الحب والطائفية يتداخلان في كتاب سارة مطر الجديد

  • 9/9/2013
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

بدت سارة مطر التي تطل علينا بعملها الثالث «أنا سنية.. وأنت شيعي» الصادر عن دار مدارك، ماضية في مشروعها الروائي الذي بدأته بـ«قبيلة اسمها سارة»، الذي حظي بقبول من شريحة واسعة من القراء في المملكة العربية السعودية، وغيرها، الذي أعقبته بـ«الحب.. صنيعة النساء». وأكثر ما يلفت الأنظار في جديد سارة، بحسب القراء المهتمين، هو العنوان المباشر وغير التقليدي الذي صدر به العمل، «ليس لكون الأحداث التي تناولتها لا تزال مسرحاً مفتوحاً فحسب، بل لأنها تناولت ما يعتبره معظم الكتاب العرب في المنطقة اليوم واحدة من أعقد القضايا الاجتماعية. «الطائفية»، التي لا يخلو مجلس ثقافي من تناولها، ومحاولة فهم تداعياتها البالغة وتعقيداتها المتصاعدة يوماً بعد يوم. والكاتبة التي تناولت هذه المرة تجربة شديدة الواقعية، بدى أنها أرادت الخروج، أو قل تطوير مشروعها الروائي للقفز إلى هموم اجتماعية أكبر وأكثر حضوراً على الواجهة، قضية يجري الحديث عنها همساً في المجالس، لكنها أضحت اليوم عنواناً بارزاً في الكتابات، بل تحولت إلى مشهد معقد على المسرح، ذلك المسرح الذي عاشت فيه الكاتبة مع شخصياتها «الحقيقية»، التي تناولت العمل عبرها، ما يضفي قيمة أدبية حقيقية على العمل الذي استندت شرعيته إلى وقائع حقيقية، عكس كثير من الأعمال التي لا تقف على مدماك حقيقي، ومن ثم تأتي وسط جعجة موقتة، سريعاً ما تتوارى بعدها». كانت البحرين، وجامعتها، مسرح الحدث، «حيث لا نزال نعيش إرهاصات الحدث البحريني، الذي لكأنما الروائية تنبأت بنذره، فلإن كشفت أحداث الرواية من خلال قصة حب صامتة عن البون الاجتماعي الذي ولد من خلال حاجز الطائفية بين أبناء المنطقة الواحدة، فإنها تكشف عن الصورة المصغرة لحدث باهر، يقض جيلاً جديداً، لم يزرع سوى الحب، حب الحياة والانعتاق من كل ما هو مقيت، وكل ما يمكن أن يحتجز طموحاته في تحقيق ذاته، ومن أجلّها الحب الذي يصطدم بصخرة الطائفية المنيعة بين أبناء الخليج». الأبطال الذين حاولوا التماهي في حياة الجامعة الواعدة، والمنشغلين بالمستقبل، وبقليل من السياسية، «لكأنما اختزنت أنفسهم. وتنبأت بالحقيقة المرة، الطاغية، التي ما لبثت أحداثها بتجاوز فضاء الرواية نفسها. التي وفقت صاحبتها إلى حد بعيد في توقيتها، هذا التوقيت الذي تتصاعد فيه الأسئلة، ويقول فيه الجميع «ماذا بعد»؟ أما المحور الرئيس الطاغي، الذي تتحمور فيه الأسئلة وتظهر فيه حينا وتتراجع أمام القصة، فهو «الحب» ذلك الشعور الطاغي، والحمل الذي يبحث الجميع عن شريك يحمله معهم، فلطالما آمن المحبون أن لا شيء يمكنه أن يكون حائلاً بينهم وبينه، لكن فيما يبدو وبحسب الأحداث فإن تجارب الشباب لا تبدو سوى واهنة ومخيبة، يتضاعف ذلك، في البيئة المحتفى بها، وهي البحرين التي عاش فيها السني والشيعي جنباً إلى جنب من دون الشعور بهذا التمايز، إلى أن أتت الأحداث الأخيرة التي لا ريب أن المؤججين لها آخر المستفيدين، إذ الضحايا شبان تجمعهم مقاعد الدراسة والمقاهي وقبب الأسواق، وفوق ذلك الطموح لمجتمع أكثر انفتاحاً، وانعتاقا من مجتمعهم الذي يصمه الكثيرون منهم بالرجعي».وتمضي الساردة بأسلوبها الرشيق المتعافي من التشنج، «قافزة من فصل إلى فصل، بعفوية شديدة، ومن قصة إلى أخرى بتناغم ليخرج عملها ظفيرة متناسقة، وبدايات موفقة لمشروع في بداياته، الأحداث الاجتماعية الكثيرة كفيلة بتطوره عماماً بعد آخر، لتسجل الكاتبة نفسها بين قلة انشغلوا بمعالجة واقع مجتمعهم، على الأسئلة المطروحة تأتي بأجوبة تكون هبة ريح ونسمة انعتاق لجيل ينتظر أن يعيش حياته من دون أي تعقيدات».

مشاركة :