يستقبل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة أوتاوا الأربعاء، وسيجري الرئيسان محادثات تهدف لتقوية العلاقات بين البلدين. ويعقد اللقاء قبيل قمة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كيبيك، وسيركز على إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحمائية. يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأربعاء في أوتاوا لتعزيز العلاقات بين البلدين. ويأتي هذا الاجتماع قبيل قمة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تستضيفها مقاطعة كيبيك الكندية، تشكل الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاجسا أساسيا فيها. قرر ماكرون وترودو اللذان ينتميان إلى الجيل نفسه (40 و46 عاما) واللذان يستخدمان وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة، عقد اجتماع ثم عشاء خاص قبل مؤتمر صحافي مشترك صباح الخميس. ويفترض أن تتركز المحادثات بينهما على قرار ترامب فرض رسوم جمركية مؤلمة على واردات الفولاذ والألمنيوم على كل من المصدرين، بما يشمل أوروبا وكندا واليابان، أقرب حلفاء واشنطن. وردا على ذلك قرر هؤلاء اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية وأعلنوا عن إجراءات انتقامية مثل الصين وروسيا. وحاول كلا الرجلين دون جدوى التقرب من الرئيس الأمريكي لإقناعه بالتخلي عن مشروعه. توتر تجاري مع واشنطن حصلت أوروبا وكندا في مرحلة أولى على استثناء من هذه الرسوم، لكنهما شعرتا بخيبة أمل كبرى عندما طبق ترامب عليهما الرسوم نفسها أسوة بغيرهما. ومنذ الجمعة، صعد الأوروبيون والكنديون لهجتهم حيال واشنطن. ورفض ماكرون كشف تفاصيل أجواء اتصاله الهاتفي مساء الخميس مع ترامب الذي وصفته واشنطن "بالرهيب"، حسب الصحف الأمريكية. لكنه أكد أنه "سيجري خلال (قمة) مجموعة السبع مناقشة مفيدة وصريحة مع الرئيس ترامب". وقال "هذا لا يؤثر على الصداقة بيننا والصداقة التي تربط بين بلدينا". أما ترودو فقد عول على علاقات المودة مع جارته الجنوبية عندما أكد في آذار/مارس أن ترامب وعده بإعفاء الكنديين. لكنه انتقل إلى موقع هجومي وأعلن عن رسوم بقيمة 16,6 مليار دولار كندي (11 مليار يورو) على المنتجات الأمريكية. ونقطة الخلاف الأخرى بين أوتاوا وواشنطن هي مستقبل اتفاق التبادل الحر في أمريكا الشمالية (نافتا) الذي وقعته الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ويبدو أن واشنطن تفكر حاليا بإجراء مفاوضات مع كل بلد على حدة مما سيبطئ الاقتصاد الكندي، حسب صندوق النقد الدولي، لكن أوتاوا لم تتجاوب مع الأمر بعد. ويفترض أن تسمح الجبهة المشتركة في مواجهة واشنطن بتعزيز العلاقات بين ماكرون وترودو قبل قمة مجموعة السبع. وخلال اللقاء السابق للقوى الصناعية السبع الكبرى قبل عام في تاورمين في صقلية، كانت الاتصالات بينهما ودية جدا. وسيزور ماكرون الذي ترافقه زوجته بريجيت، بعد ذلك مونتريال لعقد لقاء مع رئيس وزراء كيبيك فيليب كويار الذي سيبحث معه خصوصا في مسألة الفرانكفونية والمبادلات التجارية والثقافية. خلافات وانقسامات بين الدول السبع وبعد مونتريال، سيواصل ماكرون طريقه إلى مالبيه، المدينة التي تبعد نحو 140 كلم عن كيبيك وتقع على نهر سان لوران، حيث تعقد الجمعة والسبت في فندق يخضع لإجراءات أمنية مشددة قمة الدول الصناعية السبع الكبرى وتضم ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان. وتترأس كندا المجموعة هذه السنة بينما ستتولى فرنسا هذه المهمة العام المقبل. وقد لا تعكس القمة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها فحسب، بل أيضا عزلة واشنطن على جبهات أخرى عديدة مثل خيار التعددية ومكافحة ارتفاع حرارة الأرض. ويشعر الأوروبيون أيضا بالقلق والاستياء من قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والضغط على شركاتهم لتخرج من إيران. ويبدو أن الدول الست الأخرى غير مستعدة لدفع أي ثمن من أجل الحفاظ على وحدة ظاهرية. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "التحدي يتمثل في الحفاظ على شكل من الوحدة داخل مجموعة السبع وحيال الخارج، لكن يجب عدم التردد في التعبير بشكل حازم وقوي عن مصالح فرنسا وأوروبا". وبمعزل عن القضايا التقليدية مثل النمو العالمي ومستقبل العمل والتجارة، والسلام والأمن والمساواة بين الرجال والنساء والتغير المناخي، سيواجه القادة صعوبة في الاتفاق على بيان ختامي مع الولايات المتحدة. والسنة الماضية، رفضت الولايات المتحدة في تاورمين توقيع البيان الختامي بسبب انسحابها من اتفاقية المناخ الموقعة في باريس. كما رفضت توقيع البيان الختامي للاجتماع السنوي لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأسبوع الماضي في باريس، بسبب رفضها المفاوضات المتعددة الأطراف التي تعتبرها غير فعالة. وفي نهاية الأسبوع الماضي، لم يصدر أي بيان عن وزراء مالية مجموعة السبع التي بدت وكأنها "مجموعة6+1" على حد تعبير وزير المال الفرنسي برونو لومير. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 06/06/2018
مشاركة :