متابعات أحمد العشرى(ضوء):بعد أن أظهرت جميع الاختبارات الدقيقة التي أجريت في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض والمختبرات المرجعية في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة الى الاختبارات التي أجراها فريق الخبراء المختصين في مرض الايدز بمستشفى بريغهام اند وومن التابع لكلية هارفارد الطبية بجامعة هارفارد الامريكية، عدم وجود أي علامات للإصابة بفيروس الايدز لدى رهام الحكمي، التي نقل لها دم ملوث بفيروس الايدز قبل ستة أشهر، كثرت التساؤلات حول شفاء الطفلة، خاصة وأنه لم يسبق أن سمعنا بشفاء مريض أصيب بهذا المرض. «عكاظ» التقت الطبيب المعالج لرهام، الدكتور سامي الحجار رئيس الفريق الطبي والامراض المعدية في ادارة قسم الاطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث، الذي أجاب عن كل هذه التساؤلات عبر الحوار التالي : رهام لم تصب بالايدز • تناولت الصحف خبر عدم وجود علامات للإصابة بفيروس الايدز في دم الطفلة رهام بالارتياح، فهلا حدثتمونا عن هذا الموضوع ؟ ــــــــ دعيني اوضح بعض الامور الهامة، فالطفلة لم تكن مصابة بفيروس الايدز لكي تعالج، لقد نقل لها دم ملوث بفيروس الايدز، والادوية المستعملة هي ضمن برنامج الوقاية لمنع حدوث الاصابة بفيروس الايدز، هذه النقطة غابت عن الكثير من المتابعين لهذه القضية، فليس كل من تعرض لمصدر ناقل للفيروس سيصاب، خاصة اذا تم استعمال الادوية المضادة للفيروس خلال 72 ساعة من التعرض للمصدر. • وكيف تعمل الادوية الوقائية التي استعملت ؟ ــــــــ تقوم هذه الادوية باعتراض الفيروس عند دخوله الجسم في المراحل الاساسية من دورة تكاثره، وبذلك تمنع بقاءه فيه واحداث الاصابة. البرنامج الوقائي • وماذا عن مراحل البرنامج الوقائي ؟ ــــــــ استعمل البرنامج الوقائي على ثلاث مراحل هامة، وللمعلومية فقد تم تطوير هذا البرنامج من قبل الفريق السعودي، وتم عرضه ومناقشته مع لجنة من خبراء الوقاية من الايدز في كل من مستشفى بريغهام ومستشفى الاطفال ببوسطن الملحقين بكلية الطب في جامعة هارفارد وكذلك الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال، وتمت الموافقة عليه كما هو. أما بالنسبة للمراحل فهي: - المرحلة الاولى: تمت من قبل الفريق الطبي في جازان حيث بدأ بأربعة انواع من الادوية المقاومة للفيروس خلال 24 ساعة من نقل الدم. - المرحلة الثانية: تمت المراقبة الدقيقة للتأكد من اخذ الطفلة للأدوية بحيث تعطى بمراقبة الممرضة ومن ثم يتم اجراء التحاليل الدقيقة بشكل دوري لمراقبة نشاط الفيروس وعدم ظهور اعراض جانبية عند استعمالها. - المرحلة الثالثة: مراقبة الطفل بعد وقف الادوية واجراء التحاليل الدقيقة لنشاط الفيروس. وللمعلومية لم يسجل أي نشاط للفيروس خلال الستة الاشهر الماضية في التحاليل التي تم اجراؤها في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي، مايو كلينيك، ومستشفى بريغهام في أمريكا، ولم تسجل اي اعراض جانبية من استعمالها. مضادات الفيروس • ما هي مضادات الفيروس، وماذا يعني اختفاؤها ؟ ــــــــ عندما يصاب الشخص بفيروس الايدز تتكون مضادات الفيروس في جسمه بعد عدة أسابيع وتبقى في دمه مدى الحياة حتى اذا عولج. اما بالنسبة للطفلة رهام فمضادات الفيروس لم تكن متواجدة في دمها قبل نقل الدم الملوث وظهرت مباشرة بعد نقله، واظهر تحليل مضادات الفيروس في دم الطفلة ودم المتبرع تطابقا كاملا، مما يدل على ان مضادات الفيروس انتقلت من المتبرع. وبفضل الله بدأت هذه المضادات بالانخفاض التدريجي ثم اختفت تماما من دم الطفلة كدليل على عدم اصابتها بفيروس الايدز. إنجاز سعودي • حدثنا عن الانجاز السعودي ؟ ــــــــ لقد اعطى نجاح البرنامج الوقائي المطور، الذي استعمل للطفلة وحماها بفضل الله من الاصابة، الأمل لجميع الذين تعرضوا لأخطار نقل فيروس الايدز وخاصة عن طريق الدم، وسيتم تسجيل هذا البرنامج في المراجع العالمية ليتم اتباعه اذا تعرض أي شخص لحالات مشابهة. عودة للأهل • أرجو أن تخبرنا عن الطفلة ومستقبلها ؟ ــــــــ الطفلة في غاية الذكاء والفطنة لطف بها الله تعالى، حيث تم اكتشاف ما حدث لها خلال 24 ساعة، وتم التعامل مع حالتها بالطريقة الصحيحة، وفحوصاتها تدل على انها لم تصب بالمرض حسب احدث المعلومات المتوفرة. أما بالنسبة لوضعها الحالي فهي طفلة سليمة عادت الى مدينتها واهلها في جازان في صحة وعافية لتلتحق بمدرستها من جديد وتمارس حياتها كبقية الاطفال، ونتمنى لها حياة سعيدة مليئة بالخير والنجاح. شفاء من جانبه زار شيخ شمل قبائل الحكامية الشيخ علي بن ولي الحكمي، رهام الحكمي، مساء أمس الأول الخميس، في منزلها بقرية مزهرة، بصحبة الشيخ أحمد علي سلطان الحكمي إمام وخطيب جامع المرابي ومدير مجمع مدارس المرابي، والدكتور مهدي صديق حكمي إمام جامع الهدى، والشيخ ماجد علي سلطان حكمي المأذون الشرعي في مركز الحكامية ومدير المكتب القضائي في المحكمة الجزائية، للاطمئنان على صحتها ومشاركة أهلها فرحة الشفاء. واستقبل ذوو الطفلة رهام الضيوف بحفاوة، وقال شيخ شمل الحكامية الشيخ علي ولي علي حكمي، «نحمد الله ونشكره على شفاء ابنتنا الغالية رهام، سائلاً الله العلي القدير أن يُديم عليها لباس الصحة والعافية، ونتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى القيادة على اهتمامها بالمواطنين وتوجيهها بالرعاية الكاملة لرهام الحكمي». وأضاف أن هذا غير مستغرب من القيادة، ويعكس مدى قرب القيادة من المواطنين، كما رفعوا الشكر لأمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، لمتابعته المستمرة لحالة رهام، ووزير الصحة على كل الجهود الطيبة والرعاية التي حصلت عليها.
مشاركة :