دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بسبب كونها أعلى نقطة على سطح الأرض، يُعد الوصول إلى قمة إفرست بمثابة طموح مهم للكثيرين. ولكن بالتأكيد، لا يخلو الطريق إلى القمة من المخاطر، وأولها نقص الأوكسجين. على قمة إيفرست، ستحتاج إلى عدة دقائق لالتقاط أنفاسك، إذ على ارتفاع 8 آلاف و848 متراً، فإن كل نفس يحتوي على ثلث الأوكسجين المتوفر على مستوى سطح البحر. وفي مايو/أيار، عاش مقدم البرامج البريطاني، بين فوغل، محنةٍ صعبة عندما انفجر منظم الأوكسجين الخاص به، وهو لم يزل على بعد مئات أمتار من القمة، وذلك خلال رحلته للوصول إلى قمة إيفرست بهدف جمع التبرعات للصليب الأحمر البريطاني. ولحسن حظه، استطاع أحد المرشدين الجبليين المرافقين لفوغل، مينغ دورجي شيربا، التضحية بقناع الأكسجين، والمنظم، والاسطوانة، ثم النزول إلى مخيمٍ أقل ارتفاعاً بدون الحاجة إلى أوكسجين إضافي. ووصف المقدم البريطاني تجربته بالـ"مخيفة"، قائلاً: "ارتعب قلبي لأنني لم أتمكن من رؤية أي حل،" وأضاف: "إنه أشبه بالذهاب إلى المريخ في بذلة فضاء وتخيّل ما سيحصل إذا تخليت عنها." ولا تنتهي المخاطر عند الوصول إلى القمة، فبسبب ظروف البيئة القاسية، "لا يستطيع غالبية الأشخاص البقاء على قيد الحياة لأكثر من يوم أو يومين في تلك الارتفاعات مع أو بدون الأكسجين،" وفقاً لخبير المرتفعات، سونديب ديلون. ويقول ديلون إن اللياقة لا تؤثر على مدى كفاءة أداء الجسم في بيئةٍ منخفضة الأوكسجين، إذ نُصحت سائقة الدراجات الأولمبية السابقة، فكتوريا بيندلتون، على الانسحاب من محاولة الوصول إلى القمة بهدف جمع التبرعات للصليب الأحمر البريطاني، بسبب الإجهاد الذي عانت منه. وتكمن قدرة البقاء على قيد الحياة في الجينات، ولاستكشاف السر الذي يقع وراء كفاءة الأوكسجين البشري على قمة إفرست، شارك ديلون في رحلتين علميتين إلى إفرست بين العامين 2007 و2013. واستهدف البحث التعرف إلى الطرق المختلفة التي يتكيّف فيها الأشخاص ضمن مستويات الأوكسجين المنخفضة. وتضمن البحث اختبار الفسيولوجيا "الخارقة للطبيعة" لسكان الـ"شيربا" في جبال الهيمالايا الذين عاشوا في بيئات مرتفعة لقرون. ووجد الباحثون أن الجزء المسؤول عن توليد الطاقة في الخلية، الميتوكندريا، لدى سكان الـ"شيربا" كان أكثر كفاءة في استخدام الأوكسجين. وينوّه ديلون إلى أن الرحلة إلى القمة، تستغرق بين شهرين وثلاثة أشهر، الأمر الذي لا يعرفه غالبية الأشخاص، إذ تتضمن بين 15 و 20 يوماً من التسلق فقط، وشرح قائلاً: "بقية الوقت، أنت تنتظر تأقلم جسمك مع مستويات الأوكسجين المتناقصة." ومن هنا، تبدأ أعراض مرض الجبال الحاد بالظهور، وتتضمن الصداع، والغثيان، وفقدان الشهية. وقد تتحول إلى "وذمة دماغية"، أي تورم الدماغ، إذا لم تُعالج. وتعتبر منطقة الموت، أي "Death Zone"، التي يصل إليها المتسلقون بعد ثمانية آلاف متر من التسلق، خطيرة بسبب تدنى الأوكسجين، فستتركك مهام بسيطة كالخروج من السرير تلاحق أنفاسك المتلاهثة. وربما يكمن الخطر الأكبر في رحلة الرجوع، حيث "من المحتمل أن تتعرض حالةٌ من عشر حالات إلى الموت على الطريق إلى الأسفل،" وفقاً لتقديرات ديلون.
مشاركة :