكومة بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري وبوزير الخارجية جبران باسيل، وأنه من المتوقع أن يلتقي بشخصيات سياسية أخرى في الأيام المقبلة. وترى بعض المراجع البرلمانية أن الحزب لا يأخذ مكان الحريري الذي ينشط هو الآخر بعيدا عن الأضواء لحل عقد تأليف الحكومة. ويلفت مراقبون إلى أن اتصالات حزب الله تثبت مدى هيمنته على النخبة اللبنانية وأن تقاطر القوى السياسية صوب الضاحية بدل بيت الوسط يكشف طبيعة التصدع الذي أصاب النظام السياسي اللبناني. وخلص هؤلاء إلى تأكيد أن الحزب هو الذي يضغط على حليفيه عون وباسيل من أجل تحسين أحجام الحصص الخاصة بحزب القوات والكتائب على نحو يكشف دور العراب الذي يلعبه الحزب في إدارة الصراع بين التيارات.
مشاركة :