برنامج سري في البنتاغون لرصد الصواريخ بالذكاء الاصطناعي

  • 6/6/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – يعمل الجيش الأميركي على زيادة الإنفاق على برنامج أبحاث سري لاستخدام الذكاء الاصطناعي في توقع إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية بالإضافة إلى متابعة منصات الإطلاق المتحركة في كوريا الشمالية وغيرها واستهدافها. ولم ينشر سوى القليل عن هذا البرنامج كما أن التفاصيل القليلة المتاحة للملأ مغمورة في مصطلحات يكاد يكون من المستحيل فك شفرتها في ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون). غير أن مسؤولين أميركيين مطلعين على الأبحاث قالوا لوكالة رويترز إن هناك عددا من البرامج السرية التي تنفذ الآن لاستكشاف كيفية تطوير نظم تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحسين حماية الولايات المتحدة من خطر التعرض لضربة صاروخية نووية. وقالت أكثر من ستة مصادر إنه إذا نجحت هذه الأبحاث فستصبح أنظمة الكمبيوتر تلك قادرة على التفكير والبحث في كميات هائلة من البيانات بما في ذلك صور الأقمار الاصطناعية وذلك بسرعة ودقة تفوقان قدرات البشر بحثا عن أي علامات على الاستعداد لإطلاق صاروخ. ومن المصادر التي استند إليها هذا التقرير مسؤولون أميركيون تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأن الأبحاث سرية. وبهذا التحذير المسبق ستتمكن الولايات المتحدة من متابعة الخيارات الدبلوماسية إذا كان الهجوم وشيكا وسيصبح لدى الجيش المزيد من الوقت لمحاولة تدمير الصواريخ قبل إطلاقها أو اعتراضها. وقال أحد المسؤولين “يجب أن نبذل كل ما في وسعنا للعثور على الصاروخ قبل إطلاقه ونزيد من صعوبة إطلاقه”. وقال عدة مسؤولين أميركيين، كما بينت وثائق الميزانية، أن إدارة ترامب اقترحت زيادة التمويل في ميزانية العام المقبل لأكثر من ثلاثة أمثاله ليصل إلى 83 مليون دولار لبرنامج واحد من برامج الصواريخ التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. ولم يسبق أن نُشر شيء عن هذه الزيادة في التمويل. ورغم أن المبلغ لا يزال صغيرا نسبيا فهو ليس سوى مؤشر واحد على الأهمية المتزايدة لأبحاث نظم التصدي للصواريخ التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة موقفا أكثر تأكيدا للذات على الصعيد العسكري من جانب روسيا وتهديدا نوويا كبيرا من كوريا الشمالية. التوجه الأميركي نحو الذكاء الصناعي التوجه الأميركي نحو الذكاء الصناعي وقال بوب ويرك -أحد أنصار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي- الذي كان نائبا لوزير الدفاع حتى يوليو الماضي دون الإشارة إلى أي مشروعات بعينها “ما يتيحه لك الذكاء الاصطناعي… هو العثور على الإبرة وسط كومة القش”. وقال أحد المطلعين على البرامح إنها تتضمن مشروعا تجريبيا يركّز على كوريا الشمالية. وتشعر واشنطن على نحو متزايد بالقلق من تطوير بيونغ يانغ للصواريخ التي يسهل نقلها ويمكن إخفاؤها في الأنفاق والغابات والكهوف. ولم يسبق أن نُشر شيء عن وجود برنامج يركّز على كوريا الشمالية. ورغم أن هذا المشروع ظل طي الكتمان فقد أبان الجيش الأميركي اهتمامه بالذكاء الاصطناعي. وكشف البنتاغون على سبيل المثال عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأشياء من فيديو تم تصويره ببرنامج للطائرات بلا طيار في إطار مسعى بدأ العام الماضي باسم “المشروع مافن”. ومع ذلك يقول بعض المسؤولين الأميركيين إن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي عموما في برامح الجيش لا يزال غير كاف. يخوض البنتاغون سباقا مع الصين وروسيا لزيادة استغلال الذكاء الاصطناعي في آلته الحربية لتطوير نظم ذاتية أكثر تطورا يمكنها أن تكتسب خبرات من أجل تنفيذ مهام محددة. ولا تزال أبحاث البنتاغون في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد التهديدات الصاروخية المحتملة ومتابعة منصات الإطلاق المتحركة في بداياتها، كما تُعتبر عنصرا واحدا من جهد شامل. وقال المسؤولون إن هذا المشروع يشارك فيه باحثون من المؤسسة العسكرية ومن القطاع الخاص في منطقة واشنطن العاصمة. ومن أجل تنفيذ الأبحاث يعمل المشروع على الاستفادة من الخدمة السحابية التجارية التابعة لمجتمع الاستخبارات بالبحث عن أنماط أو أشكال غريبة في البيانات بما في ذلك الرادارات المتطورة التي يمكنها أن تخترق العواصف والغطاء النباتي. وأشارت وثائق الميزانية إلى خطط للتوسع في التركيز على برنامج منصات إطلاق الصواريخ المتحركة ليشمل بقية المجموعة التي تطلق عليها وزارة الدفاع 4 زائد 1 وتشمل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية والجماعات الإرهابية. ستيفن ووكر: البنتاغون ما زال بحاجة إلى البشر لمراجعة استنتاجات أنظمة الذكاء الاصطناعي ستيفن ووكر: البنتاغون ما زال بحاجة إلى البشر لمراجعة استنتاجات أنظمة الذكاء الاصطناعي تحويل السلاحف إلى بنادق يشير جيمز بارات، مؤلف كتاب “آخر اختراعاتنا: الذكاء الاصطناعي ونهاية البشرية”، إلى أن البشرية على أعتاب تحول فيلم ترميناتور -الذي يتولى فيه الروبوت خوض الحروب بشكل كامل- إلى حقيقة. ويؤكد على وجود سباق مستعر لتطوير أسلحة ذكية. لكنّ أنصار استخدام الذكاء الاصطناعي ومعارضيه يتفقون على أنه ينطوي على مخاطر جسيمة، فمن الممكن أن يسرّع عملية اتخاذ القرار في أزمة نووية، كما أنه يزيد من فرص حدوث أخطاء في أجهزة الكمبيوتر. ومن المحتمل أيضا أن يطلق شرارة سباق تسلح في مجال الذكاء الاصطناعي مع روسيا والصين ربما يخل بالتوازن النووي العالمي. وقال الجنرال جون هايتن، الضابط بسلاح الجوي الأميركي وقائد القوات النووية الأميركية، إنه بمجرد تشغيل نظم تعمل بالذكاء الاصطناعي بالكامل سيتعين على البنتاغون التفكير في التوصل إلى ضمانات حتى لا يتحكم البشر في وتيرة عملية صنع القرار النووي. وقال هايتن، قائد القيادة الإستراتيجية الأميركية، إن الذكاء الاصطناعي “قد يدفعك إلى صعود هذا السلم إذا لم تحدد الضمانات”. ويقول خبراء في مؤسسة راند كوربوريشن لأبحاث السياسة العامة وغيرها إن هناك احتمالا كبيرا في أن تحاول دول مثل الصين وروسيا خداع نظام رصد الصواريخ الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي وتكتسب خبرة في إخفاء صواريخها. وثمة دلائل على أنها قد تنجح في ذلك. فقد أوضحت تجربة أجراها طلبة جامعة أم.آي.تي مدى سهولة خداع نظام متطور لتصنيف صور غوغل الذي يتعرف فيه الكمبيوتر على الأشياء. وفي تلك التجربة خدع الطلبة النظام وجعلوه ينظر إلى سلحفاة بلاستيكية على أنها بندقية. وقال ستيفن ووكر، مدير وكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتطورة (رائدة الذكاء الاصطناعي التي مولت إنشاء شبكة الإنترنت في بداياتها)، إن البنتاغون ما زال بحاجة إلى البشر لمراجعة استنتاجات أنظمة الذكاء الاصطناعي “لأن هذه النظم يمكن خداعها”. وتعمل وكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتطورة في مشروع لجعل النظم التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة على تفسير ما توصلت إليه للمحللين البشر بشكل أفضل، وهو ما تعتقد الوكالة أنه أمر ضروري لبرامج الأمن القومي.

مشاركة :