عاد أمس الثلاثاء السكان المهجرين من بلدة تاورغاء الليبية إلى بيوتهم في أعقاب توقيع اتفاق مصالحة بعد أكثر من ست سنوات من إجبارهم على ترك بيوتهم في عمل من أعمال العقاب الجماعي خلال الثورة الليبية عام 2011.وكانت فصائل مسلحة من مدينة مصراتة تمنع عودة قوافل الأسر النازحة حينما كانت تحاول الاقتراب من تاورغاء التي كان يبلغ عدد سكانها 40 ألفا وأصبحت الآن أطلالا.كما كانت قوات من مصراتة أيضا هي التي طردت سكان تاورغاء من بيوتهم منذ أكثر من ست سنوات واتهمتهم بدعم حصار عسكري فرضه معمر القذافي على مدينتهم في إطار محاولاته الفاشلة لسحق تمرد دعمه حلف شمال الأطلسي وأسقط حكمه في النهاية.ومنذ ذلك الحين أصبح سكان تاورغاء، وكثيرون منهم من ذوي البشرة السمراء من نسل عبيد من أفريقيا جنوبي الصحراء، مشتتين في مخيمات بدائية في مختلف أنحاء ليبيا.ووقع زعماء من مصراتة وتاورغاء يوم الأحد 3 يونيو اتفاق مصالحة سمح بعودة الأُسر التي كانت تعيش في مخيمات في أنحاء ليبيا منذ الثورة.وعاد نحو 20 شخصا أمس الثلاثاء وطبخوا وجبة إفطار رمضاني جماعية لهم في البلدة لأول مرة منذ ست سنوات.وسوف تنتظر الأُسر بعض الوقت حتى يتم إعادة إعمار البيوت التي تضررت بشدة وخُربت أثناء المعارك وكذلك إنشاء بنية تحتية بالبلدة.وقال مفتاح منصور وهو من زعماء تاورغاء "والله الحمد لله وبفضل من عند الله سبحانه وتعالى الذي تمينا هذا الصلح ما بيننا وبين أهالينا في مصراتة، وأنا الآن موجودين في منطقة القرير بالتسمية لجامع يسمى عليها جامع الشريع، ونحن الآن الحمد لله في بلادنا والناس جت (جاءت) من جميع الاتجاهات".وتقع تاورغاء على مسافة 200 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس.
مشاركة :